العمال في قطر يشتكون من الجوع ويفكرون بالانتحار

هيومن رايتس ووتش: حكومة الدوحة لم تنفذ وعودها وتحمي الوافدين
هيومن رايتس ووتش: حكومة الدوحة لم تنفذ وعودها وتحمي الوافدين

الاثنين - 24 أغسطس 2020

Mon - 24 Aug 2020








عمال في منشآت بالدوحة
عمال في منشآت بالدوحة
فيما لجأ مهندس معماري نيبالي إلى المحكمة للحصول على رواتبه المتأخرة منذ 7 أشهر، اشتكى عمال من الجوع في قطر، وقال بعضهم إنهم يفكرون في الانتحار بسبب الأوضاع المأساوية التي يعيشونها.

يأتي ذلك بالتزامن مع تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» المنشور أمس، والذي أكد أن قطر حققت «تقدما محدودا في حماية العمال الوافدين»، وأن حكومتها لم تنفذ بعد وعودها بإصلاحات أساسية رغم اقتراب كأس العالم.

وقال إن «جهود السلطات القطرية لحماية حق العمال الوافدين بأجور دقيقة ومنتظمة هي إلى حد كبير غير ناجحة. ورغم بعض الإصلاحات خلال السنوات الأخيرة يستمر عدم دفع الأجور، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى منتشرة ومستمرة لدى 60 صاحب عمل وشركة على الأقل في قطر».

انتهاكات صارخة

وأصدرت المنظمة تقريرا بعنوان «كيف نعمل بدون أجر؟ .. انتهاكات الأجور بحق العمال الوافدين قبل كأس العالم فيفا 2022»، تحدثت فيه عن أن أصحاب العمل في مختلف أنحاء قطر ينتهكون حق العمال بالأجر في كثير من الأحيان، وأن قطر لم تنفذ التزامها أمام «منظمة العمل الدولية» في 2017 بحماية العمال الوافدين من عدد من الانتهاكات.








عمال يشتكون من أوضاعهم                             (مكة)
عمال يشتكون من أوضاعهم (مكة)



وقال مايكل بيج، نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة «عشر سنوات مرت على فوز قطر باستضافة كأس العالم، فيفا 2022، ولا يزال العمال الوافدون يعانون من تأخير دفع الأجور، أو دفعها ناقصة، أو عدم دفعها. علمنا بعمال يعانون من الجوع بسبب تأخير الأجور، وعمال مثقلين بالديون يكدون في العمل للحصول على أجور ناقصة، وآخرين عالقين في ظروف عمل سيئة خوفا من الانتقام».

إبعاد قسري

ولفتت المنظمة إلى أن انتهاكات الأجور تفاقمت منذ انتشار فيروس كورونا، حيث «تذرع بعض أصحاب العمل بالوباء لحجز الأجور أو رفض دفع أجور عالقة لعمال محتجزين أو مبعدين قسرا إلى أوطانهم».

وقال بيج «لدى قطر سنتان قبل الركلة الأولى في مباريات كأس العالم. الوقت يمر بسرعة، وينبغي للدوحة أن تظهر الالتزام بوعدها إلغاء نظام الكفالة، وتحسين أنظمة مراقبة الأجور، وتسريع آليات الانتصاف، ووضع تدابير جديدة لمعالجة انتهاكات الأجور».

وقابلت المؤسسة الحقوقية الدولية أكثر من 93 عاملا وافدا يعملون في، أو مع، أكثر من 60 شركة وصاحب عمل، وراجعت الوثائق والتقارير القانونية الخاصة لتقف على حجم الانتهاكات بحق العمال.

مليونا عامل

وتعتمد قطر على مليوني عامل وافد، أي ما يعادل 95 % من إجمالي قوتها العاملة، ويعمل الكثيرون منهم في الملاعب ووسائل النقل والفنادق والبنية التحتية، ضمن الاستعدادات لكأس العالم لكرة القدم 2022.

وأكد بعض العمال أنهم لا يستطيعون حتى شراء الطعام، وأوضح آخرون أنهم اضطروا للاستدانة من أجل البقاء على قيد الحياة. وقال مدير موارد بشرية يبلغ من العمر 38 عاما في شركة إنشاءات قطرية، والتي لديها عقد للعمل في الجزء الخارجي من أحد الملاعب الخاصة بكأس العالم، إن راتبه الشهري قد تأخر لمدة تصل إلى 4 أشهر على الأقل، وذلك 5 مرات في 2018 و2019.

أتضور جوعا

وأضاف أحد العمال «لقد تأثرت، لأنه بسبب تأخر الرواتب تأخرت في سداد مدفوعات بطاقتي الائتمانية والإيجار ورسوم مدارس الأطفال».

وقال مهندس يبلغ من العمر 34 عاما إنه لجأ إلى محكمة العمل بعد أن قضى أكثر من 7 أشهر دون تلقي أي راتب، وكان يقترض المال من الأصدقاء في قطر لإرساله إلى عائلته في نيبال.

وتابع «منذ أغسطس 2019 أنتظر تلقي المال. أنا أتضور جوعا لأنني لا أملك حتى المال مقابل الطعام. كيف سأسدد قروضي إذا لم أحصل على راتبي؟ أحيانا أعتقد أن الانتحار هو خياري الوحيد».

استطلاع هيومن رايتس ووتش:


  • 93 عاملا يعملون في 60 شركة تمت مقابلتهم

  • 59 عاملا قالوا إن أجورهم حجزت أو لم تدفع

  • 9 عاملات قلن إنهن لم يتقاضين رواتبهن

  • 55 عاملا قالوا إنهم لم يتلقوا أجرا مقابل العمل الإضافي

  • 20 عاملا قالوا إنهم لم يتلقوا نهاية الخدمة الإلزامية

  • 12 عاملا قالوا إن أصحاب العمل اقتطعوا رواتبهم عشوائيا