«مسبار الأمل» وريادة المستقبل
السبت - 25 يوليو 2020
Sat - 25 Jul 2020
نعم، أطلقت دولة الإمارات مسبارا لاستشكاف كوكب المريخ في أول مهمة عربية للكوكب الأحمر، هذه هي الحقيقة التي دفعت كثيرين للتساؤل عن مغزى هذه الخطوة الإماراتية ونتائجها المتوقعة.
وفي الرد على ذلك نقول إن هذه الرحلة العلمية التاريخية قد وضعت الإمارات في سباق تنافسي عالمي مع قوى عالمية كبرى كالولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي، التي تتنافس جميعها لاستكشاف المريخ، وتكفي الإشارة إلى أن «مسبار الأمل» قد انطلق في رحلته التاريخية بالتزامن مع رحلتين للمريخ إحداهما أطلقتها الصين، والأخرى ستطلقها الولايات المتحدة نهاية الشهر الحالي، وكلها تحمل أهدافا علمية لاستشكاف الكوكب، وجاء تزامن إطلاق هذه الرحلات للاستفادة من قصر المسافة بين الأرض والكوكب الأحمر في هذا الوقت من الدورة الفلكية التي لا تتيح ظرف إطلاق مناسب كهذا سوى كل 26 شهرا تقريبا، حيث تكون المسافة عندها 55 مليون كلم تقطع في غضون ستة أشهر، وهدفها جميعا فتح آفاق جديدة للبشرية ورصد أي مؤشرات حياة على سطحه، تمهيدا لإرسال رحلات مأهولة مستقبلا.
مهمة «مسبار الأمل» تسعى لدراسة الغلاف الجوي للمريخ، والتي تزامنت مع مهمة «تيانون ـ 1» أو «أسئلة السماء» الصينية في أولى بعثات هذا البلد لاستشكاف المريخ أيضا، لمراقبة الغلاف الجوي لكوكب المريخ وسطحه والبحث عن أي علامات على وجود الماء والثلج، وذلك بعد 50 عاما من إطلاق بكين أول أقمارها الصناعية، وهي دلالة لا تخطئها عين مراقب، فالصين التي أطلقت مهمة لاستشكاف المريخ هذا الشهر استغرقت لذلك خمسة عقود، وتزامن إطلاق أول بعثة غير مأهولة لها للمريخ مع بعثة الإمارات التي تصعد بقوة لسلم التفوق العالمي في هذا المضمار، مستفيدة بكفاءة من التقدم البشري والعلمي، وساعية لمواكبة ومسايرة نجاح القوى الكبرى وتخوض منافسة علمية معها، ثم تأتي مهمة المسبار الأمريكي «برسفيرنس» الهادفة للحصول على عينات من سطح المريخ ونقلها إلى الأرض في إطار الجهود العلمية الرامية للبحث عن آثار للحياة على الكوكب الأحمر.
ومن خلال متابعتي لمسيرة الجهد الإماراتي في مجال الفضاء، أستطيع القول إن الإمارات قد وضعت قدميها على سلم النجاح والتقدم العلمي في القرن الـ 21، فالمريخ مفتاح الاكتشافات الفضائية المقبلة، بما يحمله من أسرار لم تفلح عشرات الرحلات التي أطلقت حتى الآن في فلك ألغازها، وبالتالي سيكون للإمارات شأن علمي ومكانة عالمية بتنافسها وتعاونها مع الدول الكبرى التي تتنافس في هذا المجال مثل الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين والهند، لتحجز بذلك موقعا متميزا لها في السباق العالمي نحو ريادة المريخ بشريا بعد نحو بضعة عقود كما يتوقع العلماء والخبراء، فحلم الإمارات وطموحها المشاركة الفاعلة في إرسال رحلات مأهولة إلى المريخ بما تراكمه حاليا من خبرات في مجال دراسة ظروف العيش على المريخ.
