آلاء لبني

أغسطس اللهاب

السبت - 29 أغسطس 2020

Sat - 29 Aug 2020

بلاد الشام والعراق تطلق على شهر أغسطس (آب اللهاب) لشدة حرارته، كل شيء في أغسطس لهاب من درجات الحرارة المرتفعة للأحداث التي دارت رحاها منذ الأيام الأولى من الشهر.

تفجير بيروت فسحابة الأدخنة البيضاء ثم الحمراء والانفجار في مخزن المرفأ الذي شبه بالقنبلة النووية! إثر تواجد المادة الكيميائية الخطرة نترات الأمونيا، التي صودرت في المرفأ وبقيت خلف جدرانه لمدة 7 سنوات! هذا التفجير وأيا كانت أسبابه والمتسبب فيه، يبقى الأهم كيف تم التغافل عن خطر نترات الأمونيا على الإنسان والبيئة لتتواجد في المخازن بشكل غير آمن لسنوات بالمرفأ! وضرب بعرض الحائط وبإهمال لنظم السلامة والاحتياطات التخزينية.

قتل على إثر الإهمال 178 شخصا وجرح أكثر من 6 آلاف جريح، دمرت البنايات القريبة من المرفأ وتسبب في تفجر أكبر مركز لغسل الكلى بالكامل. الحرائق أطلقت العديد من الملوثات والرماد السام والغازات الملوثة وبشكل رئيسي غاز أوكسيد النيتروجين وغيره من الغازات التي تعد خطرا على الصحة خصوصا لمن تعرض وقت الذروة لها بنسب عالية من الهواء الملوث.

تصاعدت حرارة أغسطس مع حرارة الأحداث التي جعلت لبنان تغلي، حتى وزير الخارجية الفرنسي استشعر بالحرارة مع أن أغسطس شهر من أفضل الشهور طقسا بفرنسا! مع هذا الوزير يشاركنا وجدانيا بحرارة الأحداث ويتعاطف مع المنطقة العربية فيصرح «إن الخطر الآن هو زوال لبنان»! مطالبا السلطات اللبنانية بسرعة التحرك لتشكيل حكومة جديدة! ماكرون كلف نفسه باهتمام بالغ بوضع خارطة طريق للإصلاحات في لبنان! غريب ومحير أمر فرنسا الظاهر أن هناك حنينا لمرحلة الانتداب الفرنسي بلبنان والجمال الباريسي فيها!

كل ما في أغسطس ساخن كحرائق كاليفورنيا التي دمرت 4 آلاف من الأراضي الخضراء و700 مبنى وتسبب بترك آلاف من الناس منازلهم. ارتفاع درجات الحرارة بأغسطس والرياح ساهما في تفاقم وانتشار اللهب وجعل الحرائق التي شهدتها الغابات في كاليفورنيا كارثة كبرى على حد قول ترمب.

حتى ما يتعلق بمواضيع الأيام العالمية بشهر أغسطس ساخنة جدا! ما قصة هذه الشهر! في 19 اليوم العالمي للعمل الإنساني! العمل الإنساني خط الدفاع الأول في الكوارث والأزمات الأمر الذي يعكسه فقد حياة 11 شخصا من فريق الإطفاء بتفجير لبنان وغيره، وحرائق كاليفورنيا تسببت في فقد العديد من أفراد فرق الإطفاء حياتهم! وإصابة 43 شخصا.

كم هائل يلحق العمل الإنساني من أخطار وأعمال العنف ضد فرق العمل الإنساني وتفجيرات لمقراتهم وموت المبعوثين.

في 22 اليوم الدولي لإحياء ذكرى أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد! التي لم ولن تتوقف تأكل الأخضر واليابس من الثروات وتحصد الأرواح وتدمر الأراضي والبيئة وتسقط الدول في وحل الفقر وسطوة الدول وتنازع المصالح.

في 29 اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية، وفي 30 اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري كتسجيل كوسوفو في 1999 أكثر من 6000 شخص في عداد المفقودين! الأمر الذي لم يتوقف يوما ويلف المجهول غياب الكثير في الحروب والاختلافات السياسية، شهر أغسطس اللهاب!

ليت الأمم المتحدة تغير عبارة (الاحتفال بالأيام العالمية) التي تضعها على قائمة ملخص الأحداث وأهم الأيام العالمية، حين أقرؤها أقول أعتقد أننا نحتفل بفشلنا الذريع في العديد من القضايا التي ندق فيها نواقيس الخطر. نحتفل بفشلنا في اليوم العالمي للمهاجرين! وللأشخاص ذوي الإعاقة...إلخ! ليتهم يكتفون بكلمة ذكرى الأيام العالمية.

ولعل المواضيع والمناسبات التي مرت خير مثال بأول شهر أغسطس لآخره، كضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين والمعتقد! هل فعلا نحتفل أم نبكي موت الإنسانية واستمرار الكثير من العنف الذي أصله العنصرية والصراعات التي تؤججها نار فتن المعتقد والدين.

AlaLabani_1@