مشعل أباالودع

إردوغان وإقحام الصومال في الصراع الليبي

السبت - 25 يوليو 2020

Sat - 25 Jul 2020

إردوغان دخل في القارة الأفريقية منذ سنوات في ظل تهميش دولي وعربي للقارة السمراء، واستطاع أن يجد له مكانا في أفريقيا ومنها الصومال التي تحولت إلى دولة يسيطر عليها الأتراك، ونجح إردوغان في عمل قواعد ومدارس عسكرية فيها، والسيطرة عليها اقتصاديا بالتنقيب عن الثروات أمام سواحل الصومال في البحر الأحمر وسيطر على الموانئ والمطارات، وهناك علاقات تجمع تركيا وحركة الشباب الصومالية التي سوف تستخدمها في الصراع الليبي، بالإضافة إلى إقحام الجيش الصومالي من الذين تدربوا في القواعد العسكرية التركية من أجل أجندة إردوغان في ليبيا.

الصومال اليوم دولة يحتلها الأتراك، وقد كانت بداية التدخل التركي في أفريقيا، وما نجح فيه إردوغان يريد تكراره في ليبيا اليوم بنفس السيناريو من إقامة قواعد عسكرية تركية والتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط أمام السواحل القبرصية والليبية، وسرقة ثروات ليبيا من النفط أيضا، حاول استخدام المرتزقة السوريين في ليبيا لكن يبدو أن هؤلاء خذلوه، وهو مضظر اليوم للجوء إلى إقحام الصومال في الصراع الليبي، ونقل نحو 3 آلاف مقاتل من الصومال إلى ليبيا.

تركيا عام 2017م أقامت أضخم قاعدة عسكرية في الصومال لتدريب الجيش الصومالي، وتطل على المحيط الهندي وتضم مدارس عسكرية كبيرة، وتقوم بتخريج ضباط وضباط صف تم تدريبهم على يد أتراك، وهي تعول اليوم على هؤلاء في الصراع الليبي، إضافة إلى الحركات الإرهابية المتطرفة الأخرى التي تدعمها تركيا في الصومال والنيجر وتشاد ومالي.

وهذا يؤكد صدق الرؤية المصرية التي تدق ناقوس الخطر حول استعانة إردوغان بالإرهابيين الموجودين في القارة السمراء، ومنها جماعة بوكو حرام، وهذه الجماعة أخطر من داعش، وتقتل أعدادا كبيرة في عملية واحدة وهي أشرس من التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، لكن يبدو أن الإعلام الغربي هو الذي كان يثير التخوف من داعش فقط، بينما هناك جماعات أخرى أكثر شراسة في أفريقيا، لكن الدول الكبرى ركزت فقط جهودها على تنظيم داعش ومواجهته، ولذلك الجميع مسؤول عن ضرورة وضع حد لمواجهة أفعال إردوغان الصبيانية التي سوف تشعل المنطقة بمزيد من الأزمات والصراعات، وتحول ليبيا إلى بؤرة جديدة لتجميع الجماعات الإرهابية المتطرفة من جميع أنحاء العالم.

تحركات إردوغان السريعة وسط عدم تحرك دولي جاد من المجتمع الدولي تضع علامات استفهام كثيرة وتساؤلات حول المستفيد مما يغعله إردوغان، وهل عجزت الدول الكبرى عن إيقاف إردوغان عند حده؟!

إقحام الصومال وتوريط الجيش الصومالي في الصراع الليبي سوف يؤدي إلى صومال جديدة في ليبيا.