عبدالله قاسم العنزي

جريمة استخدام الطائرات من دون طيار ضد المدنيين

الاحد - 30 أغسطس 2020

Sun - 30 Aug 2020

لا مجال للشك في أن الإرهاب عمل مجرم دوليا ولكن من غير المقبول أن يترك الإرهاب تمارسه جماعة بصورة غير تقليدية تأخذ طابعا تكنولوجيا من خلال استخدام طائرات مسيرة من دون طيار.

وبالتأكيد أن هذه الممارسات الإرهابية المتقدمة تقنيا تعاظم الخطر على المدنيين والسلم الدولي.

ولم تعد الحرب مع الحوثيين حرب عصابات يختبئ الحوثيون في الكهوف ويباغتون الآمنين والمدنيين بعملياتهم الإجرامية، بل أصبح ذلك الجاهل الذي يمتلئ شدقه بأوراق شجرة القات يستخدم التقنية الحديثة في عملياته الإجرامية.

وتعرف الطائرة من دون طيار بأنها مركبة قادرة على الطيران توجه عن بعد تتعدد استخداماتها على الصعيد المدني والعسكري، وهي في الحروب العادلة والتي تخضع لقواعد القانون الدولي الإنساني تعتبر أسلحة مشروعة طالما تستخدم في حدود التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، أما إن كانت هذه الأداة الحربية تستخدم بطريقة آلية بحتة دون تحكم فإنها تعتبر غير مشروعة لأنها أقرب للسلاح العشوائي، وفي الآونة الأخيرة ظهرت هذه الأداة كسلاح تستخدمها ميليشيات الحوثي باستهداف المدنيين والتجمعات السكانية للمدن، والسؤال العفوي: من أين لهم هذه الأدوات التكنولوجية المتقدمة؟!

إن ما تمارسه جماعة الحوثي المدعومة من إيران جريمة تثور تجاهها المسؤولية أمام المجتمع الدولي، لأنها تقوم بهجوم مقصود ضد السكان المدنيين كجزء من عملياتها الإرهابية، وتناقض العديد من عملياتها العدائية على المملكة العربية السعودية المبادئ الأساسية والجوهرية التي يقوم عليها القانون الدولي الإنساني، وتخالف كافة القوانين الدولية كنظام روما الأساس للمحكمة الجنائية الدولية واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م.

وإن استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب التي أعلنت عنها الجمعية العامة في أبريل 2006 بالوثيقة ( A/60/L.62 ) تؤكد على ثوابت، منها أن الأعمال والأساليب والممارسات الإرهابية بجميع أشكالها ومظاهرها هي أنشطة تستهدف تقويض حقوق الإنسان وتهدد السلامة الإقليمية للدول وأمنها، وأنه ينبغي للمجتمع الدولي أن يتخذ الخطوات اللازمة لتعزيز التعاون من أجل منع الإرهاب ومكافحته... وهذا الكلام على أرض الواقع كله (خرطي)! فلا تزال علاقة الأمم المتحدة مع هذه الميليشيات الإرهابية تتسم بالتساهل غير المبرر، والأولى مطالبتهم بتنفيذ القرارات الأممية الصادرة بحقهم ومعاقبتهم على الجرائم التي يرتكبونها في حق الشعب اليمني، وكذلك في حق انتهاك سيادة المملكة العربية السعودية واستهداف المدنيين على أراضيها!

إن على مدار العقد الماضي شهدنا حربا على الإرهاب في اليمن، هو أشبه بدائرة مفرغة، فما يقل خطر جماعة إرهابية في منطقة من مناطق اليمن بسبب الجهود الدولية وتخف هذه الجهود إلا وينشط الإرهاب من جديد أو يظهر في منطقة أخرى من مناطق اليمن وهكذا دواليك! ولن ينتهي خطر الإرهاب في اليمن على المدنيين وعلى دولة اليمن والدول المجاورة لها ما لم يكن هناك وقفة جادة من الأمم المتحدة بقلع جذور الإرهاب ومحاربة الدول الراعية له.

expert_55@