لقد حان وقت الموت شعار يرفعه إردوغان للأقليات الدينية

الرئيس التركي يتاجر بالدين ويتفاخر بالقمع وهدم التراث البشري إسطنبول تبيع الدعارة والشذوذ وتتشدق بالدفاع عن الإسلام الرئيس يتولى الملف الديني بنفسه ويعين رئيس وأعضاء مؤسسة ديانات السلطات تضع أيديها على الأراضي والمؤسسات التي تمتلكها الأقليات
الرئيس التركي يتاجر بالدين ويتفاخر بالقمع وهدم التراث البشري إسطنبول تبيع الدعارة والشذوذ وتتشدق بالدفاع عن الإسلام الرئيس يتولى الملف الديني بنفسه ويعين رئيس وأعضاء مؤسسة ديانات السلطات تضع أيديها على الأراضي والمؤسسات التي تمتلكها الأقليات

الأربعاء - 30 سبتمبر 2020

Wed - 30 Sep 2020

كتب أفراد مجهولون على باب منزل رئيس جمعية بير سلطان عبد في بورصة التركية «لقد حان وقت الموت»، جاء التهديد الإرهابي بشكل واضح وصريح للمنظمة العلوية التي تعمل في وضح النهار.

بعدها بأيام ترك شخص مجهول الهوية كتابات مهينة على باب وجدران أحد المزارات الدينية، وتواكب ذلك مع قرار الرئيس التركي بتحويل متحف آيا صوفيا التراثي الشهير إلى مسجد، في مشهد جديد من المتاجرة بالدين التي اعتاد إردوغان عليها.

لم يعد الأمر غريبا في بلد يتفاخر رئيسه رجب طيب إردوغان بقمع الأقليات الدينية، وتمارس على أرضه أكثر الجرائم وحشية في العالم، ومع حكومة تدعي أنها ترفع راية الإسلام رغم أنها أكثر من تسيء إليه، بعدما أكدت الإحصاءات الرسمية أنها من أكثر دول العالم التي تبيح الشذوذ والدعارة، وتمارس على أرضها كلها المحرمات والممنوعات، في نفس الوقت الذي تحتضن فيه تنظيم الإخوان الإرهابي.

متاجرة بالدين

في أحد المشاهد الاستعراضية التي اعتادها العالم من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أعلن قبل شهور تحويل آيا صوفيا التاريخي من متحف إلى مسجد، أراد أن يوهم البعض أنه يدافع عن الإسلام ويحمي حماه، رغم أن القرار كان سياسي ضد اليونان، وتسبب في فتنة لن تنتهي بين المسلمين والمسيحيين.

باتت مسألة «المتاجرة بالدين» صناعة إردوغانية خالصة، ضمن الكثير من الانتهاكات التي يمارسها في الداخل والخارج، وعمليات القمع التي يستخدمها ضد معارضيه، وضلوعه في جرائم قتل وتخريب في سوريا وليبيا والكثير من دول الجوار.








أقليات تتظاهر ضد الرئيس التركي
أقليات تتظاهر ضد الرئيس التركي



قالت أبرشية الروم الأرثوذكس الأمريكية لوكالة أسوشييتد برس بأنها ستتصل بمقرري الأمم المتحدة وتحاول محاسبة أنقرة، “لسياساتها المتعمدة لمحو التراث الثقافي للمسيحيين الأرثوذكس”، وأدانت غالبية دول العالم التصرف التركي، لكنه لم يسمع سوى لنفسه.

تركيا العلمانية

يقول الدستور العثماني إن تركيا دولة علمانية، وينص على حرية الوجدان والمعتقد الديني والعقيدة والتعبير والعبادة ويحظر التمييز على أساس ديني.

وتتولى رئاسة الشؤون الدينية (ديانت)، وهي مؤسسة حكومية، تنسق الأمور الدينية المتعلقة بالإسلام، ومهمتها حسب ما هو معلن، وقد واصلت الحكومة تقييد حقوق الأقليات الدينية، وخاصة غير المعترف بها بموجب تفسير الحكومة لمعاهدة لوزان لعام 1923، والتي تشمل فقط الأرمن الأرثوذكس المسيحيين واليهود والمسيحيين الأرثوذكس اليونانيين.

