أحمد الهلالي

قيام شعيرة الحج رغم أنف كورونا والمرجفين!

الثلاثاء - 28 يوليو 2020

Tue - 28 Jul 2020

يذكر المؤرخون أن المسلمين - كلهم أو بعضهم - لم يحجوا في أزمنة سابقة، ويقدرون أنه لم يقف مسلم بعرفات لمدة عشر سنوات متتالية بسبب فتنة القرامطة وقتلهم الحجاج ونهب الحجر الأسود سنة 317 هـ (لأنهم يرون الحج عبادة جاهلية والحجاج عباد أحجار).

وحول فتك الأوبئة بالحجاج ذكر ابن كثير أنه في عام 357 ظهر وباء الطاعون في مكة ومات به خلق كثير أثناء الحج. وأما بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار فقد انقطع الحاج المصري في عهد العزيز بالله الفاطمي، وكذلك في سنة 419 هـ لم يحج أحد من أهل المشرق ولا من أهل مصر، وفي 421 هـ تعطل الحج سوى عدد قليل من أهل العراق من الأعراب ركبوا من جمال البادية، وفي سنة 430 لم يحج أحد من أهل الشام ولا مصر، ولا من العراق وخراسان، ويذكر ابن الأثير أن بردا شديدا اجتاح العراق، جمد فيه ماء دجلة والأنهار الكبيرة سنة 417 هـ، فتجمدت السواقي ولم يزرع أحد، فكان الطقس حائلا دون الزراعة، ودون حج أهل خراسان والعراق.

وجاءت كورونا هذا العام، وتنبأ الناس أن الحج سيلغى بسببها، لكن السعودية وجهت الناس إلى التريث، ثم حين قرر العالم أن يعلق قرارات الحظر اطمأن المسؤولون إلى إقامة شعيرة الحج، لكن الإجراءات الصحية العالمية تؤكد أهمية التباعد، وحظر التجمعات الكبرى، وهذا ما طبق على الصلوات في المساجد، وفي مقدمتها الحرمان الشريفان، فتقررت إقامة الشعيرة، واقتصرت على أعداد محدودة من الداخل السعودي، ففيه أكثر من 10 ملايين مقيم من مختلف الجنسيات الإسلامية، سيسمح لنسب محددة منهم بالحج ومعهم نسبة من المواطنين أيضا، ضمن إجراءات رقابية صارمة، ورعاية صحية بمعايير عالية.

هذا القرار الحكيم حفظ للشعيرة حقها، وحافظ على صحة الناس، وألجم المتربصين الذين كانوا يتمنون ألا تقام الشعيرة كي يهاجموا السعودية كما اعتادوا، فهم دعاة فتنة يوظفون الحج لمآربهم السياسية، ولكن هيهات أن تنطلي ألاعيبهم على المسلمين، فتشغيب النظام القطري ومن لف لفه من المرجفين لا يعدو طنينا في مهب مفتوح، والمشايخ أمثال الددو وبعض رموز الإخوان لا تعدو أراجيفهم ردا على تصنيف (اتحاد علماء المسلمين) القطري الإخواني التركي منظمة إرهابية.

لقد أكرمنا الله بخدمة الحرمين، ولقد كانت بلادنا عليمة بهذا التكريم، وشاكرة لله عليه، وأعلى درجات الشكر تفاني بلادنا (حكومة وشعبا) وتسخير كل إمكاناتها وطاقاتها لخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وضيوف الرحمن من حجاج وعمار وزوار، وتكفينا شهادة المنصفين من كل أنحاء العالم وفي مقدمتهم ضيوف الرحمن، وهذا شرف لن نتنازل عنه، ولن نقبل الشراكة فيه أو المساومة عليه.

وتصريح وزير الخارجية السابق عادل الجبير حين قال «أي مطالبة بتدويل المشاعر المقدسة يعتبر عدوانا وإعلان حرب على المملكة، ولنا حق الرد»، هذا القول يلخص موقف كل إنسان سعودي.

ahmad_helali@