الإشكالية الفكرية والعبادية في رمضان
الثلاثاء - 05 يوليو 2016
Tue - 05 Jul 2016
بإمكاننا إعادة تناول شهر رمضان خارج «السياق التصوري» المتراكم حيال هذا الشهر؛ إذ أتردد في إطلاق عبارة: شهر رمضان أصبح عادة اجتماعية زمنية أكثر منها فريضة دينية متوارثة!
بداية من مشهدية فوضى طلب الأجر، وصولا للسلوك الفردي والاجتماعي المفتقر إلى الذوق والإحسان، والآثام الحضارية التي تتزايد بشكل مهول في هذا الشهر تحديدا.
إذ تم اختزال هذا الشهر - عبر عملية عقلية تراكمية - في عبادات وطقوس معينة وعادات اجتماعية رتيبة، في صورة توضح الفصل المتأزم بين «مكانة المسجد» و»مسجدية الأرض» عند المسلمين.
هذه الفجوة ساهم في تشكيلها العديد من التأويلات الدينية لمفهوم العبادة بشكل عام، وبشكل أخص في رمضان، وكذلك الإعلام بشتى جوانبه ساهم في تشكيل تلك الصورة الرمضانية التي نراها اليوم؛ إذ تم تنميط وقولبة الصورة الذهنية لرمضان في العقل الباطن للمجتمع في العالم الإسلامي.
وإن كانت الإشارة بالأعلى للمجموع فهذا لا يعني إطلاقا إزاحة المسؤولية الفردية لإعادة فهم شهر رمضان؛ تاريخيا وعباديا وحضاريا..
على الفرد تقع مسؤولية القراءة والبحث عن معنى رمضان «لذاته» تحديدا، الأمر الذي يضعه على سلوك فاعل وحيوي حيال التعامل مع هذا الشهر..
أعني بالقراءة هنا؛ القراءة التي تختص بمحاولة فهم رمضان، وجذوره التاريخية والدينية، فثمة كتب كثيرة تناولت شهر مضان خارج السياق الرتيب والممل لهذا الشهر!
للإشارة لا الحصر أذكر بعض الكتب التي تساهم في إعادة تكوين شهر رمضان بما يليق بفاعلية الفرد وبما يزيح الفجوة الهائلة بين مكانة المسجد ومسجدية الأرض:
للأديب المصري الراحل أحمد بهجت كتابان بديعان، وهما (مذكرات صائم/صائمون والله أعلم)، وللدكتور المعاصر أحمد خيري العمري كتاب رائع بعنوان: (الذين لم يولدوا بعد)، وفي صورة بهية تلغي الإشكالية بين قراءة الكتاب المسطور(القرآن الكريم) وقراءة الكتاب المنظور (الكون) يسطر الأستاذ عبدالمجيد تمراز كتابه: (رمضاني والقراءة)، كتاب فلسفة رمضان لمصطفى السباعي، لكي لا نحول الإسلام إلى طقوس لعبدالله الحامد، الجمع بين القراءتين لطه جابر العلواني.
وكذلك للدكتور علي أبوالحسن مساهمات حضارية كبيرة ببرامجه النوعية كالمسؤولية الرمضانية وبرنامج رتب رمضانك، وثمة مقالة بديعة للكاتب الأردني معاذ بني عامر: (رمضان بين سرديتين: عالمة وشعبية).
كل ذلك محاولة لإخراج رمضان من شرنقته الفكرية، وصورته البائسة، إلى رمضان الإنسان وإبداعه الحضاري، فالتحولات الكونية المذكورة في الأحاديث السنية تقابلها تلوثات أرضية!
أمكن الآن للإنسان المسلم المسؤول عن ذاته أن يعيد بناء رمضان وفقا لمعناه الخاص الذي يحركه للاندماج والإنتاج الاجتماعي والحضاري، لا الانفصام الفكري والعبادي في تناول شهر رمضان.
بداية من مشهدية فوضى طلب الأجر، وصولا للسلوك الفردي والاجتماعي المفتقر إلى الذوق والإحسان، والآثام الحضارية التي تتزايد بشكل مهول في هذا الشهر تحديدا.
إذ تم اختزال هذا الشهر - عبر عملية عقلية تراكمية - في عبادات وطقوس معينة وعادات اجتماعية رتيبة، في صورة توضح الفصل المتأزم بين «مكانة المسجد» و»مسجدية الأرض» عند المسلمين.
هذه الفجوة ساهم في تشكيلها العديد من التأويلات الدينية لمفهوم العبادة بشكل عام، وبشكل أخص في رمضان، وكذلك الإعلام بشتى جوانبه ساهم في تشكيل تلك الصورة الرمضانية التي نراها اليوم؛ إذ تم تنميط وقولبة الصورة الذهنية لرمضان في العقل الباطن للمجتمع في العالم الإسلامي.
وإن كانت الإشارة بالأعلى للمجموع فهذا لا يعني إطلاقا إزاحة المسؤولية الفردية لإعادة فهم شهر رمضان؛ تاريخيا وعباديا وحضاريا..
على الفرد تقع مسؤولية القراءة والبحث عن معنى رمضان «لذاته» تحديدا، الأمر الذي يضعه على سلوك فاعل وحيوي حيال التعامل مع هذا الشهر..
أعني بالقراءة هنا؛ القراءة التي تختص بمحاولة فهم رمضان، وجذوره التاريخية والدينية، فثمة كتب كثيرة تناولت شهر مضان خارج السياق الرتيب والممل لهذا الشهر!
للإشارة لا الحصر أذكر بعض الكتب التي تساهم في إعادة تكوين شهر رمضان بما يليق بفاعلية الفرد وبما يزيح الفجوة الهائلة بين مكانة المسجد ومسجدية الأرض:
للأديب المصري الراحل أحمد بهجت كتابان بديعان، وهما (مذكرات صائم/صائمون والله أعلم)، وللدكتور المعاصر أحمد خيري العمري كتاب رائع بعنوان: (الذين لم يولدوا بعد)، وفي صورة بهية تلغي الإشكالية بين قراءة الكتاب المسطور(القرآن الكريم) وقراءة الكتاب المنظور (الكون) يسطر الأستاذ عبدالمجيد تمراز كتابه: (رمضاني والقراءة)، كتاب فلسفة رمضان لمصطفى السباعي، لكي لا نحول الإسلام إلى طقوس لعبدالله الحامد، الجمع بين القراءتين لطه جابر العلواني.
وكذلك للدكتور علي أبوالحسن مساهمات حضارية كبيرة ببرامجه النوعية كالمسؤولية الرمضانية وبرنامج رتب رمضانك، وثمة مقالة بديعة للكاتب الأردني معاذ بني عامر: (رمضان بين سرديتين: عالمة وشعبية).
كل ذلك محاولة لإخراج رمضان من شرنقته الفكرية، وصورته البائسة، إلى رمضان الإنسان وإبداعه الحضاري، فالتحولات الكونية المذكورة في الأحاديث السنية تقابلها تلوثات أرضية!
أمكن الآن للإنسان المسلم المسؤول عن ذاته أن يعيد بناء رمضان وفقا لمعناه الخاص الذي يحركه للاندماج والإنتاج الاجتماعي والحضاري، لا الانفصام الفكري والعبادي في تناول شهر رمضان.