علي القاسم

بعد صناعة المتنزهات - سيكس فلاقز ودريم ورلد في السعودية

الخميس - 07 يوليو 2016

Thu - 07 Jul 2016

كنت قد كتبت مقالا في هذه الصحيفة بعنوان صناعة المتنزهات أو (الثيم بارك) في السعودية. في ذلك المقال تطرقت إلى لمحة تاريخية عن صناعة الثيم بارك حول العالم وأهميتها الاقتصادية بشكل عام وعلى السعودية بشكل خاص. لم نكن نعلم عن رؤية المملكة 2030 ولا برنامج التحول الوطني وما انبثق عنهما بعد ذلك ومنه الهيئة العامة للترفيه.

ولكني كتبته إيمانا مني بأهمية صناعة المتنزهات والثيم بارك كإحدى وسائل الترفيه العديدة التي يحتاجها كل مواطن ومقيم على هذه الأرض، ولما تمثله هذه الصناعة من أهمية كبرى في زيادة رفاهية وسعادة المواطن وأيضا في تنمية الاقتصاد المحلي السعودي ومنح المدن قدرة تنافسية دولية.

ومنذ أيام قليلة فاجأنا سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتوقيع اتفاقيات كبرى مع مسؤولي أكبر شركات الثيم بارك في العالم وتحديدا سيكس فلاقز (Six Flags) ودريم ورلد (Dream World) لإقامة مشاريع ترفيهية لهم في السعودية وما تبعها بعد ذلك من مناقشات مع الحكومة السعودية لمواصلة تطوير شركة سيكس فلاقز في السوق السعودي.

هذا الخبر بالنسبة لي كمختص في صناعة السياحة يعد الخبر الأبرز لهذا العالم والذي لطالما نادينا به وبخدمات ومشاريع ترفيهية أخرى وخصوصا في المدن الرئيسية لما لها من فوائد عظيمة على المجتمع والاقتصاد المحلي والتي من أهمها زيادة نسبة السياحة المحلية (Domestic Tourism) والسياحة القادمة إلى السعودية (In bound Tourism) وتوفير وظائف للشباب السعودي سواء داخل المتنزهات أو في الخدمات المصاحبة لها مثل الفنادق والمطاعم وشركات النقل وغيرها. فوائد الثيم بارك على المجتمع كثيرة جدا وقد لا يكفيها مقال واحد ولكن من المؤكد أننا سوف نلمس كل هذه الفوائد أو أغلبها بعد دخول هذه الشركات إلى السعودية.

ولكن حتى ذلك الوقت ورغم الأهمية الكبيرة لمثل هذه المشاريع إلا أنه تبرز لدينا بعض الأسئلة التي تحتاج إلى عقد جلسات نقاش للإجابة عليها، وهي: هل من الممكن أن نؤسس صناعة ثيم بارك ناجحة في السعودية وبما يتوافق مع أعرافنا وتقاليدنا وديننا الإسلامي الحنيف؟ وما هي مقومات ومعوقات نجاحها؟ الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها بشفافية عالية سوف تجنبنا وتجنب هذه الشركات الفشل الذي شاهدناه في كثير من المتنزهات المحلية التي أغلق أغلبها أبوابه ولم يعد لها أثر.