صالح العبدالرحمن التويجري

أبشع جرائم التاريخ

الجمعة - 08 يوليو 2016

Fri - 08 Jul 2016

حملته في أحشائها وأرضعته من ثديها ومنحته حبها وحنانها فكافأها بنحرها! جريمة الحمراء لا شك أنها أكبر جريمة إنسانية بعد جريمة ابني آدم هابيل وقابيل، وتعتبر سابقة في التاريخ الإسلامي، بل هي أشنع جريمة حدثت في وطننا! فيالها من مصيبة، كيف يجرؤ إنسان على قتل أمه!

إذا كان نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم منع الصحابي من قتل أبيه وهو كافر فكيف بابن يقتل أمه ويحاول قتل أبيه وهما مسلمان مؤمنان! إنه لأمر أعجب من العجيب!

والله سبحانه قد عظم مكانة الوالدين عند ابن آدم في كتابه العزيز في عدة مواضع قال سبحانه: (وبالوالدين إحسانا). وقال: (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما). ولا يكفى هذا، بل: (وقل لهما قولا كريما). وقال: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا). وقال: (واخفض لهما جناح الذل). وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم باجتناب السبع الموبقات ومنها قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.

حقيقة إن هذا الحدث أو تلك الجريمة لتتقطع من أجلها القلوب وتشمئز منها النفوس وتدمع لها الأعين الجافة، إنه لأمر عجيب أن ينفذ التوأمان تلك الجريمة بمن هم أغلى، وأعلى من استجابة أوامر ذلك الطاغوت السفاح أبوبكر البغدادي عليه لعنة الله، فأي مذهب انتحله وأي دين اعتنقه فأجاز له سفك دماء الأبرياء متخذا التدرج مبتدئا برجال الأمن فالأصدقاء والمعارف ثم الإخوة وختم ذلك بالوالدين!

والشيء الذي لم أستطع إدراكه هو أن الغادرين لم يبرحا وطنهما ولم يريا الطاغوت البغدادي، فكيف وصلت بهما الجراءة إلى تنفيذ تلك الجريمة! فإذا كانت وسائل التواصل المستخدمة بين الطاغوت وجنده أمكنت التوأمين من تنفيذ جريمتهما فعلينا أن نبكى حالنا، بمعنى أن مثل هذين المجرمين رضعا الخبث بطريقة سهلة! وبمعنى آخر لم يكن لديهما تحصين جيد وتعليم واضح عن حقوق الوالدين والإنسان والوطن مما يدعونا إلى التفكير جيدا بسلوك كل الطرق التي نتمكن من خلالها الحيلولة بين أبائنا وبين تلك الفئة الباغية الخارجة على الأمة.

وعلى الوالدين أو أي من أصحاب القوامة التنبه إلى من تحت أيديهم ومراقبتهم عن بعد وعن قرب، ووجوب التبليغ عن كل من يرى أن فيه شيئا من الانحراف قبل وقوع الفأس بالرأس وبعدها لا ينفع الندم.

وحسبما علمنا أن والد التوأمين لم يأبه بتصرفاتهما على الرغم من أن الأم طلبت منه التبليغ عن العاقين مرارا (حسبما نسمع) ولكن ربما أن نظرته كانت عدم العجلة في الأمر شفقة عليهما والأمل بأن يعودا إلى رشدهما، فعاجله الجرم وكاد أن يفقد حياته كقرينته ولكن الله كتب له الحياة.

وختاما أرى أن يكون عقاب العاقين ربطهما بمركبة وسحبهما خلال شوارع المدينة ليكونا عبرة لغيرهما فلا أقل من هذا الجزاء نظير العقوق والجريمة.