شاكر أبوطالب

تسعون عاما على تأسيس مشروعنا المقدس

الاحد - 20 سبتمبر 2020

Sun - 20 Sep 2020

وسط استمرار جائحة فيروس كورونا، الأكثر تأثيرا على حياة البشرية في التاريخ الحديث، تحل علينا الذكرى التسعون على تأسيس المملكة العربية السعودية، المناسبة الغالية التي نحتفل بها سنويا في الأول من برج الميزان (الموافق للثالث والعشرين من سبتمبر).

في هذا العام، نفتقد التقارب الاجتماعي والاحتفال مع الأقارب والأصدقاء والزملاء، نتيجة التقيد بالإجراءات الاحترازية الضرورية للحد من انتشار الوباء، وبفضل الله نشهد حاليا تراجع عدد حالات الإصابات اليومية، وزيادة حالات التعافي، نظرا لمتانة وفاعلية نظامنا الصحي، وكفاءة منظومة العمل الحكومي في التأكد من تطبيق التدابير الوقائية، وقبل ذلك ارتفاع مستوى الوعي والمسؤولية الفردية والمجتمعية.

تتيح لنا ذكرى اليوم الوطني المجيد فرصة سنوية للتفكير في القيم العظمى للوحدة الوطنية التي أرساها الملك المؤسس (طيب الله ثراه)، والعمل الدؤوب لأبنائه الملوك الكرام لبناء وطن كبير وآمن وفاعل وريادي في المنطقة والعالم، والجهود المتصلة للأجيال المتعاقبة من أبناء الوطن للنهوض بهذه الأرض المباركة.

في الذكرى التسعين، ينبغي أن نستحضر معا المراحل التي مرت بها أمتنا العظيمة، والظروف الصعبة التي لم تزد أسلافنا إلا تلاحما وقوة، والمسيرة المميزة لوطننا العزيز عبر تسعة عقود، وحكمة قيادته وتضحيات أجياله، كل ما سبق وغيره من تاريخ بلادنا ينبغي أن نحكيه بكل شغف وحب لأبنائنا وبناتنا، ليستشعروا قيمة الوطن ومسؤولية مواصلة العمل تحت قيادتنا الطموحة ورؤيتنا الوطنية الواعدة بريادة المستقبل، والهمة المستمرة التي لا حد لها إلا عنان السماء، والتنمية المستدامة التي غايتها رقي الإنسان ورفاهيته.

وفي هذا اليوم التاريخي يتوجب علينا أن نستذكر بكل تقدير واحترام تضحيات أسلافنا الذين خدموا وكرسوا حياتهم لنعيش في خير وسلام، والفخر والاعتزاز بجهود جميع المنتسبين للقطاعات الأمنية والعسكرية في الماضي والحاضر، الذين حافظوا وما زالوا يحافظون على الأمن الذي نتمتع به كل يوم، خاصة أبطال الحد الجنوبي الذين يقفون في هذه اللحظة صفا واحدا لحماية مجتمعنا والذود عن وطننا.

اليوم الوطني ليس مجرد رقم في التاريخ والتقويم، إنه عيد الاحتفال بالمُثل العليا لتأسيس الوطن، ومواصلة العمل معا كأفراد ومجتمع لتحقيق تلك المُثل، والتأكيد على قوة ترابطنا لضمان ازدهار الوطن، وتجديد العزم بأننا جميعا لن نتنازل عن أي مكتسبات تحققت في العقود التسعة الماضية، وبأننا لن نتراجع أبدا عن تحقيق رؤيتنا الوطنية، مهما تغيرت المعطيات والظروف.

يمثل هذا اليوم فرصة لمراجعة مؤشرات الأداء الخاصة بالعمل الوطني، والوقوف على المنجزات المتحققة، والالتزام بمواصلة بذل أقصى الجهود لبلوغ المستهدفات المقبلة، لنمضي معا إلى مستوى متقدم بحلول الثالث والعشرين من سبتمبر المقبل، مع ضرورة إدراكنا جميعا أننا لم نبلغ بعد طموحاتنا، وأن تنمية مجتمعنا عمل مستمر ومتصل يجب أن لا يتوقف أبدا.

ويمنحنا هذا اليوم المبارك فرصا كثيرة للتعبير عن شخصيتنا السعودية الراقية والثرية، والتأكيد بأن الوطن هو المشترك الوحيد الذي يجمعنا، والمشروع الأساس الذي لا يمكننا التوقف عن التفكير فيه كل يوم، وبذل كل ما في وسعنا لضمان تقدمه وازدهاره، وغرس هذا المبدأ السامي ورعايته في وجدان الجيل المقبل، لنجعل من وطننا المكان المفضل عالميا للإقامة والسياحة والتعلم والعمل والاستثمار.

@shakerabutaleb