متظاهرو طرابلس: تركيا والسراج أخطر من كورونا

بلومبيرج: أنقرة تبحث عن اقتناص الفرص وسط الصراع
بلومبيرج: أنقرة تبحث عن اقتناص الفرص وسط الصراع

الثلاثاء - 01 سبتمبر 2020

Tue - 01 Sep 2020

قد يكون صيف العاصمة الليبية قاسيا، إلا أن صيف هذا العام ربما يكون الأقسى على أهلها منذ سنوات كثيرة في ظل درجات حرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية وانقطاع متكرر للتيار الكهربائي وبدون مراوح أو مكيفات هواء.

واعتاد أحمد «29 عاما» على الخروج من بيته من أجل التقاط بعض الأنفاس. وأصبح يقضي أمسياته على شاطئ البحر المتوسط حيث يمكنه الاستمتاع بنسيم البحر حتى وإن كان الظلام الدامس يغطي الكورنيش بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

يقول أحمد، الذي رفض ذكر بقية اسمه، إنه يلتقي هناك أصدقاءه «ليتنفسوا قليلا» وليشكوا همهم بعضهم لبعض بشأن أوضاع الكهرباء والخدمات العامة، وفقا لما نقلته عنه وكالة «بلومبيرج» للأنباء، ويتساءل متهكما «كورونا ماذا؟ لدينا هنا وباء أخطر، إنه الحكومة والتدخل التركي».

وتسببت الحرب الأهلية التي تعانيها ليبيا منذ عام 2011 في دمار واسع بالبلاد، التي تمتلك أكبر احتياطات من النفط الخام في أفريقيا. كما أصبحت شبكة الكهرباء، في حالة يرثى لها، مما دفع المئات من سكان طرابلس للتظاهر احتجاجا على إخفاقات الحكومة وانقطاعات الكهرباء، التي تصل لنصف ساعات اليوم.

ويوضح مسؤول بالشركة العامة للكهرباء أن لصوصا قاموا بسرقة كابلات الجهد العالي من أعمدة الطاقة خلال حصار طرابلس، مؤكدا أن إنتاج الكهرباء على مستوى البلاد انخفض على مدار الخمس سنوات الماضية، وأصبح يكفي الآن فقط نحو 60% من ذروة الطلب في فصل الصيف.

وتدخل تركيا على الخط لتحقيق مصالحها عبر شركة «كارادينيز القابضة» التي تجري مشاورات مع حكومة الوفاق الليبية لتبيع لها ألف ميجاواط من وحدات توليد طاقة عائمة، ووصفت «بلومبيرج» تركيا، الداعم القوي لحكومة الوفاق، بأنها «تبحث عن الفرص وسط الصراع».

وإلى جانب مشكلة الكهرباء، فإن البلاد تواجه أيضا صعوبة في توفير النقد. فقد أدى إغلاق موانئ التصدير والمنشآت النفطية في الحد من الصادرات ومن ثم حرمان البلاد من مصدر دخلها الرئيسي. وقد تراجع إنتاج البلاد، العضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، من الخام إلى 90 ألف برميل في اليوم، مقابل 2ر1 مليون ضختها في يناير الماضي.

ولجأ الليبيون إلى التصدي للمشكلة بأنفسهم. وكما هو الحال في العراق ولبنان، تقوم الشركات والمواطنون الأكثر ثراء بتحمل تكلفة تشغيل مولدات كهرباء لتبريد منازلهم ومتاجرهم ومكاتبهم. ولا تكف محركات المولدات، التي تعمل بالبنزين، عن إطلاق الضجيج في العديد من أحياء طرابلس.

أما الفقراء فليس لديهم خيار إلا تحمل الحرارة.

يقول العارف حميدة إنه حقق مبيعات هائلة من المولدات هذا الصيف، حيث باع ثلاثة آلاف مولد تمثل كل ما لديه من مخزون، وذلك خلال أقل من شهرين.