تقدر حكومة الولايات المتحدة إجمالي عدد السكان بنحو 81.6 مليون (تقديرات منتصف عام 2019). وبحسب الحكومة ، فإن 99% من السكان مسلمون ، 77.5% منهم من الحنفية السنية، يقدر ممثلو الجماعات الدينية الأخرى أن أفرادها يمثلون 0.2% من السكان.

وتشير أحدث استطلاعات الرأي العام التي نشرتها شركة الأبحاث التركية كوندا في يناير إلى أن حوالي 3% من السكان يعرفون أنفسهم على أنهم ملحدون و2% من غير المؤمنين.

قانون لا يطبق

قانونيا، رعت اتفاقية لوزان الموقعة بين الدولة التركية والدول الغربية حقوق كل من الأقليات اليونانية (الأرثوذكسية) والأرمنية واليهودية في تركيا. وأعطت الاتفاقية، السارية المفعول منذ توقيعها في يوليو من عام 1923، صفة الأقليات المعترف بها لهذه الجماعات الثلاث حصرا ونظمت شؤونها الدينية وشروط المواطنة لها. كما ضمنت لأبنائها حرية العبادة والعمل، ونصت على تأمين الحماية والحرية لليونانيين والأرمن واليهود في ممارسة طقوسهم الدينية بالطريقة التي يريدونها، كما المساواة في الحقوق المدنية والوظيفية والسياسية مع بقية المواطنين. بالإضافة إلى ذلك، تسمح الاتفاقية لهذه الأقليات الثلاث باستعمال لغاتها الخاصة، إلا أن القانون شيء، والواقع غالبا ما يكون شيئا آخر. فقد عمدت السلطات التركية المتعاقبة خلال القرن الماضي، ورغم علمانيتها المفترضة، على وضع يدها على معظم الأراضي والمؤسسات التي تملكها الأوقاف المسيحية. ثم عمدت السلطات إلى تحويل بعضها إلى متاحف، وغيرها إلى مساجد، فيما تمت مصادرة أغلبيتها لتصبح أملاكا للدولة التركية، فأدى هذا التضييق على الأقلية المسيحية إلى تراجع أعداد أبنائها في تركيا من 20% من مجمل السكان منذ قرن مضى إلى حدود 0.2% في عام 2014.

ملف ديانات

وفي ظل رغبة رجب طيب إردوغان بتولي الملف الديني، ترتبط (ديانت) بمكتب الرئيس مباشرة، ويعين رئيسها من قبل الرئيس ويديرها مجلس من 16 شخصا ينتخبهم رجال الدين، وتضم خمسة أقسام رئيسة تسمى المجالس العليا: الخدمات الدينية، خدمات الحج والعمرة، التعليم، المطبوعات، العلاقات العامة. في حين أن القانون لا يشترط أن يكون جميع أعضاء المجلس من المسلمين السنة، فقد كان هذا هو الحال عمليا.








الشرطة التركية تلاحق الأكراد                             (مكة)
الشرطة التركية تلاحق الأكراد (مكة)



وعلى الرغم من أن التسجيل لدى الحكومة ليس إلزاميا لعمل الجماعات الدينية، إلا أن تسجيل المجموعة مطلوب لطلب الاعتراف القانوني بأماكن العبادة. يتطلب الحصول على اعتراف قانوني الحصول على إذن من البلديات لبناء أو تعيين مكان جديد للعبادة. إن إقامة الشعائر الدينية في مكان لا تعترف به الحكومة كمكان للعبادة مخالف للقانون. يجوز للحكومة أن تغلق أماكن المخالفين للقانون.

عقوبات ورقية

وتبدو العقوبات المنصوص عليها في القانون التركي على الورق فقط، حيث ينص على أنه يعاقب على التدخل في خدمة جماعة دينية بالسجن لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات؛ ويعاقب على تشويه الملكية الدينية بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وسنة واحدة ؛ ويعاقب على تدمير الممتلكات الدينية أو هدمها بالسجن لمدة تتراوح بين عام وأربع سنوات. لأنه من غير القانوني إقامة خدمات دينية في أماكن غير مسجلة كأماكن عبادة.

