خليل الشريف

روح الشباب

الاحد - 09 أغسطس 2020

Sun - 09 Aug 2020

يغالي كثير من الناس في القلق بشأن التقدم في العمر، والحقيقة ليست هناك أية مدعاة لذلك. لأن التقدم في العمر سوف يحدث سواء شعرنا بالقلق حياله أم لم نشعر به.

إنه قدر محتوم، والسؤال الأهم كيف نتعامل مع فكرة التقدم بالعمر؟ هل يكون ذلك بالتعرض لعمليات التجميل الجراحية؟ أم بالمبالغة في التقيد بالنظام الرياضي والغذائي؟

في تصوري إن التقدم في العمر بمعناه المادي (الجسماني) ليس بالأمر الذي ينبغي على الإنسان القلق حياله. نحن بحاجة أن نظل شبابا من الناحية الذهنية والمعنوية.

إن المظاهر النفسية التي تضع المتقدمين في العمر في قفص معزول بعيدا عن التجارب الجديدة، بعيدا عن الانخراط في الحياة العصرية هو ما ينبغي للإنسان أن يقلق حياله.

الاحتفاظ بروح الشباب هو الإقدام على أشياء جديدة والامتناع عن فعل وقول الأمور التي عادة ما يفعلها كبار السن، الاحتفاظ بروح الشباب يعني التماشي مع لغة العصر وتقنياتها الحديثة، ويعني تجربة الأذواق التي لم نعتد عليها، وعدم الاستسلام لدوامة الروتين، ويعني سعة الأفق وألا تكون رجعيا وألا تكون سجين الذكريات. الاحتفاظ بروح الشباب يعني الحماسة والتحفيز والاحتفاظ بنظرة شابة للعالم، ويعني تجربة قصص حياتية غير مألوفة، وثراء في العلاقات الإنسانية، وعدم التذمر الدائم من الصخب أو أماكن الحشود والجماهير، وعدم الإحساس بتوقف الحياة أو الشعور بأن ليس هناك من جديد يستحق التجربة.

الاحتفاظ بروح الشباب يعني أنه ما زال يمكنك أن تتسلى باللعب مع الأصدقاء، وأنك قادر أن ترفه عن نفسك، وأنه مازالت لديك هوايات ومناسبات لن تنقطع عن ممارستها أو حضورها لمجرد أنك تقدمت في العمر.

لقد قرأت للكاتب ريتشارد تمبلر قصة تجربة شاب صحب أباه في رحلة إلى الجزر اليونانية، كان والده في الخامسة والسبعين من العمر وقد ذكر الابن أنه كان يجد صعوبة في ملاحقته أثناء السير وفي تحقيق تطلعاته لزيارة العديد من المعالم السياحية.. هذا بالضبط ما نعنيه بالاحتفاظ بروح الشباب، وهو في النهاية يمكن أن يكون أسلوب حياة لمن يعيش في عمر الخامسة والعشرين أو في عمر الخامسة والسبعين.