علي المطوع

السعوديون في يومهم الوطني

الاحد - 20 سبتمبر 2020

Sun - 20 Sep 2020

السعودية الأرض والبشر، تاريخ قبل الجغرافيا، وجغرافيا تشهد وتحرس عراقة هذا التاريخ الأصيل، لذلك فإن يوم الوطن ليس مناسبة عابرة، ولا ذكرى مغادرة، ولا مجرد تاريخ يذكرنا بحدث سياسي تشكل واستمر، إنه تاريخ ذكرى بداية حياة ونهاية عناء، إنه اللحظة التي أعلنت فيها ولادة هذا الكيان في عام 1351 من الهجرة النبوية الشريفة.

في يوم الوطن نؤمن جميعا أن المملكة العربية السعودية ليست وطنا عاديا بمقاييس كثير من الأوطان، ولا كيانا مستحدثا، ولا دولة صنعتها الاتفاقيات ولا المحاصصات ولا المقاربات، هي كيان مستقل في فكرته ووحدته، وفي تاريخ تشكله، وفي حاضره الذي يستوجب الفخر والعز والاعتزاز.

الملك عبدالعزيز سخره الله لهذه الأرض ليشكل بسواعد الرجال الأوفياء هذا الوطن، فلملم أشتاته، وأعاد رسم خارطة أبعاده وتعاهده بسياساته وحنكته ودهائه، حتى قيض الله لهذه الأرض هذه الوحدة وفتح لهذا الشعب هذا الفتح العظيم.

شخصية الملك عبدالعزيز تجاوزت عصرها بكثير، واستقبلت حاضرا عاشته قبل أوانه بكثير، وحلم به ليكون وطنا فيه من التنوع ما جعله الأهم، ومن الخير ما صيره الأكثر أهمية، فكل مقومات الدولة حاضرة وجميع العوامل التي تصنع منها قوة عظمى حاضرة ومتوفرة.

في هذه الأيام تعيش المنطقة وسط أجواء صاخبة، فالتوترات تحيط بنا من كل اتجاه، والأعداء يتربصون بنا، وسهام الإعلام المعادي تستهدف شعبنا، والأحداث تثبت أن هذا الوطن وشعبه مستهدفون في كل شؤونهم، يكفي أن كل حدث سياسي مهما كان عابرا وهامشيا إلا أنه يستخدم لأذيتنا والترويج الكاذب لقصص مختلفة ومختلفة بعيدة عن سياقاتها الطبيعية، كل ذلك بقصد زعزعة ثقة السعودي بوطنه وقيادته ومستقبله.

المتربصون الحاقدون يواصلون استهداف أمننا، ولعل ما رشح وكشف من مؤمرات من (الكانتون) المجاور، يؤكد للإنسان البسيط أن المستهدف هو الوطن وأن بزواله كما يحلمون - لا سمح الله - تزول كثير من المعطيات المضيئة التي بوأتنا شرف المكان والزمان في هذا العصر المليء بالنقم والزلازل والمحن.

للسعوديين أقول: الوطن وأمنه فوق كل اعتبار، والوطن وحبه في قلوبنا ليس مجرد ورقة تقويم تقرأ فتحفظ، ولا مناسبة نحتفل فيها فنطرب، الوطن تاريخ يُقرأ ويستذكر وحاضر نستلهمه نعما فنشكر، ومستقبل مشرق ننتظره، من أجل أن تستمر المسيرة وتحظى الأجيال القادمة بحياة هانئة مطمئنة يسيرة.

@alaseery2