كيف أعتز.. والإطار هوان!
الخميس - 07 يوليو 2016
Thu - 07 Jul 2016
التأمل في الأشياء من حولنا من الأمور المحمودة، بل الواجبة بالنص القرآني الداعي كثيرا إلى التأمل والتفكر لبلوغ مراتب الإيمان العليا، وتأملي في هذه المقالة سأصرفه إلى الشأن الاجتماعي، وتعاملاتنا الإنسانية فيما بيننا، ففي تأمل الروابط الاجتماعية بين البشر محطات تجعلنا نعيد حساباتنا في تصرفات شتى، وقناعات تكاد تكون شبه راسخة في بعض الأنفس، والتأمل غالبا يعتمد على المقارنة، فلنقارن الحقب الماضية التي مر بها المجتمع، بالحقبة التي نعيشها حاليا من خلال (قيمة الاعتزاز بالذات).
قيمة ليست مجردة صرفة حتى يشعر بها الإنسان أو يصنعها بمفرده، بل تعتمد على الشراكة بين الذات ومجتمعها الذي تحيا فيه، فحين تنزع الذات إلى المثل العليا لبناء اعتزازها الخاص، يظل ذلك الاعتزاز منقوصا ما لم يكن المجتمع كله معززا لتلك القيمة، لأن الفرد خلية في جسم المجتمع، وحين يهون الجسد سينسحب هوانه على كل الخلايا.
اليوم معظم أفراد مجتمعنا يشعرون بقيمة الاعتزاز، فقلما تجد شخصا أو فئة تشعر بالدونية في المجتمع، حتى وإن حاول البعض بجهالة (العنصرية) التقليل من شأن فرد أو مكون اجتماعي، ومرد هذا الاعتزاز لم يأت بمجهود فردي أو فئوي، بل إن فتشنا حقيقة عن باعثه الأصيل سيكون الوطن، وما يتمتع به من استقلالية وقوة اقتصادية وأمنية وسياسية، وكل هذه العوامل المعززة لعزة الوطن انعكست على المكونات الاجتماعية حتى صار الاعتزاز قيمة أساسية في تشكّل شخصياتنا، ولو عدنا بالذاكرة إلى الحقب الماضية قبيل توحيد الوطن، أو بعد التوحيد بفترات قصيرة، وبحثنا قيمة (الاعتزاز بالذات) فلن نجدها بالوهج والعنفوان الذي نعيشه اليوم؛ لأن العوامل المعززة للوطن كانت أقل بكثير مما هي عليه اليوم.
هناك أمر مهم جدا في قيمة (الاعتزاز بالذات)، يأتي من استغناء الإنسان عن الآخرين في أمور حياته الضرورية، فالغنى في الذاكرة الإنسانية قيمة (عليا)؛ لأن الغني عن الآخرين في شتى أموره يتحرر من القيود والضغوط التي تمارسها (الحاجة) عليه، ولا يخفى على القارئ العزيز قيمة الغنى حين يجده من أسماء الله الحسنى (الغني)، ولن نخوض في هذا القيمة لأنها جلية، فما أروم الوصول إليه هو أن غنى الوطن بالقوة المالية والبشرية والطاقات المبدعة خاصة انسحب على المجتمع وأفراده، فأصبح الفرد (غنيا) في حدود حاجاته الأساسية غالبا، وارتفع عن عنقه سيف (الحاجة)، ذلك السيف المسلط على أعناق الكثيرين قديما، فأرغمهم على التنازل عن كثير مما لا نقبل التفكير (فقط) في التنازل عنه من مكتسباتنا المعنوية اليوم.
في مثال بسيط، كانت للقيادات القبلية والمشيخات، أو العمد ممارسات صارمة وجادة قبل فترة يذكرها آباؤنا، وكانت بواكيرهم وسلاسلهم لا ترقب إلا ولا ذمة في الذوات التي تحاول التمرد أو الخروج عن سلطان تلك القيادات، فما بالك بالأمراء، ثم رويدا رويدا تحررت المجتمعات وارتفعت قيمة (الاعتزاز) بالقيم العدلية التي أرساها الوطن، حتى رأينا قبل سنة أو سنتين ربما محاسبة الأمير الذي تحدث عن محلل رياضي بسوء على الهواء، ومعاقبة الوزير الذي صفع المصور، وإقالة المتعالين على المواطنين، وغيرها من المعززات لقيمة الإنسان، فصرنا نفكر ونتحدث بحرية أكثر، لكنها الحرية المسؤولة المنضبطة، وما زال السقف يرتفع وقيمة الاعتزاز تتنامى.
ما دام الوطن هو الأساس الذي بنى في ذواتنا قيمة (الاعتزاز) وقيم (الغنى) و(الحرية)، فمن أوجب الواجبات علينا أن نحافظ على هذا الوطن (الجوهرة) وأن ندعم قيم (غناه) عن الآخر؛ حتى تنعكس تلك القيمة علينا، وإن من أوجب الواجبات أن نلجم كل صوت من داخل الوطن ربما تؤدي دعواه أو تصرفاته إلى المساس بوحدة الوطن وعزته، مهما كانت حجته ونيته، ولن أتحدث عن الأوطان المجاورة التي نكص أهلوها إلى أوحال الحاجة، والخوف، والتنازل عن كل قيم الاعتزاز التي فاخروا بها، فاعتزازك بذاتك لا قيمة له إن لم تدعمه (عزة الوطن)، وكل عام وأنتم والوطن وحماته بخير وأمن، والعالم بسلام.
