شاكر أبوطالب

وسيستمر العداء ضد السعودية!

الاحد - 27 سبتمبر 2020

Sun - 27 Sep 2020

قدر المملكة العربية السعودية أن تكون دولة مهمة وذات مكانة مؤثرة عالميا، حباها الله بمزايا فريدة، ومكامن قوة، أولاها القيادة العريقة في شؤون السياسة والحكم، والرشيدة في الإدارة، والحكيمة في علاقاتها الدولية. كما تحتضن المملكة الحرمين الشريفين، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وتمثل هذه الميزة عمقا ليس له مثيل في المجتمعات العربية والإسلامية.

ويشكل الموقع الجغرافي ميزة استراتيجية، وأهم بوابة للعالم، ومركز ربط لثلاث قارات كبرى، كما تحيط بالسعودية أكثر المعابر المائية أهمية في الاقتصاد العالمي، فضلا عن امتلاك مخزون ضخم من النفط والغاز، ووفرة في خيارات الطاقة المتجددة، سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، إلى جانب الريادة في صناعة البتروكيماويات، وتوفر ثروات طبيعية من الذهب والفوسفات، إضافة إلى قدرات استثمارية ضخمة. ولكن الثروة الأكثر أهمية وفاعلية، هي المجتمع الشاب الحيوي والطموح.

هذه المزايا الفريدة جعلت من السعودية دولة قيادية وفاعلة في المجتمع الدولي، ومن أهم عشرين اقتصادا في العالم، إذ ترأس المملكة الدورة الحالية لمجموعة العشرين التي ستنعقد قمتها السنوية في الرياض نهاية الشهر المقبل وسط ظروف استثنائية، لمناقشة أفضل الحلول العملية لتنمية الاقتصاد العالمي، وتمكين الاقتصادات الوطنية للتعافي من الآثار السلبية لجائحة فيروس كورونا.

ولذلك من المنطقي جدا أن تتردد شؤون المملكة في سياق موضوعي على مدار الساعة في وسائل الإعلام الإقليمية والقارية والعالمية، نظرا للمسؤوليات الكبيرة التي تتصدى لها السعودية بكل اقتدار خليجيا وعربيا وإسلاميا وعالميا، والأدوار القيادية التي تؤديها المملكة في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.

ولأن مواصلة الريادة والتقدم والنمو تخلق مشاعر سلبية أو عدائية لدى الآخرين، وتحديدا خصوم النجاح، نشهد كثافة الزج باسم المملكة وقيادتها في كل طرح إعلامي سلبي، حتى لو لم يكن للمملكة أي علاقة بمضمون الخبر، والشواهد كثيرة جدا، آخرها مسألة التطبيع مع إسرائيل، والدورة الانتخابية الحالية على رئاسة البيت الأبيض الأمريكي.

في موضوع إعلان بعض دول المنطقة توقيعها اتفاقيات سلام ثنائية مع إسرائيل، تم تحميل السعودية المسؤولية كاملة، وبأنها باركت الخطوة، أو على الأقل منحت الضوء الأخضر للقيام بها! رغم أن قيادة المملكة أعلنت موقفها بكل وضوح من قضية فلسطين، التي حملت لواء الدفاع عنها منذ اليوم الأول، ودعم الشعب الفلسطيني معنويا وماديا، والتضحية بالعديد من المصالح والفرص منذ سبعة عقود. ولأن العداء أعمى، ويفتقر إلى الرغبة في التمييز بين الحق والباطل، تواصل وسائل الإعلام المعادية هوايتها المفضلة في الهجوم على السعودية وإقحام اسمها في كل شاردة وواردة، وبأسلوب فاضح تصرخ منه المهنية قبل أخلاقيات الممارسة!

وفي مسألة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تؤطر التصريحات السياسية والحملة الإعلامية على السعودية وكأنها إحدى الأوراق المستخدمة في السباق الرئاسي ضد الرئيس ترمب، نتيجة العلاقة الإيجابية مع قيادة المملكة وتقارب وجهات النظر في عديد من الملفات السياسية.

العداء تجاه السعودية في حقيقة الأمر هو بسبب الموقف المضاد للحزب الديموقراطي من المشروع السعودي التنموي للمملكة والخليج ومنطقة الشرق الأوسط، وهذا الموقف العدائي متماه ومتصل برؤية اليسار المتطرف لأسلوب قيادة العالم والسيطرة على النخب السياسية للدول والتحكم في مستقبل المجتمعات البشرية.

shakerabutaleb@