شاهر النهاري

قمة بعد قمة.. يوم الوطن السعودي التسعون

الاثنين - 21 سبتمبر 2020

Mon - 21 Sep 2020

الشعار: همة حتى القمة، والحكاية: ملحمة طويلة نضالية عاطفية حماسية تحكيها سلالات شعب الجزيرة العربية، ممن كانوا شعوبا وقبائل، فتعارفوا ووحدوا شملهم، وناضلوا مع الإمام عبدالعزيز ثلاثة عقود تحت راية واحدة، حتى استحقوا مسمى المملكة العربية السعودية.

مملكة ظل همها الإنسان، الذي انبثق حوله الضياء، فعرف أنه بمشيته الحثيثة حافيا على وجه الرمضاء يصنع مستقبل الأمل، وبحرث الأرض بيديه وأدواته البسيطة، ومعانقة شوكها وسعفها وطلحها وسدرها، ذاق رطبها وتينها ورمانها وبرشومها، ووطن نماء الخير والخضار والأمل والمعاني والقيم، وكتب الاستقرار والصحة والتعليم.

وكان حينما يقود قطيع الجمال في الدروب البعيدة، يثبت دعائم الأمن والسلام، ويجلب المراد، من كل فج، ويحيل التباعد إلى مجتمعات تآخ وتلاحم.

وأنه حينما يوجه شراع سفينته ويلملم شبكة صيده، يظل يحلم بالدر، ويتشرب أنفاس ورذاذ الوطن، ويعانق الأحلام العظيمة ويتطلع لما تخفيه تلال المستقبل، ويرعى تفجر الرمال ذهبا أسود ينير وجوده وأطراف الأرض.

حلم وحدة الوطن السعودي تحقق بعد تضحيات أجيال من الأشاوس، ووقوف المرأة السعودية معهم يدا بيد، فتجسد بواقعنا البيت الكريم والمجتمع الأصيل.

وكان التعليم والأخلاق واحترام الآخر، والتعاون بين أبناء القرى والهجر والمدن، مضربا للأمثال.

كلهم صبروا وتعلموا وبنوا وأبدعوا وتكاتفوا حكومة وشعبا، حتى شعر كل فرد سعودي بأن عينه وقلبه وأعصابه وخلايا جسده هي نفسها حدود الوطن المثبتة خرائطها في عمق ذاته، ببحرها وخليجها، ومرتفعاتها وهضابها، وصحاريها، وأوديتها ومدنها، التي شكلت تضاريس وخرائط الجينات الوراثية وسط وشائج كراته الحمراء والبيضاء، وأنفاسه، ومشاعره ونظراته، وكلماته، وأفعاله بتميز وتفاني وفخر، وكرم على الصديق، وعون للجار والمحتاج، وشوكة في نحر الأعداء.

نعم نحن مقدسات مكة وطيبة مركز كون المسلمين، ونحن قرى وأودية الحجاز والسروات، ونحن شواطئها وآثارها وجماليات سواحلها البكر.

ونحن بدايات نشوة نجد وبطولاتها، وطموحاتها وبيوت طينها وسعفها، ونحن وسمي رياحها، وسمرة خدودها، وصوت همتها الحريص الراعي لأبعاد حدود الطموح.

نعم، نحن الساحل الشرقي بإنسانه وشواطئه وداناته وذهبه الأسود وتاريخه، وطيب أراضيه ونخلته وشراعه وقلاعه وحضاراته.

نعم، نحن الحد الجنوبي المحروس برجاله وجباله الشم العصية، ووديانه الغنية، وغيومه المتعالية، وحصون تحكي الحضارات والشرف والكرم والكرامة، ونحن تكامل شعابه وبحاره وجزره وعزته.

نعم نحن الهجر والمدن في براح آفاق الشمال النقي بوسع أنفاس صحاريه، وطيب تربته ونخيله، وزهوره، وبدع جباله المنحوتة في ولاء القلوب، ببردها وحرها، وطيب إنسانها الكريم الأبي.

نعم، نحن الصحاري العظام، في كل أرجاء جزيرتنا، ونحن الوديان والسيول، ونحن الرياح والرطوبة متجانسة أنسامها مع مزاج إنسان الأرض، وأرض الإنسان، المحتفل اليوم بأكاليل تسعة عقود من الكفاح بلغنا فيها قمما لم تبلغها دول عديدة نشأت منذ مئات السنين.

ترنيمتي في هذا اليوم العظيم، بلهجة الأرض:

باركوا تسعين في يوم الوطن
واكتبوا اسمه ضياء للزمن

جعلها ألفين يوم له مجيد

نصرة ترقى على كل المحن

الإمام أرسى السعودية منار

وسار من بعده عدول تؤتمن

قادة من مثلهم بين الجباه

دمهم فينا وأخوتهم وطن

وشعبنا عزة يحاكيها طويق

نقطف العليا وجمعتنا حُصن

بين سلمانِ ومحمد ما نحير

رؤية تَسَمَّى وخطوتنا شجن

الزمن يجري ويبقى لك مجال

يا وطن للفرح، لا طالك حزن



@alnahariShaher