في الممارسة العملية، تنطبق هذه المحظورات القانونية فقط على الجماعات الدينية المعترف بها، ولا تتمتع الهياكل القيادية والإدارية للطوائف الدينية بشخصية قانونية، مما يجعلها غير قادرة على شراء الملكية أو مطالبات الملكية أو الصحافة مباشرة في المحكمة، وتعتمد المجتمعات على مؤسسات أو جمعيات منفصلة تحكمها مجالس فردية للاحتفاظ بالأصول والممتلكات وإدارتها.

تضييق ومصادرة

أفادت وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية بأن تركيا حظرت ورحلت قادة التجمعات البروتستانتية من غير الأتراك، وفي يناير الماضي قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن الحكومة انتهكت الاتفاقية الأوروبية (لوزان) لأنها رفضت السماح لإحدى الجماعات بإنشاء مؤسسة.

وفي أكتوبر، قضت محكمة بأن وزارة الداخلية ومدينة ملطية الشرقية، ليست مسؤولة في قضية عام 2007 التي تتعلق بقتل ثلاثة أشخاص في هجوم على دار نشر مسيحية.








إردوغان في مواجهة غضب الأقليات
إردوغان في مواجهة غضب الأقليات



واصلت الحكومة تقييد جهود الأقليات الدينية لتدريب رجال الدين، وظلت المدرسة اليونانية الأرثوذكسية مغلقة، وذكرت الأقليات الدينية مرة أخرى صعوبات في فتح أو تشغيل دور العبادة.

واستمرت النزاعات على الأراضي والممتلكات والتحديات القانونية للكنائس التي صادرت الحكومة أراضيها سابقا، وتشغيل أو فتح دور العبادة؛ والحصول على إعفاءات من دروس الدين الإلزامي في المدارس، ولم تقم الحكومة بإعادة أي ممتلكات كنسية تم الاستيلاء عليها في العقود السابقة. وأثارت الأقليات الدينية، ولا سيما أفراد المجتمع العلوي، تحديات للمحتوى والممارسات الدينية في نظام التعليم العام.

محاولات أمريكية

في أكتوبر، كتب أفراد مجهولون على باب منزل رئيس جمعية بير سلطان عبد في بورصة، وهي منظمة علوية، «لقد حان وقت الموت»، وفي فبراير، رش شخص مجهول الهوية أو كتابات على الجدران في كنيسة Surp Hreshdagabet الأرمنية في إسطنبول برسائل مهينة على الباب والجدران، واستمرت أعمال التخريب المعزولة لأماكن العبادة.

واصل المسؤولون الأمريكيون التواصل مع المسؤولين الحكوميين للتأكيد على أهمية احترام التنوع الديني والمعاملة المتساوية بموجب القانون. حث ممثلو السفارة والقنصلية والمسؤولون الحكوميون الزائرون الحكومة على رفع القيود المفروضة على الجماعات الدينية، وإحراز تقدم في استرداد الممتلكات، ومعالجة حالات محددة من التمييز الديني.

وواصل كبار المسؤولين دعوة الحكومة للسماح بإعادة فتح مدرسة هالكي، والسماح بتدريب رجال الدين من جميع المجتمعات المحلية في البلاد. كما التقى مسؤولو السفارة والقنصلية مع مجموعة واسعة من قادة المجتمع الديني، بما في ذلك قادة الروم الأرثوذكس واليهود والأرمن الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت والعلوي، والجماعات السريانية الأرثوذكسية، للتأكيد على أهمية الحرية الدينية والتسامح بين الأديان وإدانة التمييز ضد أفراد أي مجموعة دينية.

تركيبة الأقليات الدينية في تركيا


  • 25 % علويين من عدد السكان

  • 04 % الطائفة الشيعية الجعفرية من إجمالي السكان

  • 25000 من الروم الكاثوليك

  • 16000 يهودي

  • 90000 مسيحي أرمني أرثوذكسي

  • 25000 مسيحي أرثوذكسي سوري

  • 15000 مسيحي أرثوذكسي روسي

  • 2500 مسيحي أرثوذكسي يوناني

  • 3000 مسيحي كلداني

  • 300 مسيحي ماروني

  • 10000 من الطوائف البروتستانتية

  • 10000 بهائي

  • 1000 إيزيدي

  • 5000 شهود يهوه