عاصم الطخيس

ثلاثية وإنعاش القديم بالحديث

الثلاثاء - 08 سبتمبر 2020

Tue - 08 Sep 2020

إذا نظرنا لعام 2010م، سنجد أنه مرحلة انتقالية في عالم صناعة الأفلام من حيث السرد القصصي، والشخصيات وأنواعها وكذلك القيمة الإنتاجية، لكن هذا لا يعني بالضرورة إنتاج أفلام ذات مستوى متقن وعال، خصوصا من هوليوود التي أصبحت تنتج أفلاما تجارية ربحية فقط. من هذه الأفلام ثلاثية The Expendables التي أنتجت بين عام (2014, 2012, 2010) يمكن وضعها في سطر تعبيري بسيط وهو محاولة إنعاش الممثلين القدامى الذين خفت نجمهم بالعصر الحديث. هذه الأفلام استطاعت جلب ممثلين من فترة السبعينيات، والثمانينيات والتسعينيات، المعروفين بكونهم أبطال الآكشن أمثال سيلفستر ستالون (Sylvester Stallone)، أرنولد شوارزنيجر (Arnold Schwarzenegger)، جين كلاود فاندام (Jean-Claude Van Damme)، دولف لوندغرين (Dolph Lundgren)، جيت لي (Jet Li)، ويسلي سنايبس (Wesley Snipes)، جايسون ستاثام (Jason Statham)، ميكي رورك (Mickey Rourke) وهو من كتابة سيناريو سيلفستر ستالون (Sylvester Stallone)، ديف كالاهام (Dave Callaham)، ريتشارد وينك (Richard Wenk) و كريتون روثينبيرجر (Creighton Rothenberger) ومن إخراج سيلفستر ستالون (Sylvester Stallone) للجزء الأول، سيمون ويست (Simon West) للجزء الثاني و باتريك هيوز (Patrick Hughes) للجزء الثالث.

مختصر الفيلم يتمحور حول مجموعة مرتزقة ممن تستعين بهم الحكومة الأمريكية في الخفاء للإطاحة بأنظمة معارضة لها في مختلف بقاع الأرض، كما هو موجود في العالم الحقيقي وفي حروبهم الأخيرة، لكن المثير للجدل هو بناء الشخصيات الذي كان من بعد واحد وقشرة وهشة في أبسط ظروفها، فشلت الشخصيات في التماس المشاعر والانتماء للمشاهدين وكذلك المصداقية وقد يعود السبب الرئيسي للنهوض بهذا المشروع هو تدخل سيلفستر ستالون بشكل قوي في مراحله الأولى من كتابة السيناريو، التمثيل، والإنتاج والإخراج مما دفع بالمشروع للضوء الأخضر والموافقة على إنتاجه. عند مشاهدة الأفلام دفعة واحدة ضمن تسلسلها الإنتاجي يتضح لك وجود خيط بسيط من القصة الرابطة بينهم كمجموعة غلبتهم الأوضاع المأساوية لتشكيلهم كما هم الآن، وكذلك أحلامهم التي لم تعد قابلة للتحقق، وكونهم أصبحوا كالديناصورات في زمن غلب عليه التطور التكنولوجي حتى في مواعدة الفتيات.

بالرغم من كون هذه الأفلام مجرد رؤية أشخاص يتقاتلون، يفجرون ويتنافسون فيما بينهم لسرعة إطلاق مسدساتهم، إلا أنها كانت تحتوي على معلومات حقيقية عن الممثلين أنفسهم مثل كون دولف لوندغرين يحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء، وتمت الإشادة بها والاستفادة منها في الجزء الثاني عندما علقوا في الكهف ويكف تم استخدام مكونات من الجليد المتكون لصنع قنبلة تفتح لهم بوابة الخروج. أما الجزء الثالث فكان أكثر إمتاعا من ناحية المعلومات الحقيقية بعد إنقاذهم للممثل ويسلي سنايبس وعند سؤالهم له لماذا تم سجنك، كانت إجابته: «التهرب من دفع الضرائب» وهو إيماءة لما حصل له في الحقيقة. هذه اللحظات قد تكون هي التي جعلت الأفلام والشخصيات مقبولة نوعا ما، لكنها لا تصل إلى مرحلة الشخصيات الكاملة والمطورة بشكل متقن. الخلاصة: هذه الأفلام هي لأكل الفشار والاستمتاع برؤية عمالقة الأكشن جميعهم في فيلم واحد وهم يتقاتلون، إنها طريقة جميلة لإعادة ذكريات الماضي، ولكن بصيغة ونكهة جديدة.

AsimAltokhais@