نوف إبراهيم النمله

جهود الجامعات السعودية لتحقيق التمييز بين النموذجين الأوروبي والأمريكي

السبت - 26 سبتمبر 2020

Sat - 26 Sep 2020

تتجه المملكة العربية السعودية نحو اتجاهات حديثة وتاريخية، ضمن رؤية المملكة 2030 التي تدعو إلى أن تكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة، ولا شك بأن التعليم يلعب دورا كبيرا في ارتقاء وتقدم الأمة فهو حجر وزاوية الأساس لعملية البناء والتطور سواء للتعليم العام أو العالي.

ولتحقيق التطلعات والرؤى المرجوة من التعليم العالي خاصة، يتوجب على الجامعات بأن توجد ميزتها وتفردها وإبداعها، إذ يعتبر تحقيق التميز والتنافسية للجامعات من القضايا التي تساعدها في تجديد أنشطتها وفاعليتها وإجادة تقديم البرامج والوصول إلى تحقيق المكانة التي تسعى لها خطة التعليم المنبثقة من رؤية المملكة 2030.

فمصطلح التميز الأكاديمي يشمل: التمكن من المعرفة والابداعية والتوجهات القيادية والبرامج وعمليات التدريس، إضافة إلى النمو المهني والشخصي لكل من الطالب وعضو هيئة التدريس، ويعرفه النموذج الأوربي بأنه الممارسة الباهرة في إدارة الجامعة وتحقيق النتائج ومن ثم تستطيع الجامعة الوصول لمرتبة التميز إن هي التزمت بالأنماط والأفكار الإبداعية وبالتركيز على النتائج المستهدفة للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية وغيرهم من العاملين والمتعاملين مع الجامعة والمجتمع. من أهم شروط التميز في النظام الأوروبي:

  • التعلم المستمر.

  • الابتكار والتجديد.

  • استثمار خبرات الجامعة ومعارف العاملين فيها.

  • استثمار نتائج العلم ومستحدثات التقنية في تطوير العمليات والأنشطة والخدمات.

  • تفادي السلبيات ومنع تكرارها.

  • رفع مستوى الإنتاجية والفعالية.




بينما يركز النموذج الأمريكي للتميز على التوجهات، ومنها: توجهات القيادة ذات الرؤية، والتركيز على المستقبل والإدارة بهدف الإبداع والابتكار، وتقدير العاملين، ويركز النموذج الأمريكي أيضا على التعلم الذاتي والتنظيمي وتحقيق التميز المستمد من رغبات العملاء، وأيضا يهتم النموذج بالرشاقة التنظيمية التي تميز النموذج الأمريكي عن غيره.

وبين هذان النموذجين، تبنت الجامعات السعودية عددا من المعايير الاستراتيجية لنموذج الجامعة المتميزة، وتمحورت حول عدد من المعايير:

المعيار الأول هو التميز في البرامج الأكاديمية التي تقدمها الجامعات، كجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل التي أطلقت في مطلع سنة 2020 أربعة برامج دراسية متميزة وهي برنامج الطاقة في كلية الهندسة، وبرنامج الذكاء الاصطناعي في كلية علوم الحاسب، وبرنامجي التمريض والشريعة، سعيًا من الجامعة للتميز والمنافسة من خلال برامج الأكاديمية. وعملت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن على إطلاق برنامج الدبلوم في اللغة الصينية بالتشارك مع جامعة بكين، الأمر الذي سيعزز سبل التعاون والتبادل المعرفي والعلمي، والاستفادة من خبرات الجامعات الخارجية في التميز والإجادة.

المعيار الثاني لتميز الجامعات السعودية هو التميز في مجال البحوث العلمية، إذ أصدر تصنيف ليدن العالمي للجامعات الذي يعتبر من أعلى التصنيفات العالمية المتخصصة بالبحث العلمي، بأن جامعة الملك عبد العزيز تتصدر بنسبة 90% مع جامعات العالم في نسبة البحوث الدولية ضمن أعلى 10 جامعات على مستوى العالم إثر الناتج البحثي الإجمالي للجامعات 2015-2018. كما وتتميز الجامعات السعودية أيضًا بمعيار رعاية الطلاب المبدعين والمتميزين، فعملت جامعة الجوف عملت من بداية عام 1439 /1440 بهدف تحفيز الطلبة على التميز والتفوق وغرس روح المنافسة من خلال مكافئة الطلبة المتفوقين ببرنامج تدريبي خارجي خلال فترة فصل الصيف لإحدى الدول المتقدمة لتعزيز مهاراتهم اللغوية وتنظيم زيارات للشركات والمؤسسات الهندسية والتقنية المتميزة لرفع حصيلتهم المعرفية وإثرائهم وتوجيهم.

ولا يخفى الأمر بأن نظام الجامعات الجديد واستقلالها هو خطوة جبارة نحو سطوع وتألق الجامعات السعودية ودخولها في سباقات التميز العالمية، وما زلنا نطمح ونرتقب اجتهاد الجامعات وتميزها في توجهات ومجالات كالقيادة الإدارية وتنوع عمليات التدريس واستقطاب رأس المال البشري المتميز.