عبدالله العلمي

لن نعير هذه الأصوات أهمية

الأربعاء - 29 يوليو 2020

Wed - 29 Jul 2020

بين فترة وأخرى ترتفع بعض الأصوات السياسية المعروفة في الولايات المتحدة الأمريكية بانتقاد ما يسمونه «سلوك السعودية في الحرب اليمنية». هذا التوجه المعادي يُذكرنا بتآمر الرئيس السابق أوباما على المملكة ودعمه المتواصل لإيران والإخوان.

توجيه الانتقاد للسعودية لم يأتِ من فراغ، فانتخابات الرئاسة الأمريكية على الأبواب وكل فريق يعمل على كسب نقاط بغض النظر عن تأثير هذه الآراء على مستقبل العلاقات بين الرياض وواشنطن.

يحلو لهؤلاء المعارضين للسعودية سرد قصص خيالية عن جرائم حرب مزعومة في اليمن، مثل القصف «المتعمد» للمستشفيات والبنية التحتية. لن يذكر أي منهم استمرار جهود الرياض لخدمة الشعب اليمني إنسانيا واقتصاديا أو تنمويا، أو حتى ترحيب مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع بجهود المملكة العربية السعودية لتسريع تنشيط اتفاق الرياض.

من الأكاذيب التي يروجون لها فرض السعودية الحصار على الغذاء والإمدادات الطبية في اليمن. لن يعترف هؤلاء بالتقارير الأممية الموثوقة التي تُصنف المملكة من أكبر الداعمين لليمن، بمساعدات إنسانية وتنموية بلغت نحو 17 مليار دولار.

تناقض تصريحاتهم واضح للعيان؛ البعض منهم يعتقد أن العلاقات مع السعودية لا تفيد مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة. بل إن الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة يتغاضى عن ذكر تقارير وزارة الخارجية الأمريكية حول التعاون الاستراتيجي الهام بين واشنطن والرياض في مكافحة الإرهاب.

المُستغرب أن أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين عارضوا بيع الأسلحة للسعودية، لم يعترضوا على اعتداء مئات الطائرات المسيرة المنطلقة من اليمن على الأراضي السعودية. لا يهمهم أن السعودية قدمت دعما اقتصاديا لليمن بمبلغ 7.8 مليارات دولار منذ عام 2012، بل نسوا (أو تناسوا) أن اعتداءات الحوثي المدعومة من إيران لا تستهدف أمن السعودية ودول الخليج فحسب، بل أيضا مصالح العالم الحر بأكمله.

بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين يهاجمون أداء السعودية في اليمن لا يعنيهم دعم المملكة للبنك المركزي اليمني بوديعة 3.2 مليارات دولار. لم يذكروا تزويد الرياض مشتقات نفطية لتشغيل محطات الكهرباء اليمنية بمبلغ 4.15 مليارات دولار، بالإضافة إلى 435 مليون دولار لصندوق الرعاية الاجتماعية.

من المستغرب أن يغض بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الطرف عن استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران خلط الأوراق، وممارسة الابتزاز السياسي واختلاق أزمات في المنطقة أملا بتحقيق انتصارات وهمية.

لن نعير هذه الأصوات أهمية، بل نرحب باعتراف العالم، بما فيه الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية، بثقل المملكة الاستراتيجي لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ودعم التحالف الدولي ضد التنظيمات الإرهابية.

كل عام وأنتم بخير.

AbdullaAlami1@