‏‎نجود عبدالله النهدي

حج مختلف.. وشعور متحد

الخميس - 30 يوليو 2020

Thu - 30 Jul 2020

الحمدلله، بين نتائج الأرقام وتذبذب الإصابات التي تبرهن حرص الإجراءات والاحترازات الوقائية التي وفرتها قيادتنا الحكيمة في وقت الحظر والتباعد والتدابير الوقائية حفاظا على سلامة أفراد المجتمع، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استباقية حكومتنا الرشيدة في ظل قيادة والدنا الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله في إدارة ملف جائحة كورونا باقتدار.

وبالرغم من كل التحديات التي يواجهها العالم بأسره وفي ظل مخاوف وهواجس الناس للخوف من الوباء ولعل أصعب التحديات من ضرورات الشريعة هي حفظ النفس فقد تقرر التخطيط في حج 2020 بشكل جزئي وبأعداد محدودة جدا، ولا شك بأن المملكة ستبذل كل ما بجهدها لإنجاح وإتمام الحج بأعداد محدودة من الداخل وذلك لضمان صحة الجميع ولدفع الضرر‫.‬

‏حج 2020 «حج مختلف» على جميع المسلمين العابدين الخاشعين في كل أنحاء العالم ينظرون بفارغ الشوق واللهفة كل عام لمشاهدة الكعبة وأداء فريضة الحج لما له من مشهد عظيم بكل قيمه الدينية والإنسانية الرفيعة حيث يجتمع الملايين معا في العبادة لله وهذه من أهم القيم العظيمة في الإسلام ما أجمل قول: لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. لها روحانيتها العظيمة ولها فرحة واطمئنان وشعور بالأمن والإيمان ولها معان مختلفة ومتنوعة قلوب تلهث بالدعاء والبكاء تتوسل لخالقها بالمغفرة والرضى عنها وتدعو الله بأن تزول هذه الغمة عن الأمة‫.‬

‏أسترجع معكم بعض الذكريات الوجدانية الخاصة في مثل هذه الأيام عندما كنت واحدة من اللاتي منّ الله عليهن بنعمة أداء فريضة الحج، ورزقني بهذه الحجة والرحلة الجميلة المليئة بالروحانية والراحة النفسية، فكانت ذكرى من أجمل ذكريات العمر، أسأل الله أن يرزقكم ذلك الشعور الجميل وهذه الرحلة الممتعة أذكر يوم عرفة والمطر يهل علينا وكأن الله يلبي دعواتنا «فالحج عرفة» كان مشهدا يبكي من الفرحة، وكنا ندعو بكل ما نريد ذاك الوقت.

لم أكن أتصور أن ذلك اليوم الجميل سيكون ذكرى خالدة في قلبي ولله الحمد اليوم نحن نشهد وسنشاهد الحجيج بالتكبيرات وكيف يذهبون من منى إلى مزدلفة والوقوف في عرفة سنشاهد منظر الحجاج الملحين بالدعاء الخاشعين المتضرعين لخالقهم يرتدون الأبيض الطاهر كطهر قلوبهم وتوبتهم وسنشاهد رجالا مخلصين نشاهدهم كل عام يؤدون واجبهم بصمت يساعدون من احتاجهم، هم رجال الداخلية والأمن العام ورجال الدولة المشاركين من كل القطاعات والكشفيين والمتطوعين والذين يفعلون كل ما بجهدهم لإتمام ونجاح الحج بكل يسر وسهولة‫.‬

وأخيرا يجب علينا مواجهة التحديات الجسام وفق استراتيجيات وسياسات مدروسة ومتبعه وضعتها دولتنا أعزها الله في مثل هذه الشعيرة، ألا وهي الإنسان وسلامته أولا وهذا لا يحدث إلا بوطن كوطننا المملكة العربية السعودية.

كل عام وأنتم بألف خير حمدا لله على سلامة والدنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ودعواتنا لله بأن يحفظ قيادتنا ووطننا والأمة الإسلامية من كل شر وبلاء.