جائحة الاضطراب والقلق
الثلاثاء - 14 يوليو 2020
Tue - 14 Jul 2020
مرت ستة أشهر وتزيد منذ بدأت جائحة كوفيد 19، وما زلنا نعيش وسط جو الشائعات وأحاديث المؤامرات ومشاركات التعازي التي ازدحمت بها وسائل الإعلام الرقمي، فالكل متعطش للمعلومات، ومندفع، دون تبصر، بنشر كل ما قد يشي بأنه سبيل للنجاة من الخطر.
ونحسب أن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو انخراط الإعلاميين القسري في موضوعات تختص بمجالات الطب والصحة العامة من أجل تغطية أخبار الوباء، مما جعلهم يتدافعون للتبشير بعلاجات مكتشفة أو بحوث جارية أو لقاحات تمت تجربتها.. الخ، دون أن يكون لهم دراية كافية للإبلاغ عن مثل هذه الموضوعات العلمية بشكل نقدي أو منهجي موثوق فيه، الأمر الذي أدى إلى إثارة الاعتراضات العلمية وسوق الحجج المضادة، ومن ثم زيادة الاضطراب والقلق.
ثمة من قام بدراسة تعتمد على تقنية البيانات الضخمة لقياس مدى الضغط الإعلامي الذي واكب انتشار فيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، اعتمادا على متغيرين: كمية الأخبار التي نشرت عن الفيروس من جانب، ونبرة هذه الأخبار - أي كونها تفاؤلية أو تشاؤمية - من جانب آخر. وتم في هذه الدراسة تحليل دلالات جميع المواد الإخبارية التي نشرت عبر الانترنت في وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، والتي كان موضوعها فيروس كورونا المستجد. وذلك من خلال تحليل أكثر من 80 ألف منشور إخباري عبر الانترنت بأكثر من 100 لغة في 170 دولة.
وقد أظهرت الدراسة ارتباطا واضحا بين زيادة الضغط الإعلامي وأعداد الحالات الجديدة المصابة بالفيروس، حيث وجد أن هناك مزيدا من التغطية الإعلامية السلبية في الدول التي كانت أكثر تضررا، بينما كانت النبرة الإعلامية أكثر تفاؤلا مع انخفاض عدد الإصابات.
وفي السياق نفسه، كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور رئيس في نشر المعلومات المغلوطة عن علاجات شعبية ونظريات مضللة، فضلا عن التسابق لنشر نعي المتوفين من المعارف والمشاهير بسبب الجائحة، وهو ما زاد بدوره من الاضطراب والقلق.
وقد تم في إحدى الدراسات تحليل مشاركات سكان إحدى المدن الأمريكية في مواقع التواصل الاجتماعي، بغرض تقييم المخاوف ورصد الحالة النفسية الناشئة عن انتشار الجائحة. فتم حساب عدد تكرارات الكلمات الدالة على المؤشرات العاطفية (مثل القلق والاكتئاب والسخط والسعادة) والمؤشرات المعرفية (مثل المخاطر الاجتماعية والرضا عن الحياة) في هذه المشاركات للمجموعة نفسها مرتين: مرة قبل أسبوع من الإعلان عن الجائحة، ومرة ثانية بعد أسبوع من الإعلان عنها.
وعند مضاهاة نتائج المرتين، وجد أن هناك زيادة في العواطف السلبية، مثل القلق والاكتئاب والسخط، بسبب الجائحة، بينما انخفضت درجات العواطف الإيجابية مثل السعادة والرضا عن الحياة.
لقد أصبح الناس يعيشون جائحتين، جائحة المرض التي يخشى الكل فيها على نفسه وأحبابه، وجائحة أخرى من الاضطراب والقلق على الصحة والحياة والمستقبل، لا يسلم منها أحد إلا من رحم الله.
[email protected]
ونحسب أن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو انخراط الإعلاميين القسري في موضوعات تختص بمجالات الطب والصحة العامة من أجل تغطية أخبار الوباء، مما جعلهم يتدافعون للتبشير بعلاجات مكتشفة أو بحوث جارية أو لقاحات تمت تجربتها.. الخ، دون أن يكون لهم دراية كافية للإبلاغ عن مثل هذه الموضوعات العلمية بشكل نقدي أو منهجي موثوق فيه، الأمر الذي أدى إلى إثارة الاعتراضات العلمية وسوق الحجج المضادة، ومن ثم زيادة الاضطراب والقلق.
ثمة من قام بدراسة تعتمد على تقنية البيانات الضخمة لقياس مدى الضغط الإعلامي الذي واكب انتشار فيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، اعتمادا على متغيرين: كمية الأخبار التي نشرت عن الفيروس من جانب، ونبرة هذه الأخبار - أي كونها تفاؤلية أو تشاؤمية - من جانب آخر. وتم في هذه الدراسة تحليل دلالات جميع المواد الإخبارية التي نشرت عبر الانترنت في وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، والتي كان موضوعها فيروس كورونا المستجد. وذلك من خلال تحليل أكثر من 80 ألف منشور إخباري عبر الانترنت بأكثر من 100 لغة في 170 دولة.
وقد أظهرت الدراسة ارتباطا واضحا بين زيادة الضغط الإعلامي وأعداد الحالات الجديدة المصابة بالفيروس، حيث وجد أن هناك مزيدا من التغطية الإعلامية السلبية في الدول التي كانت أكثر تضررا، بينما كانت النبرة الإعلامية أكثر تفاؤلا مع انخفاض عدد الإصابات.
وفي السياق نفسه، كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور رئيس في نشر المعلومات المغلوطة عن علاجات شعبية ونظريات مضللة، فضلا عن التسابق لنشر نعي المتوفين من المعارف والمشاهير بسبب الجائحة، وهو ما زاد بدوره من الاضطراب والقلق.
وقد تم في إحدى الدراسات تحليل مشاركات سكان إحدى المدن الأمريكية في مواقع التواصل الاجتماعي، بغرض تقييم المخاوف ورصد الحالة النفسية الناشئة عن انتشار الجائحة. فتم حساب عدد تكرارات الكلمات الدالة على المؤشرات العاطفية (مثل القلق والاكتئاب والسخط والسعادة) والمؤشرات المعرفية (مثل المخاطر الاجتماعية والرضا عن الحياة) في هذه المشاركات للمجموعة نفسها مرتين: مرة قبل أسبوع من الإعلان عن الجائحة، ومرة ثانية بعد أسبوع من الإعلان عنها.
وعند مضاهاة نتائج المرتين، وجد أن هناك زيادة في العواطف السلبية، مثل القلق والاكتئاب والسخط، بسبب الجائحة، بينما انخفضت درجات العواطف الإيجابية مثل السعادة والرضا عن الحياة.
لقد أصبح الناس يعيشون جائحتين، جائحة المرض التي يخشى الكل فيها على نفسه وأحبابه، وجائحة أخرى من الاضطراب والقلق على الصحة والحياة والمستقبل، لا يسلم منها أحد إلا من رحم الله.
[email protected]