وتسعدني كثيرا توقعات وشهادات العلماء والخبراء الذين شاركوا الخبراء والمهندسين الإماراتيين في بناء «مسبار الأمل»، حيث أكدوا أن الإمارات يمكن أن تبني المسبار القادم بكفاءات وخبرات مواطنة، بما يعني أننا وضعنا أقدامنا فعليا على أولى عتبات سلم المجد في مجال الفضاء، واجتزنا بنجاح مرحلة المشاركة مع خبرات عالمية في صناعة الفضاء، وهي مرحلة تخوضها عادة كل القوى الكبرى التي سبقتنا في هذا المجال، فالصين شاركت في بداياتها خبراء روس في صناعة سفن الفضاء والتخطيط لرحلات المركبات الفضائية وإطلاقها إلى الفضاء، وهو مجال يتسم بالتعقيد العلمي البالغ، ويمتلئ بالتحديات لأن احتمالات فشل رحلات الإطلاق لا تقل عن فرص النجاح وربما تفوقها في كثير من الأحيان. ولكنه يبقى مجالا ملهما لأن الفشل فيه يحمل كثيرا من الدروس والخبرات التي تفتح الطريق لنجاحات مقبلة، لذا فهو بالفعل مجال يصنع الأمل ويفتح الطريق للمستقبل ويسهم في تقوية عزيمة الدول وإرادتها طالما امتلكت الصبر والعلم والإيمان بما تنوي تحقيقه وبما يحمله من عوائد وفوائد للبشرية جمعاء.
وقد لفت انتباهي وأعجبني أنه في أول رسالة التقطها «مسبار الأمل» بعد ابتعاده عن كوكب الأرض بمليون كلم في عمق الفضاء، وهي صورة لوجهته للكوكب الأحمر التقطت بأجهزة تتبع النجوم الملحقة بأجهزة الملاحة الفضائية للمسبار؛ علق صاب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ـ رعاه الله ـ قائلا «ما أوسع الكون.. ما أعظم الخلق.. وما أقرب الخالق»، وهي رسالة ملهمة لشعوب العالم أجمع تبرهن على قوة إيمان قيادتنا الرشيدة بما تقوم به الإمارات من دور علمي رائد يسهم في تقدم البشرية وتحضرها، فالإمارات تمتلك أجندة وأهدافا واضحة للتنافسية العالمية في المجالات التنموية كافة، وتتحرك في هذا الاتجاه بثقة وإرادة وقوة الأمل التي يجسدها هذا المسبار الذي يسبح الآن في الفضاء ساعيا لتحقيق مجد علمي يسجل للإمارات والعرب جميعا.
salemalketbiar@
وفي الرد على ذلك نقول إن هذه الرحلة العلمية التاريخية قد وضعت الإمارات في سباق تنافسي عالمي مع قوى عالمية كبرى كالولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي، التي تتنافس جميعها لاستكشاف المريخ، وتكفي الإشارة إلى أن «مسبار الأمل» قد انطلق في رحلته التاريخية بالتزامن مع رحلتين للمريخ إحداهما أطلقتها الصين، والأخرى ستطلقها الولايات المتحدة نهاية الشهر الحالي، وكلها تحمل أهدافا علمية لاستشكاف الكوكب، وجاء تزامن إطلاق هذه الرحلات للاستفادة من قصر المسافة بين الأرض والكوكب الأحمر في هذا الوقت من الدورة الفلكية التي لا تتيح ظرف إطلاق مناسب كهذا سوى كل 26 شهرا تقريبا، حيث تكون المسافة عندها 55 مليون كلم تقطع في غضون ستة أشهر، وهدفها جميعا فتح آفاق جديدة للبشرية ورصد أي مؤشرات حياة على سطحه، تمهيدا لإرسال رحلات مأهولة مستقبلا.
مهمة «مسبار الأمل» تسعى لدراسة الغلاف الجوي للمريخ، والتي تزامنت مع مهمة «تيانون ـ 1» أو «أسئلة السماء» الصينية في أولى بعثات هذا البلد لاستشكاف المريخ أيضا، لمراقبة الغلاف الجوي لكوكب المريخ وسطحه والبحث عن أي علامات على وجود الماء والثلج، وذلك بعد 50 عاما من إطلاق بكين أول أقمارها الصناعية، وهي دلالة لا تخطئها عين مراقب، فالصين التي أطلقت مهمة لاستشكاف المريخ هذا الشهر استغرقت لذلك خمسة عقود، وتزامن إطلاق أول بعثة غير مأهولة لها للمريخ مع بعثة الإمارات التي تصعد بقوة لسلم التفوق العالمي في هذا المضمار، مستفيدة بكفاءة من التقدم البشري والعلمي، وساعية لمواكبة ومسايرة نجاح القوى الكبرى وتخوض منافسة علمية معها، ثم تأتي مهمة المسبار الأمريكي «برسفيرنس» الهادفة للحصول على عينات من سطح المريخ ونقلها إلى الأرض في إطار الجهود العلمية الرامية للبحث عن آثار للحياة على الكوكب الأحمر.