[email protected]
قيمة ليست مجردة صرفة حتى يشعر بها الإنسان أو يصنعها بمفرده، بل تعتمد على الشراكة بين الذات ومجتمعها الذي تحيا فيه، فحين تنزع الذات إلى المثل العليا لبناء اعتزازها الخاص، يظل ذلك الاعتزاز منقوصا ما لم يكن المجتمع كله معززا لتلك القيمة، لأن الفرد خلية في جسم المجتمع، وحين يهون الجسد سينسحب هوانه على كل الخلايا.
اليوم معظم أفراد مجتمعنا يشعرون بقيمة الاعتزاز، فقلما تجد شخصا أو فئة تشعر بالدونية في المجتمع، حتى وإن حاول البعض بجهالة (العنصرية) التقليل من شأن فرد أو مكون اجتماعي، ومرد هذا الاعتزاز لم يأت بمجهود فردي أو فئوي، بل إن فتشنا حقيقة عن باعثه الأصيل سيكون الوطن، وما يتمتع به من استقلالية وقوة اقتصادية وأمنية وسياسية، وكل هذه العوامل المعززة لعزة الوطن انعكست على المكونات الاجتماعية حتى صار الاعتزاز قيمة أساسية في تشكّل شخصياتنا، ولو عدنا بالذاكرة إلى الحقب الماضية قبيل توحيد الوطن، أو بعد التوحيد بفترات قصيرة، وبحثنا قيمة (الاعتزاز بالذات) فلن نجدها بالوهج والعنفوان الذي نعيشه اليوم؛ لأن العوامل المعززة للوطن كانت أقل بكثير مما هي عليه اليوم.
هناك أمر مهم جدا في قيمة (الاعتزاز بالذات)، يأتي من استغناء الإنسان عن الآخرين في أمور حياته الضرورية، فالغنى في الذاكرة الإنسانية قيمة (عليا)؛ لأن الغني عن الآخرين في شتى أموره يتحرر من القيود والضغوط التي تمارسها (الحاجة) عليه، ولا يخفى على القارئ العزيز قيمة الغنى حين يجده من أسماء الله الحسنى (الغني)، ولن نخوض في هذا القيمة لأنها جلية، فما أروم الوصول إليه هو أن غنى الوطن بالقوة المالية والبشرية والطاقات المبدعة خاصة انسحب على المجتمع وأفراده، فأصبح الفرد (غنيا) في حدود حاجاته الأساسية غالبا، وارتفع عن عنقه سيف (الحاجة)، ذلك السيف المسلط على أعناق الكثيرين قديما، فأرغمهم على التنازل عن كثير مما لا نقبل التفكير (فقط) في التنازل عنه من مكتسباتنا المعنوية اليوم.
في مثال بسيط، كانت للقيادات القبلية والمشيخات، أو العمد ممارسات صارمة وجادة قبل فترة يذكرها آباؤنا، وكانت بواكيرهم وسلاسلهم لا ترقب إلا ولا ذمة في الذوات التي تحاول التمرد أو الخروج عن سلطان تلك القيادات، فما بالك بالأمراء، ثم رويدا رويدا تحررت المجتمعات وارتفعت قيمة (الاعتزاز) بالقيم العدلية التي أرساها الوطن، حتى رأينا قبل سنة أو سنتين ربما محاسبة الأمير الذي تحدث عن محلل رياضي بسوء على الهواء، ومعاقبة الوزير الذي صفع المصور، وإقالة المتعالين على المواطنين، وغيرها من المعززات لقيمة الإنسان، فصرنا نفكر ونتحدث بحرية أكثر، لكنها الحرية المسؤولة المنضبطة، وما زال السقف يرتفع وقيمة الاعتزاز تتنامى.
ما دام الوطن هو الأساس الذي بنى في ذواتنا قيمة (الاعتزاز) وقيم (الغنى) و(الحرية)، فمن أوجب الواجبات علينا أن نحافظ على هذا الوطن (الجوهرة) وأن ندعم قيم (غناه) عن الآخر؛ حتى تنعكس تلك القيمة علينا، وإن من أوجب الواجبات أن نلجم كل صوت من داخل الوطن ربما تؤدي دعواه أو تصرفاته إلى المساس بوحدة الوطن وعزته، مهما كانت حجته ونيته، ولن أتحدث عن الأوطان المجاورة التي نكص أهلوها إلى أوحال الحاجة، والخوف، والتنازل عن كل قيم الاعتزاز التي فاخروا بها، فاعتزازك بذاتك لا قيمة له إن لم تدعمه (عزة الوطن)، وكل عام وأنتم والوطن وحماته بخير وأمن، والعالم بسلام.
[email protected]