عبدالله العلمي

ماذا قدمت طهران غير الدمار؟

الأربعاء - 19 أغسطس 2020

Wed - 19 Aug 2020

جاءت نتائج التصويت في مجلس الأمن لتجديد العقوبات على إيران مخيبة للآمال، وتغلبت مصالح الدول على مبادئ الأمن والسلام. لكل دولة مشاريعها وأطماعها، والنتائج المحتملة يمكن تلخيصها في عدة نقاط.

النتيجة الأولى انتشاء وانتفاخ طهران كالطاووس بعد رفض مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الأمريكي. بل ربما يغض العالم الطرف عن تورط إيران في خلق النزاعات وإشعال العنف الطائفي عبر الخطابات الملتهبة وتجييش الحروب في اليمن، وسوريا، والعراق، وفلسطين، ولبنان.

النتيجة الثانية انتعاش سوق دعم الفصائل الإرهابية مثل حزب الله وسرايا الأشتر وحماس. القرار الدولي حول إيران، تزامن مع صدور الحكم هذا الأسبوع باغتيال الرئيس رفيق الحريري. سليم عياش، المتهم بجريمة الاغتيال عضو فاعل في حزب الله الإرهابي. لا أتوقع أن يتم تسليم عياش، بل ربما ستعلن وفاته في ظروف «غامضة».

النتيجة الثالثة تحمس طهران لزيادة أنشطتها النووية، وبالتالي خرق المزيد من بنود الاتفاق النووي المتأرجح في حسابات مصالح الدول الكبرى. بعض الدول الغربية سترحب ببيع الأسلحة والتكنولوجيا لإيران وتطوير برامجها الحربية دون شروط أو قيود. تخفيف الحظر على بيع الأسلحة لإيران يعطي النظام الإرهابي الإيراني حرية شراء وبيع وتهريب الأسلحة التي تهدد المنطقة والعالم.

النتيجة الرابعة تدخل إيران السافر في الشؤون الداخلية لدولة الإمارات العربية المتحدة بسبب توقيعها على معاهدة السلام مع إسرائيل. هذا التدخل الوقح في قرارات أبوظبي السيادية يتنافى مع الأعراف الدبلوماسية، ويعد تهديدا واضحا لأمن دولة الإمارات الشقيقة وأمن واستقرار منطقة الخليج العربي وزرع الفتن والخلافات في المنطقة.

النتيجة الخامسة احتمال ازدياد تدخل طهران في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين الشقيقة. كلنا نتذكر كيف ادعت طهران أن البحرين هي المحافظة الرابعة عشرة، بل وما زالت إيران تهدد بكل وقاحة بتوسيع نطاق «ثورتها» في المنطقة. المراجع الأمنية وثقت مسؤولية العصابات الإرهابية الممولة من إيران بين عامي 2013 و2015 عن ثلاث وعشرين عملية تفجيرية، أسفرت عن استشهاد وإصابة العديد من قوات الأمن البحرينية.

هدف طهران واضح، وهو استغلال التطبيع الإماراتي - الإسرائيلي لإثارة الشارع الفلسطيني. كفانا خجلا وتواضعا، الدول الخليجية تغاضت عن الجحود والنكران وساعدت إخواننا الفلسطينيين بالمليارات، مما أبقى فلسطين على قيد الحياة. ماذا قدمت إيران أو تركيا أو قطر أو جماعة حماس للقضية الفلسطينية غير الطعن في الظهر والهزائم والانقسامات والدمار؟

AbdullaAlami1@