شاكر أبوطالب

المحتوى الإعلامي الرياضي غير مهني!

الاحد - 13 سبتمبر 2020

Sun - 13 Sep 2020

في خطوة مهمة تجسد اهتمام القيادة بالرياضة والإعلام؛ وافق مجلس الوزراء السعودي على تأسيس شركة إعلامية تعود ملكيتها للدولة وتسير أمورها وزارة الرياضة، وآمل أن تتم الاستفادة من التجارب السابقة للإعلام الرياضي، التي تبدأ بتجربة شبكة قنوات «أوربت»، مرورا بتجربة «إيه آر تي»، وتجربة «لاين سبورت» وتجربة «إم بي سي برو سبورت»، وانتهاء بتجارب القنوات الرياضية السعودية، التي أعيت جميع وزراء الإعلام!

لا شك أن صناعة وتطوير وإنتاج محتوى إعلامي رياضي بات أمرا مهما جدا، بل يعتبر جزءا من بناء السمعة لأي بلد، والأمثلة كثيرة جدا في مقدمتها: الدوري الإنجليزي الممتاز.

بل إن المحتوى الإعلامي الرياضي كان أفضل تسويق للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» وكذلك الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا».

وأظن أن الفرصة مواتية فعلا أكثر من أي وقت مضى لعدم تكرار الفشل في التجارب السابقة، خاصة في القنوات الرياضية الحكومية، بشرط عدم استحضار الظروف والأدوات السابقة لتلك التجارب، وتصميم تجربة جديدة للإعلام الرياضي وفق أفضل الممارسات العالمية، خاصة وأن التمويل حكومي وبالتالي فهو مضمون ومستمر.

إن المحتوى الإعلامي الرياضي الراهن يعتمد على الإثارة ونشر التعصب وتجاهل المهنية وأخلاقيات المنافسة الرياضية، ومن الخطأ السماح لهذا المحتوى بالتسلل إلى التجربة الجديدة..

ولو أخذنا البرامج الحوارية الرياضية في القنوات الفضائية كعينة على المحتوى الإعلامي الرياضي، سنجد أن الأصل هو مخالفة قواعد العمل التلفزيوني وأخلاقيات المهنة، وأبرزها تعبير المذيع أو مقدم البرنامج عن رأيه ووجهة نظره! في الوقت الذي يفترض منه الاكتفاء فقط بتقديم البرنامج وطرح الأسئلة لمناقشة القضية من خلال استضافة عدد من الخبراء والمختصين بالقضية محل النقاش، وإدارة الحوار لإتاحة الفرصة لعرض الآراء بطريقة متوازنة وعادلة وموضوعية.

فقبل أيام قليلة استأذن بتال القوس ضيف برنامجه «في المرمى» أن يطرح رأيه كمقدمة لسؤاله، مؤكدا أنه في الأصل لا يحق له كمذيع أو مقدم للبرنامج التعبير عن رأيه ووجهة نظره، ورغم معرفة القوس لهذه القاعدة المهنية إلا أنه في نهاية الأمر غلبت رغبته مهنيته، وطرح رأيه ووجهة نظره.

لا شك أن هذا السلوك غير مقبول مهنيا، ولكن بمقارنته مع آخرين، سنلاحظ أن بتال القوس هو المذيع والمقدم الأقرب للمهنية! فمثلا برنامج «كورة روتانا»، الذي يقدمه تركي العجمة، نلاحظ أنه لا يكتفي فقط بالتعبير عن وجهة نظره وطرح رأيه في القضية التي يناقشها أربعة ضيوف! بل أحيانا يخصص مقدمة البرنامج وكأنها مساحة لقراءة مقالته!

أما برنامج «الدوري مع وليد»، ويقدمه وليد الفراج، فيمثل أنموذجا في الخروج عن معظم قواعد العمل التلفزيوني وأغلب أخلاقيات المهنة الإعلامية، خاصة وأن البرنامج يعرض في قناة تلفزيونية حكومية رسمية، إذ لا يكتفي فقط بالتعبير عن وجهة نظره وطرح رأيه في مقدمة البرنامج كمقالة يومية! بل يذهب إلى أسفل نقطة في مستوى النقاش بين الجماهير في وسائل التواصل الاجتماعي، بحجة إضفاء جرعة من المشاكسة والمناكفة و«الطقطقة»!

فإن كانت الشركة الإعلامية الجديدة ستكرر هذا النوع من المحتوى الإعلامي الرياضي، فمن الأفضل توجيه هذا التمويل الحكومي السخي إلى مجال آخر للاستفادة منه كما ينبغي.

@shakerabutaleb