هل يوقف انفجار بيروت مؤامرات حزب الله؟

رباح: الحزب الإرهابي ينفذ أوامر الحرس الثوري الإيراني في المنطقة يادين: اللبنانيون يعرفون أن نصرالله ورجاله وراء معاقبة بلدهم 120 ألف صاروخ تمتلكها الميليشيات الإرهابية وتشكل خطرا داهما زيهافي: الحزب يستغل المساعدات الدولية للبنان لزيادة نفوذه
رباح: الحزب الإرهابي ينفذ أوامر الحرس الثوري الإيراني في المنطقة يادين: اللبنانيون يعرفون أن نصرالله ورجاله وراء معاقبة بلدهم 120 ألف صاروخ تمتلكها الميليشيات الإرهابية وتشكل خطرا داهما زيهافي: الحزب يستغل المساعدات الدولية للبنان لزيادة نفوذه

السبت - 08 أغسطس 2020

Sat - 08 Aug 2020

يتفق خبراء أمنيون على أن انفجار بيروت الذي يعد أحد أكبر ثلاثة انفجارات شهدها العالم قد يؤدي إلى تعطل المؤامرات والعمليات المدمرة التي يشنها حزب الله الإرهابي الموالي لإيران على دول المنطقة.

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين ترقبت الأوساط هجوما انتقاميا من جانب حزب الله بعد أن تردد أن إسرائيل قتلت أحد عناصره في هجوم جوي دمر مستودعا للذخيرة خارج العاصمة السورية دمشق.

وتوعد أمين حزب الله، حسن نصر الله، بالانتقام، ومنذ ذلك الحين كانت هناك محاولتان للهجوم على طول الحدود، يعتقد المحللون أن حزب الله كان المحرك لهما.

انهيار لبنان

ويشير الباحث يعاموس يادلين إلى أن نصرالله يواجه انتقادا متزايدا. وقال «هناك بالفعل أصوات كثيرة في لبنان تعتبر حزب الله مسؤولا عن الصعوبات المالية التي تواجهها البلاد. فهناك عقوبات جديدة مفروضة على لبنان بسبب حزب الله، والنظام المصرفي ينهار بسبب حزب الله.

ويعرف كل لبناني أن حزب الله هو القوة العسكرية الأقوى في لبنان، ويتمتع كذلك بقدر كبير من النفوذ السياسي».

ومن المعروف أن حزب الله، المصنف منظمة إرهابية من جانب عدد من الدول وبينها الولايات المتحدة وألمانيا، يعتبر جزءا من الحكومة اللبنانية.

ويؤكد الدكتور إيلي كارمون، كبير الباحثين بالمعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، الرأي القائل بأنه ليس من المتوقع قيام حزب الله بهجوم وشيك، وقال «من وجهة نظري الشخصية أرى أن حزب الله لا يستطيع القيام بأي شيء الآن، حيث إنه أغضب قطاعات أكبر من الشعب اللبناني الذي يشعر بالغضب بالفعل، لأنه ليس من الواضح لمن تعود نترات الأمونيوم، أو ما إذا كان لحزب الله صلة بالأمر أم لا».

أوامر الحرس

وقال مكارم رباح، وهو محلل وأستاذ تاريخ بالجامعة الأمريكية في بيروت، إن سلوك حزب الله ليس له علاقة بالمشهد المحلي اللبناني، مضيفا أن حزب الله ينفذ أوامر الحرس الثوري الإيراني وسعيه للتوسع، و»هذا يعني المزيد من المشكلات بالنسبة للبنان وللشعب اللبناني في المستقبل».

وتحذر الباحثة ساريت زيهافي من أن «حزب الله لا ينسى مطلقا»، ومع ذلك فهي تعتقد أنه من المرجح أن يكون هناك خفض في تصعيد التوترات، على الأقل خلال الشهر أو الشهرين المقبلين، بينما يتعافى حزب الله من أي أضرار لحقت به نتيجة الانفجار، ويكرس نفسه لمساعدة اللبنانيين. وأشارت إلى أن المد والجزر في التوترات على الحدود أمر عادي.

وتشير المعلومات إلى أن حزب الله يمتلك حوالي 120 ألف صاروخ. وأطلق الحزب مرارا وتكرارا هجمات من لبنان ضد الدول التي تهاجم أهداف إيران وحزب الله في سوريا ولبنان.

انتهاكات إسرائيل

وقال رئيس الوزراء اللبناني، حسان دياب، في شهر يونيو الماضي إن إسرائيل انتهكت أراضي لبنان وبحره ومجاله الجوي أكثر من ألف مرة هذا العام.

واتهم الدكتور صادق نابلسي، المحلل وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية والمقرب من حزب الله، إسرائيل باستغلال أحداث، مثل انفجار الثلاثاء، من أجل «زيادة ضغطها والقيام عمدا بتعقيد أي عملية تعاف واستقرار».

وقال نابلسي «ما لم تحصل إسرائيل على مكاسب ومنافع تغير معادلة الصراع بينها وبين حزب الله، فإنها سوف تواصل ممارسة انتهاكاتها وأهوائها الجيوسياسية»، وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى» التفكيك الكامل للبنان».

من ناحية أخرى تقول زيهافي «إن كثيرا من الباحثين في معهدها يعتقدون أن حزب الله سوف يستغل الموقف باستخدام المساعدات التي يحصل عليها من إيران والأموال المتدفقة على لبنان الآن لتحقيق المزيد من السيطرة على البلاد.

وقالت إنه يتعين على الغرب مراقبة ذلك. كما ألمحت إلى احتمال قيام إيران بتهريب أسلحة لحزب الله ضمن المساعدات الإنسانية.

تغييرات لبنانية

وأعرب كارمون وزيهافي عن تفاؤلهما إزاء إمكانية تحسن العلاقات بين لبنان ودول الجوار إذا ما تحققت تغييرات داخل الحكومة اللبنانية للحد من نفوذ حزب الله.

ويقول كارمون «من الممكن أن نرى نوعا جديدا من التحالف داخل لبنان، ربما سوف يحسن من الأجواء بين إسرائيل ولبنان، وخاصة إذا ما نجح الضغط على حزب الله في الحد من نفوذه وتفكيك ترسانته الضخمة، ولكن هذه عملية ما زالت في بدايتها».

وتقول زيهافي «إذا كان هناك أمل بالنسبة للبنان فسيكون هناك أمل للسلام». وهي تعتقد أن حزب الله هو العقبة التي تقف في طريق ذلك.

يذكر أن الانفجار الضخم الذي يعتقد أنه نتج عن انفجار 2750 طنا من نترات الأمونيوم كانت مخزنة في مرفأ بيروت، أدى إلى مقتل 154 شخصا على الأقل وإصابة حوالي خمسة آلاف.