ياسر عمر سندي

23/ 90 / 2020

الثلاثاء - 22 سبتمبر 2020

Tue - 22 Sep 2020

قد يعتقد كثيرون أن خللا ما قد وقع مني في كتابة عنوان المقال، أو أن هنالك خطأ مطبعيا بغير قصد حصل من الصحيفة، خاصة في الخانة الرقمية لشهر سبتمبر، الذي كما هو معلوم الشهر التاسع من الأشهر الميلادية الرسمية، حيث بدأت باليوم وهو «23»، وفي خانة التاريخ تعمدت أن أضعه الرقم «90» بدلا من «09»، وخانة السنوات 2020، وهذا ما أحببت إيضاحه للقراء الأعزاء.

في مثل هذا اليوم الأربعاء الموافق الثالث والعشرين من سبتمبر، وهو التاريخ الرسمي الميلادي من كل عام، تعود ذاكرتنا بصورتها الذهنية المجيدة إلى الملحمة التاريخية العظيمة لتوحيد هذا الكيان الغالي، واستبدال اسمه السابق من مملكة نجد والحجاز وملحقاتها إلى اسم المملكة العربية السعودية، والذي يوافق أيضا هذا العام التسعين من عمر مملكتنا الحبيبة، لتطرح لنا نماذج الفخر بالإنجازات الوطنية الخالدة، والتي تعكس التعاقب المتوالي والمتطور في الإنسان والبنيان والكيان، منذ عهد الموحد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، ومن بعده أبناؤه الملوك البررة، وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أطال الله في عمره، ومتعه بالصحة والعافية.

هذه السنة تحديدا «2020» أنظر إليها بطريقة مختلفة بعض الشيء، كمواطن يستقرئ الواقع الحالي والمأمول، ويجعلني وجميع المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، نسترجع أهم الأحداث التي جعلت من المملكة العربية السعودية محط أنظار العالم بأسره من شرقه إلى غربه، وترفع لها قبعة الاحترام تقديرا وتكريما لمواقفها الإنسانية وتحديدا الوطنية الداخلية، التي نشرف وننعم بها ولله الحمد.

الوطن في عرسه ويومه ليس مجرد هتافات وشعارات وأهازيج فحسب، بل هو أسمى من ذلك وأعمق، يلتصق في الوجدان إذا ما قيس بالخوف على الإنسان، وعلى كرامته ومقدراته وإمكاناته، وأهمها صحته وأمنه وأمانه.

ولا يخفى على الجميع آثار وباء كوفيد 19 على العالم بسلبياته التي طالت كل الدول، بمختلف أوضاعها وثقافاتها ومكانتها وعلى مختلف القارات مترامية الأطراف، والتي تأثرت تأثيرا مباشرا في ضرب أهم مقومين من وجهة نظري الخاصة، وهما؛ الصحة والاقتصاد.

هذان المقومان هما معيارا القوة والمنعة، والتقهقر والضعف لأي بلد مهما كبر في قوته أو صغر في مكانته.

هذه الجائحة الكورونية أعتبرها اختبارا مفاجئا غير مقصود، وأسلوبا كاشفا يبرز لنا في نهاية المطاف النتيجة النهائية والمعدل المعياري في تعامل الدول مع شعوبها، والجميع على مرأى ومسمع للأخبار التي توالت علينا باستمرار منذ بداية الجائحة لما يقارب الثمانية أشهر وربما تزيد، بأن بعض الدول التي وصفت وضعها وصنفت نفسها ضمن دول العالم الأول؛ تعاملت مع مواطنيها ورعاياها وأيضا المقيمين على أرضها بأسلوب مادي بحت، وبطريقة تعكس التخلص والتملص من المسؤولية والرعاية الاجتماعية والصحية والاقتصادية، لم يكن لديهم هذه الفلسفة العميقة مثلما جسدها وطننا الغالي بقيادة حكيمة وواعية ارتأت مصلحة المواطن والمقيم أيضا كونهما العنصر الإنساني المكوّن لنسيج مملكتنا الغالية.

كل ذلك عكس حجم الإنفاق العالي على وزارة الصحة تحديدا، مما بين قوة الاقتصاد الوطني الموجه لمصلحة الشعب قاطبة.

هذا الموقف الإنساني النبيل من المملكة لم يفرق فيه بين المواطن والمقيم في كل الشرائح المجتمعية في تلقي ميزة العلاج المجاني المنتشر، والذي عم نفعه الجميع بلا استثناء، وهذا الموقف تحديدا يجعلنا فخورين بهذا الوطن المعطاء، ناهيك عن كل ما هو جميل وإيجابي من مواقف عديدة تنعكس خيراتها على هذا الشعب العظيم الذي أعزته حكومته وجعلت منه أغلى وأثمن الشعوب قيمة في وطنهم.

شكرا جزيلا لوطننا الغالي من الأعماق على ما أثبته لنا في هذا المحك المصيري العظيم كورونا، فعليا يحق لنا أن نفخر بك في هذا اليوم تحديدا وفي كل الأيام وكل الأعوام.