كيف شكلت قطر مثلثا للشر مع إيران وتركيا؟

تركيا تتحايل على العقوبات الأمريكية وتساعد الإخوان وداعشواشنطن تشعر بالقلق من وصول أسلحتها إلى طهران عبر الدوحة
تركيا تتحايل على العقوبات الأمريكية وتساعد الإخوان وداعشواشنطن تشعر بالقلق من وصول أسلحتها إلى طهران عبر الدوحة

السبت - 26 سبتمبر 2020

Sat - 26 Sep 2020








خامنئي في لقاء سابق مع أمير قطر                                                                                    (مكة)
خامنئي في لقاء سابق مع أمير قطر (مكة)
أقر رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إفرايم إنبار، بأن الرباعي العربي المكون من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، نجح بقراره الجريء بمقاطعة قطر في كبح سلوك الدوحة التخريبي في المنطقة، بعدما شكلت مع إيران وتركيا مثلثا عالميا للشر.

وقال إنبار في مقال نشر في صحيفة جيروزاليم بوست ونقله موقع (24) الإماراتي «لن يكون قرارا أمريكيا حكيما اختيار قطر حليفا. ورغم أن الإمارة تستضيف أكبر منشأة عسكرية أمريكية في المنطقة فإنها لا تستحق أن تعتبر حليفا حقيقيا لأمريكا»، مشيرا إلى أن الدوحة لديها أجندات مختلفة تماما عما تعمل من أجله واشنطن في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن «قطر تنفق مبالغ طائلة في دعم منهجي لأنشطة الإخوان في مصر، وفروع التنظيم في جميع أنحاء العالم. ومن المعروف أن الإخوان منظمة إرهابية معادية للغرب وللديمقراطية. وتمول قطر أيضا عددا من الجماعات الجهادية والمتطرفة، وأُدين عدد من مواطنيها بالتورط في أنشطة إرهابية إقليمية». وأضاف «تستخدم قطر شبكة الجزيرة التلفزيونية المؤثرة لتقويض استقرار جيرانها العرب، حتى إن الولايات المتحدة استنتجت أخيرا أن الجزيرة ليست وسيلة إعلامية فحسب، بل هي جماعة ضغط أيضا».

سلوك تخريبي

وأكد أنه «ليس مستغربا أن تبادر السعودية ومصر والإمارات والبحرين إلى مقاطعة قطر منذ 2017، في محاولة لكبح السلوك التخريبي للدوحة، مشيرا إلى أن الدوحة «طلبت مساعدة تركيا، فنشرت أنقرة تحت قيادة الرئيس رجب طيب إردوغان المرتبط أيضا بجماعة الإخوان، 5 آلاف جندي على أراضي الدوحة للدفاع عن النظام. وعلاوة على ذلك، دعمت قطر سياسة إردوغان الخارجية ومغامراته العثمانية والإسلاموية المتطرفة».

وتابع «ساعدت قطر إردوغان في التغلب على صعوباته الاقتصادية في الأعوام الماضية. وتمول التدخل التركي في ليبيا بالوقوف إلى جانب حكومة السراج في طرابلس، رغم صلاتها الوثيقة بالجماعات الجهادية. وسعيا لاستقرار قصير المدى سمحت إسرائيل لقطر بتوفير الأموال بانتظام في غزة للحفاظ على سلطة حماس فيها. وللتذكير فإن حماس هي الفرع الفلسطيني للإخوان»، لافتا إلى أن «هذه السياسة قصيرة النظر وحمقاء».

اصطفاف خطير

ويرى المحلل أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في تمييز ظهور محور غير جديد تماما مناهض للغرب في الشرق الأوسط، يتألف من تركيا وقطر، في اصطفاف راديكالي خطير، «إذ عارض البلدان اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات، ويحاولان تقويض استقرار مصر. وطبعا الاستقرار في مصر مصلحة أمريكية أساسية».

ويضيف «تدعم أنقرة والدوحة حماس علنا، وتسهلان التعاون بينها وبين حزب الله. وتؤدي الإجراءات التركية والقطرية إلى تفاقم التوتر داخل حلف شمال الأطلسي، والذي يمكن أن يتحول إلى مواجهات عسكرية يونانية تركية، وفرنسية تركية».

ويرى الكاتب أن هناك مؤشرات على أن الراديكاليين يتقربون أكثر من إيران، ويقول «كانت قطر تتعامل مع إيران لبعض الوقت، ومن المؤشرات على ذلك أن الخطوط الجوية القطرية كانت الناقل الأجنبي الوحيد الذي هبط في إيران خلال الأشهر الستة الماضية، لذلك على واشنطن أن تشعر بالقلق من احتمال وصول أسلحتها التي تبيعها للدوحة إلى إيران، مما يهدد القوات الأمريكية في المنطقة».

أما تركيا فهي تتحايل منذ أعوام على العقوبات الأمريكية ضد إيران، وساعدت تنظيم داعش الإرهابي وسهلت دخول وخروج عناصره بطرق عدة.

تسامح أمريكا

ويشدد رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن على أن تركيا وقطر استفادتا من الظروف الجديدة للخروج عن التفضيلات الأمريكية، ويقول «واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سياسة أوباما المتمثلة في الانسحاب من الشرق الأوسط، في اتجاه سمح بقدر أكبر من حرية العمل للجهات الفاعلة الإقليمية.

وبدلا من دعم جهود الحلفاء الخليجيين للضغط على قطر لاتخاذ سلوك مسؤول ومختلف، ترى واشنطن أن الخلاف مع قطر يمثل تهديدا لاحتواء إيران، وحاولت التوسط فيه دون نجاح يذكر».

ويضيف «تسامحت واشنطن عن طريق الخطأ مع الأذى التركي الذي طال حلفاء أمريكا التقليديين في الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط». ويدعو إنبار في نهاية تحليله أمريكا للتصدي لمحور الشر الثلاثي، ومراجعة علاقتها مع قطر وتركيا، ويقول «على واشنطن مراجعة عاجلة لعلاقاتها مع هاتين الدولتين الفاعلتين في الشرق الأوسط، قطر وتركيا. فأمريكا تحتاج إلى أن تكون قادرة على تمييز الصديق من العدو، وفي هذا الإطار فإن إضفاء واشنطن على الدوحة صفة حليف سيكون خطأ فادحا».