منصور الشلاقي

وداعا .. صالح الشيحي.!

الاثنين - 20 يوليو 2020

Mon - 20 Jul 2020

لم تعد أخبار الموت تغيب عنا لحظة واحدة، كل يوم نسمع ونقرأ أخبار الموت، ونشاهد من حولنا حالات العزاء والمواساة في أناس رحلوا عنا، ولكن بعض أخبار الموت مؤلمة جدا، وقاسية أشد القساوة، حتى وإن لم يكن ذاك الشخص الميت قريبا أو صديقا أو زميلا.

بالأمس غادرنا الكاتب الوطني المخلص "صالح الشيحي" ابن المحافظة الشمالية الجميلة "رفحاء" بعد معاناة شهرين مع المرض الذي لم يمهله للعودة إلى محبيه، وإمساك قلم "الوطنية" من جديد بعد غياب ثلاث سنوات عن عموده الصحفي المتميز في أخيرة "الوطن" الذي اشتهر وتميز وأبدع في كتابته وطرحه سنوات ليست بالقليلة، ولكن غادرنا أبو حسام دون استئذان، ليفجعنا موته ليلة الإثنين مودعا هذه الحياة دون عودة، في خبر محزن اقض مضاجع مئات الآلاف من متابعيه ومحبيه الذين صعقوا من هول الصدمة، بعد أن كانوا ينتظرون خروجه من مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، والعودة إلى محافظته "رفحاء" للالتقاء به ومصافحته بعد انتهاء جائحة كورونا.

رحمك الله أيها الرجل الصالح النزيه "صالح الشيحي" فقد كنت مثالا حيا لكل مواطن صالح محب لدينه ووطنه وقيادته الرشيدة، فلم تكن يوما مساوما على حب وطنك، بل كنت أنت من يزرع حب الوطن والقيادة في نفوس كل من يتابعك ويقرأ لك، وتميزت بحبك لفعل الخير للجميع، ولذلك كنت أنت من يقدم مصالح الناس على مصالحه الشخصية، وساهمت في إيصال أصوات الناس من كل مناطق الوطن إلى من يهمه الأمر، وحاولت جاهدا إنهاء معاناتهم وحل مشاكلهم بواسطة (قلمك) النزيه الذي لم يعرف يوما النفاق أو التملق أو المجاملة أو حتى البحث عن مصلحة شخصية لنفسك، ولكنك جعلت من قلمك متحدثا باسم المواطن الضعيف الذي لا يعرف طرق الوصول إلى المسؤول، فكنت أنت صوته الذي يحمل همه ومعاناته بكل أمانة، وجعلت من قلمك الجريء (واسطة) خير بين المواطن والمسؤول؛ فـ "حلت" على يديك بعد توفيق الله مشاكل كثيرة، وتحركت جهات مشكورة، وتجاوب مسؤولين مع ما تكتب وتطرح، حتى انتهت معاناة كثيرة لمواطنين بعد أن أوصلت أصواتهم بأمانة، وتحدثت نيابة عنهم في زاويتك الشهيرة بكل صدق.

وداعا أيها المخلص.. فرحيلك لم يكن رحيلا عاديا، كان خبر وفاتك (الخبر الفاجعة) على كل من يعرفك ومن لا يعرفك، فمنذ الدقائق الأولى لإعلان خبر وفاتك ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ولم تهدأ لحظة، ونعوك وهم مذهولين من هول الفاجعة، ولكن عزاؤنا فيك أنك من أهل الخير بإذن الله.

وداعا نقولها بألم ونحن نودعك بحزن، ولكن هذه إرادة الله فوق كل إرادة ولا اعتراض على قدره، فليست "رفحاء" وحدها من تبكيك؛ ولكن الوطن كله يبكيك، لقد تصدر وسم (صالح_الشيحي) الترند في تويتر لساعات طويلة، كانت كل تغريدة مليئة بالحزن والألم، وأجمع المغردون على الدعوات لك بالرحمة والمغفرة، والحديث عن صفاتك وأخلاقك النبيلة ومواقفك المشرفة معهم، ومنهم من استعاد شيئا من كتاباتك ولقاءاتك التلفزيونية وكأنهم يقولون ذهب (صوت الوطن).. وداعا صالح!

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال