مانع اليامي

كائن من كان.. تعبد الطريق إلى المستقبل

الخميس - 10 سبتمبر 2020

Thu - 10 Sep 2020

الفساد الإداري والمالي لا يعتبر ظاهرة غريبة ولا جديدة. معظم دول العالم تعاني من الفساد حتى وإن اختلفت أشكاله وصوره، والذي لا شك فيه طال الحديث أو قصر أنه، أي الفساد، يتميز بالتعقيد ويبقى في كل الأحوال المهدد رقم واحد للتنمية والاستقرار، قلت في هذه المساحة قبلا إنه لا تنمية مع الفساد، وبالزيادة أقول حتى العدالة يصعب تحقيق أدنى درجاتها، ومع الفساد تغيب المساواة وينهار مبدأ تكافؤ الفرص ويعم بالتالي القلق ويظهر الضجر المجتمعي، والحقيقة أن غالبية الناس يدركون جيدا الخطورة المترتبة على استفحال الفساد.

بعد هذه التوطئة المتواضعة هل يمكن قطع الطريق على الفساد الإداري تحديدا، السؤال من ناحية أخرى هل يمكن قياسه، أترك هذه الأسئلة والتحرش بها لغيري، ولا أخفي تفاؤلي البالغ بمحاصرة الفساد ماليا وإداريا في بلادي على يد القيادة السياسية التي تعمل جاهدة على تحقيق النزاهة الهدف الأجمل في هذه المرحلة الموفقة، فهل يظهر مشروع جودة الحياة ويعلن عن نفسه ويعم الاستقرار وتتحرك التنمية نحو الاستدامة وثمة فاسدون يعضون عرقوب الوطن ويطعنون خاصرته بأدوات المصالح الرخيصة الشخصية الضيقة.

عموما كل المعطيات تنتهي إلى حقيقة مكافحة الفساد بقوة ومهنية كما تنتهي إلى أن المساءلة أخذت مكانها الطبيعي بعزم وحزم، وبدا واقعنا يتشكل اليوم على قاعدة (لن ينجو الفاسد كائن من كان)، هذه القاعدة التي تبنتها القيادة السعودية وانطلقت منها الجهود الخيرة كلها خير، ويمكن رصد الدليل في شعور الناس بالثقة في حاضرهم ومستقبلهم وملأت في الوقت نفسه الشارع السعودي بالأمل وحركت فيه الطاقة الإيجابية، وهذه علامات حيوية جيدة يردفها على المستوى الخارجي ازدياد الثقة في الأنظمة السعودية.

باختصار، الفساد الإداري هو بوابة كل شر ومنه وعليه يأخذ الفساد المالي مكانه، وبموجبه ترحل الكفاءات وتنشأ الضغائن والكراهية بين طبقات المجتمع، مما يفرض وجوب العمل على تطهير الوظيفة العامة وحمايتها، والحديث هنا يطول، وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]