مجموعة العشرين برئاسة السعودية تتبنى مبادرتين نوعيتين للحفاظ على البيئة

السبت - 18 يوليو 2020

Sat - 18 Jul 2020





محمد الجدعان
محمد الجدعان
أكدت السعودية أن مجموعة العشرين برئاستها تبنت مبادرتين نوعيتين ترتبطان بالبيئة، الأولى تتعلق بتخفيف التصحر وزيادة المسطحات الخضراء، والأخرى تتبنى مفهوم الاقتصاد الدائري الكربوني، مما سيكون له أكبر الأثر في الحفاظ على البيئة واستدامة الموارد.

جاء ذلك في كلمة المملكة التي قدمها وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلف محمد الجدعان، خلال المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة الذي ينظمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة خلال الفترة 7 - 17 يوليو 2020.

وقال «ما يقف بيننا وبين العالم الذي نحلم به هو ما نعتقد ونؤمن. ونحن في المملكة نؤمن بأن ما يمر به العالم بسبب جائحة كورونا هي فرصة تاريخية، ولكن هل سنستغلها؟ ومما لا شك فيه أن العالم بعد هذه الجائحة لن يكون كما كان عليه في السابق».

وأوضح الجدعان أن جائحة كورونا قد تسببت في التأثير سلبا على جوانب الحياة اليومية في جميع أنحاء العالم، وكان لها التأثير المباشر على الصحة والاقتصاد والتوظيف وسلاسل إمداد الغذاء، في حين أنها خلقت فرصة ثمينة لإعادة بناء النظام الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ليكون أكثر استدامة، ويجعل الإنسان محورا له.

وأشار إلى أن هناك درسا واحدا يجب تعلمه من هذه الأزمة، وهو الحاجة إلى التعاون المشترك وتضافر الجهود العالمية لإيجاد حلول فعالة لمواجهة التحديات الحالية في ضوء التغيرات السريعة والمفاجئة التي أعاقت التقدم المرجو لتحقيق الرفاه الاجتماعي والازدهار الاقتصادي والنماء البيئي.

تسريع الإجراءات

وقال الجدعان إن اهتمام المنتدى هذا العام بـ «تسريع إجراءات العمل وانتهاج مسارات التحول: لتحقيق عقد كامل من الإنجاز والعمل من أجل التنمية المستدامة» يأتي متسقا مع التزام المملكة بالمضي قدما نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي تتواءم مع رؤية المملكة 2030 وخططها الوطنية بشكل جوهري بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وأبان أنه على الصعيد الاجتماعي، ومنذ بداية تفشي فيروس كورونا، عملت المملكة بلا تردد على جعل صحة الإنسان أولوية قصوى، وذلك بالمحافظة على سلامة المواطنين والمقيمين، من خلال توفير جميع التدابير الصحية والاحترازية للوقاية من فيروس كورونا ومنع انتشاره، وذلك وفق توجيهات حكيمة من قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي أكد أن المملكة مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الجائحة، والحد من آثارها، مستعينة بالله تعالى، ثم بما لديها من إمكانات.

مبادرات عاجلة

وأردف: أما في المجالات التنموية الأخرى فإن المملكة استجابت بشكل سريع لمواجهة الأزمة باتخاذ إجراءات عاجلة على أصعدة عدة، فقد اعتمدت الحكومة السعودية مبادرات عاجلة لمساندة القطاع الخاص، ولا سيما المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مستهدفة الأنشطة الاقتصادية الأكثر تأثرا بتبعات هذه الجائحة، بالإضافة إلى رفع قدرتها على التكيف مع المتغيرات السريعة عن طريق تسخير الوسائل والتقنيات الرقمية لتقديم الخدمات الأساسية كالتعليم عن بعد وتيسير إنجاز الأعمال والخدمات الحكومية عن بعد.

وأفاد الجدعان بأنه قد ساهمت الاستراتيجيات الوطنية في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات والاستثمار في البنية التحتية الرقمية في التصدي للتحديات التي أوجدتها هذه الأزمة والتخفيف من حدتها، إذ يعد هذا الأمر أساسيا لبناء مجتمعات مرنة قادرة على الصمود.

خارطة للاستدامة

وأكد أنه على الجانب البيئي الذي يعد الأقل تضررا من تبعات هذه الجائحة، فإن المملكة مستمرة في تعزيز إجراءاتها المتعلقة بالتغير المناخي ضمن توجهها نحو التنفيذ الكامل لاتفاقية باريس، حيث انضمت المملكة للاتفاقية الإطارية للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، والذي يضم 121 دولة حول العالم، كما حققت المملكة السعر الأكثر تنافسية على مستوى العالم لتوليد طاقة الرياح.

وقال إن السعودية تمضي قدما في وضع معالم بارزة لـ «مشروع خارطة الطريق للاستدامة بالمملكة»، يأتي في مقدمتها وضع التنظيمات المؤسسية وإيجاد البيئة اللازمة لتمكين جميع أصحاب المصلحة من أداء الأدوار والمسؤوليات المناطة بهم، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يتوافق مع الأولويات الوطنية.

روح التعاون

وأبان أنه في هذا العام 2020 تقود المملكة جهود مجموعة العشرين بروح التعاون العالمي، وتسعى جاهدة للتوصل إلى توافق في الآراء، وتحقيق نتائج ملموسة بشأن القضايا الحاسمة المتعلقة بالبشرية واستدامة موارد كوكب الأرض، مشيرا إلى أن الرئاسة السعودية ستقوم بتوجيه العمل نحو «تحقيق الفرص في القرن الحادي والعشرين للجميع»، مع التركيز على ثلاثة أهداف رئيسة (تمكين الناس، وحماية الكوكب، وتشكيل الآفاق الجديدة من خلال الاقتصاد الرقمي وتوظيف التقنيات المبتكرة).

وأعرب الجدعان عن شكره للدول التي قدمت استعراضها الوطني الطوعي لهذا العام، لما تضمنته من قصص النجاح ودروس مستفادة في مجال التنمية المستدامة، معلنا أن المملكة العربية السعودية ستشارك بعرضها الوطني الطوعي الثاني خلال المنتدى القادم عام 2021م بعنوان «خارطة الطريق للاستدامة - برؤية وطنية وشراكات عالمية».

الأكثر قراءة