ياسر عمر سندي

التعليم الخاص والمشاركة الوطنية يا معالي الوزير

الأربعاء - 26 أغسطس 2020

Wed - 26 Aug 2020

من المواضيع الهامة والتي تشغل العامة، بسبب جائحة كورونا كوفيد 19، هو موضوع التعليم وخصوصا التأسيسي منه والعام، وأصبح حديث الساعة إعلاميا واجتماعيا، مما أحدث كثيرا من التكهنات، والافتراضات، لدى الأسر، تجاه مستقبل أبنائهم؛ ووزارة التعليم كمشرع تنظيمي؛ تلعب دورا محوريا في ضبط وتوجيه دفة التعليم العام والخاص، كونهم يحملون على عواتقهم أعظم رسالة إنسانية، ومجتمعية، وتربوية تفاعلية، تجري بين الطالب والمعلم؛ فالعملية التعليمية في أساسها ترتكز على ثلاثة أضلع رئيسة؛ هي الأسرة، والمدرسة، وآلية التدريس؛ وكما يعلم الجميع، فقد طرأ على هذه العملية شيء من الإرباك والخلل اللاإرادي، بسبب ما ذكرته سلفا في بداية المقال، نسأل المولى أن يحمي طلابنا، ويحفظنا ووطننا من هذه الجائحة.

ومن حسن الطالع أن القرار الحكيم، بوقف الدراسة جاء في وقته، قبل شهر رمضان المبارك من العام الماضي، في ذروة تفشي وباء كورونا، فتم احتساب النتائج النهائية إيجابا لصالح الطلاب؛ لحماية أبنائنا من خطر انتقال العدوى وتطمينا للأسر؛ وحاليا وبعد قرب انتهاء الإجازة الدراسية، وعودة الطلاب إلى دراستهم؛ بدأ الرأي العام في السجال، والقيل والقال، خصوصا بعد ظهور معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ على شاشات التلفاز بتاريخ 15 أغسطس 2020؛ وتصريحه بعودة المعلمين، والمعلمات إلى دوامهم عن بعد، واستمرار آلية التعليم العام بنظام الفصول الافتراضية، والتنويه بضرورة الحضور الفعلي لمقرات الدراسة فقط للمواد العملية للجامعات، ومؤسسة التدريب التقني؛ والتي ستستمر لمدة سبعة أسابيع؛ وبعدها سيتم تقييم الوضع بصفة عامة؛ حيث ذكر معاليه في آخر كلماته التي وجهها إلى الأسر، وأولياء الأمور بضرورة التعاون المشترك مع المعلمين لإنجاح العملية التعليمية لتحقيق أفضل النتائج المرجوة.

جميع ما صرح به معالي الوزير من آليات ستتخذ، لها احترامها وتقديرها؛ والشكر موصول أيضا لكافة القائمين على منظومة التعليم في الوزارة؛ غير أن سؤالا يصول ويجول في خاطري، كمهتم في الرأي المجتمعي العام؛ وأيضا انطلاقا من كلمة معاليه، والتي ذكر في آخرها دور «الأسرة وأولياء الأمور، بالتعاون والمشاركة مع المعلمين لإنجاح العملية التعليمية»؛ فزاد ذلك من حماسي، ورفع من حسي الوطني، لأشارك الأسر بتوجيه سؤال مباشر إلى أصحاب المدارس الخاصة، ورجال الأعمال – أين أنتم من الدعم، والتآزر الوطني مع سياسة التعليم، خصوصا في هذه الفترة الحرجة لوباء كورونا؟

إن العديد من أولياء أمور الطلبة والطالبات، من آباء وأمهات، في هذه الفترة ينتابهم القلق العام تجاه توفير دفع رسوم المدارس الخاصة؛ والتي أصبحت ترهق كاهل الأسرة بميزانيتها الضخمة أحيانا، والتي تفوق قدرة أولياء الأمور على دفعها، خاصة بعد جائحة كورونا، التي أثرت على الدخل العام لبعض الأسر؛ بسبب تقليص الرواتب والمزايا من بعض الشركات؛ ناهيك أن لهذه الفترة الاستثنائية ثأثيرها الخاص أيضا من ناحيتين؛ الأولى أن العملية التعليمية في أثرها العام غير مكتمل للطلاب في المراحل الأولية، مثلما يحصل في الحضور الفعلي لمواقع الدراسة، والانضباط، والنشاط، والتواصل التفاعلي المباشر؛ والثانية أن المدارس الخاصة غير مستغلة حاليا في ظل التواصل الافتراضي، من حيث المباني والتكلفة التشغيلية، والاستهلاكية المنخفضة، لرواتب المعلمين والمعلمات، والعاملين المساعدين في نظافة الفصول والمدرسة، والصيانة، والكهرباء، والماء، والمرافق المساعدة الترفيهية، والصالات، والقاعات، والأجهزة، والمعامل.

إن قمة المسؤولية المجتمعية في رأيي، أن يتم دعم أبنائنا الطلاب في هذه الآونة تحديدا، ماديا ومعنويا للفصل الدراسي الأول على الأقل، لترك بصمة وطنية تخلد في ذاكرتهم، تتزامن مع اليوم الوطني الـ90 للمملكة، والذي يصادف يوم 6 صفر 1442 الموافق 23 سبتمبر 2020؛ لتعزيز ما أشار إليه معالي وزير التعليم من التشارك والتعاون بين الأسرة، وأولياء الأمور، والمعلمين؛ وأضيف إليهم أيضا دعم رجال الأعمال، وأصحاب المدارس الخاصة؛ باعتماد تخفيض الرسوم الدراسية إلى 90%، كلفتة وطنية، ومجتمعية غير مسبوقة؛ ليرتبط هذا التخفيض الخاص مع يومنا الوطني التسعين، تحفيزا للطلاب، ودفعا للعملية التعليمية، وتقوية للأواصر المجتمعية، في هذه الفترة الاستثنائية؛ فالمشاركة الوطنية ليست أقوالا بل أفعالا تصنع الغد لمستقبل الأجيال.

@Yos123Omar