ومن خلال متابعتي لمسيرة الجهد الإماراتي في مجال الفضاء، أستطيع القول إن الإمارات قد وضعت قدميها على سلم النجاح والتقدم العلمي في القرن الـ 21، فالمريخ مفتاح الاكتشافات الفضائية المقبلة، بما يحمله من أسرار لم تفلح عشرات الرحلات التي أطلقت حتى الآن في فلك ألغازها، وبالتالي سيكون للإمارات شأن علمي ومكانة عالمية بتنافسها وتعاونها مع الدول الكبرى التي تتنافس في هذا المجال مثل الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين والهند، لتحجز بذلك موقعا متميزا لها في السباق العالمي نحو ريادة المريخ بشريا بعد نحو بضعة عقود كما يتوقع العلماء والخبراء، فحلم الإمارات وطموحها المشاركة الفاعلة في إرسال رحلات مأهولة إلى المريخ بما تراكمه حاليا من خبرات في مجال دراسة ظروف العيش على المريخ.
وتسعدني كثيرا توقعات وشهادات العلماء والخبراء الذين شاركوا الخبراء والمهندسين الإماراتيين في بناء «مسبار الأمل»، حيث أكدوا أن الإمارات يمكن أن تبني المسبار القادم بكفاءات وخبرات مواطنة، بما يعني أننا وضعنا أقدامنا فعليا على أولى عتبات سلم المجد في مجال الفضاء، واجتزنا بنجاح مرحلة المشاركة مع خبرات عالمية في صناعة الفضاء، وهي مرحلة تخوضها عادة كل القوى الكبرى التي سبقتنا في هذا المجال، فالصين شاركت في بداياتها خبراء روس في صناعة سفن الفضاء والتخطيط لرحلات المركبات الفضائية وإطلاقها إلى الفضاء، وهو مجال يتسم بالتعقيد العلمي البالغ، ويمتلئ بالتحديات لأن احتمالات فشل رحلات الإطلاق لا تقل عن فرص النجاح وربما تفوقها في كثير من الأحيان. ولكنه يبقى مجالا ملهما لأن الفشل فيه يحمل كثيرا من الدروس والخبرات التي تفتح الطريق لنجاحات مقبلة، لذا فهو بالفعل مجال يصنع الأمل ويفتح الطريق للمستقبل ويسهم في تقوية عزيمة الدول وإرادتها طالما امتلكت الصبر والعلم والإيمان بما تنوي تحقيقه وبما يحمله من عوائد وفوائد للبشرية جمعاء.
وقد لفت انتباهي وأعجبني أنه في أول رسالة التقطها «مسبار الأمل» بعد ابتعاده عن كوكب الأرض بمليون كلم في عمق الفضاء، وهي صورة لوجهته للكوكب الأحمر التقطت بأجهزة تتبع النجوم الملحقة بأجهزة الملاحة الفضائية للمسبار؛ علق صاب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ـ رعاه الله ـ قائلا «ما أوسع الكون.. ما أعظم الخلق.. وما أقرب الخالق»، وهي رسالة ملهمة لشعوب العالم أجمع تبرهن على قوة إيمان قيادتنا الرشيدة بما تقوم به الإمارات من دور علمي رائد يسهم في تقدم البشرية وتحضرها، فالإمارات تمتلك أجندة وأهدافا واضحة للتنافسية العالمية في المجالات التنموية كافة، وتتحرك في هذا الاتجاه بثقة وإرادة وقوة الأمل التي يجسدها هذا المسبار الذي يسبح الآن في الفضاء ساعيا لتحقيق مجد علمي يسجل للإمارات والعرب جميعا.
salemalketbiar@