نور عادل حكيم

أهمية الكاميرا في المنصة التعليمية

الخميس - 17 سبتمبر 2020

Thu - 17 Sep 2020

لا شك أننا جميعا نمر بتجربة فريدة من نوعها بعد التحول إلى التعليم عن بعد لجميع المراحل، وبدأنا نستقبل طلابنا وطالباتنا بترحيب الكتروني مختلف عبر المنصات الالكترونية.

وكوني أكاديمية في إحدى الجامعات، فإنني أنظر إلى التعليم عن بعد من ناحية إيجابية، وهي أنه يجب علينا أن نوظف كل السبل المتاحة والأدوات المتوفرة لدينا لنجاح هذه العملية واستمرار عملية تطوير التعليم عن بعد، ومن أقوى الوسائل استخدام المنصات وتفعيل استخدام الكاميرا للتواصل والتحاور المباشر لجميع أفراد العملية التعليمية.

نحن نعي تماما أن التقاليد السائدة في مجتمعنا السعودي كانت وما زالت لا تحبذ استخدام الكاميرا خوفا من سوء الاستخدام أو النشر أو التصوير عن بعد وما شابه ذلك، ولكننا نحاول قدر الإمكان التكيف مع الظروف الراهنة لإتمام نجاح العملية التعليمية، ونحاول قدر الإمكان تفادي المشاكل المتوقعة جراء ذلك بتعاوننا جميعا وتكاتفنا.

ولو بدأ الدكتور أو المعلم بتفعيل الكاميرا فإنه حتما سوف يسهل عملية الاستيعاب والتواصل مع الطلاب، خاصة أنهـ/ا المتحدث والمقدم للمعلومات وللمحتوى التعليمي الذي سيحدث فرقا كبيرا لدى المتلقين من الطلاب، ولا أستبعد بعد مرور فترة قصيرة إقدام الطلاب على فتح الكاميرات في التحاور والتساؤل تلقائيا أو بطلب من المعلم/ة أوالدكتور/ة ليصبح فصلا افتراضيا وتفاعليا بامتياز وتصبح العملية أكثر نجاحا.

إن استخدام الكاميرا في التعليم يساعد الطالب على التواصل مع المعلم ويسهل عملية التحاور ويسرّع من عملية الفهم، خاصة أن عملية توصيل المعلومات أو حتى المناقشة تحتاج لاستيعاب تعابير الوجه ولغة الجسد، حيث إن العديد من الأبحاث العلمية تثبت أن المتحدث الناجح الذي يستخدم تعابير الوجه قابل لإكساب جمهوره وقادر على إقناعهم في وقت قصير مقارنة بالمتحدث الذي يفقد استخدام تعابير الوجه.

كما أن تعابير الوجه تساعد على إيصال الشغف والحماس من المتحدث للمستمع والعكس، مما يزيد الثقة في المتحدث (المعلم)، وبالتالي تقوى العلاقة بينه وبين المستمع والمتلقي (الطالب)، كما أن التواصل عبر الكاميرا مباشرة يسهل التعارف، خاصة مع طلاب الفصول والدفعات الجديدة الذين لم تتح لهم فرصة اللقاء المباشر بينهم وبين معلميهم أو زملائهم الطلاب.

ماذا لو استخدمنا الكاميرا تحت ضوابط منظمة، مثل ضوابط اللقاءات المباشرة مثل ارتداء اللباس الرسمي المعتاد ارتداؤه في العمل، والجلوس في مكان مناسب وهادئ في المنزل لإعداد فصل افتراضي محترف؟ أما بالنسبة للسيدات فلا بد من الظهور بشكل مناسب لهن كارتداء الحجاب لتفادي أي مشاكل في حال تم تصويرهن أو متابعتهن من قبل الغير، مع ضرورة التنبيه من قبل المعلم/ة والتأكيد عليهم في حالة عدم رغبته بالتسجيل أو التصوير أن ينبهوا طلابهم إلى الالتزام بعدم التصوير أو التسجيل للخصوصية، وبهذه الطريقة نزرع الثقة بين الطالب والمعلم، إضافة إلى تسهيل العملية التعليمية والتواصل عبر الشبكة الالكترونية.

أخيرا، هذا الأسلوب التعليمي عن بعد بواسطة الكاميرات تتبعه دول كثيرة في المنصات العلمية منذ فتره زمنية طويلة، بل في بعضها يُلزم الطالب بفتح الكاميرا للتحضير ولاستشعار الحضور المعنوي أثناء الحصة والدخول للاختبارات بإظهار الهوية (الوجه) أمام الشاشة وفتح الكاميرا طوال الوقت لتقليل فرص الغش، وهذا أيضا ما يتبع في الوقت الحالي في المؤتمرات العلمية والاجتماعات البحثية التي تجري الكترونيا بسبب الظروف الراهنة، حيث إنها لا تختلف كثيرا عن التواصل وجها لوجه بسبب استخدام الكاميرا لتسهيل التواصل.

أدعو جميع العاملين في المجال التعليمي ومن لهم عمل مباشر مع الطلاب إلى محاولة خوض هذه التجربة، وحتما سوف يجدون تغييرا في تفاعل الطلاب ومشاركتهم، ومجهوداتكم سوف تثمر وتشكر، دمتم في رعاية الله.

@DrNoorHakim