أحمد الهلالي

جياد الدبلوماسية السعودية في مضمار إيران!

الثلاثاء - 14 يوليو 2020

Tue - 14 Jul 2020

الخناق يضيق على رقبة الدكتاتور خامنئي، ويستمر الضغط بما يشل قدراته على التفكير المنطقي، فالدهاء والمكر اللذان اشتهرت بهما الدبلوماسية الإيرانية لم تطل مضاميرهما، حتى كلّت جيادها بعدما استهلكت كل الأكاذيب وأساليب الخداع، فخارت قواها، وعادت كل الحراب التي ألقاها خامنئي من وراء جدر الدبلوماسية إلى صدره، ولم يعد جدارها المزيف يحميه!

نشوة توقيع أوباما على الاتفاق النووي أنست النظام الإيراني أكاذيبه السابقة، وأنسته الجدار الذي كان يفعل كل الشرور من خلفه، فكشر عن أنيابه قبل أن ينتج القنبلة النووية التي بدّد كل مقدرات الشعب الإيراني والشعوب المخدوعة المجاورة من أجل امتلاكها، فزاد ضراوة أذنابه المسمومة المزروعة في خواصر الوطن العربي، فأصبح الحديث باسم خامنئي مباشرا في العراق ولبنان واليمن وسوريا، وأصبح عملاؤها يلوحون بالأعمال العسكرية والتخريبية في وجه أوطانهم دون حياء ولا مواربة.

تهاوى جدار الدبلوماسية الإيراني منذ إحراقها السفارة السعودية في طهران، ووعد ووفى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمقولته الشهيرة: (سننقل المعركة إلى الداخل الإيراني)، وها هي رحاها تعصف بالإيرانيين في عقر دارهم، وقد أصبحت المضامير العالمية مشغولة بجياد الدبلوماسية السعودية التي بسطت أكاذيب النظام الإيراني، وفندتها تحت أنظار العالم، واستطاعت إقناعه بالمنطق والأدلة والبراهين بما يحيكه النظام الإيراني للمنطقة والعالم، فكان إلغاء الاتفاق النووي أول صفعة حقيقية، ثم زيادة خناق العقوبات الاقتصادية، ثم توالت النكبات في الداخل والخارج، حتى شح دعمها لأذنابها الجوعى فازدادوا جوعا، وأصبحت تشكيلات الحرس الثوري وأذنابها العربية تحت مرمى النيران الإسرائيلية في سوريا، ولم تجرؤ على الرد ولو مرة واحدة، وقد امتلأت سلال وعودها بالقتلى والجرحى وهي ما تزال (تحتفظ بحق الرد)!

إيران تتهاوى، والأدلة أكثر وأشهر من حصرها، فاستهدافها لأرامكو دليل ضعفها الحقيقي، ثم عجزها عن الرد على مقتل سليماني، سوى بمسرحية الصواريخ الخمسة الهزلية على قاعدة عين الأسد كوباني العراقية، وتعمدها أن يعلم الأمريكيون بذلك خشية أن تحرجهم بقتلى، فتجبرهم على الرد من جديد، ثم إسقاط الطائرة الأوكرانية، ثم زيادة نشاط الحوثيين أخيرا في إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية على المناطق المدنية السعودية، كل هذه تشير إلى كلال النظام الإيراني وعجزه دبلوماسيا.

أما الانفجار الداخلي للشعب الإيراني الجائع، فإن أيام تحكم الباسيج وقمعه للشعب باتت معدودة في ظل تردي الأوضاع المعيشية، والانتشار المريع لفيروس كورونا، وإن استطاع الكاظمي استعادة السيادة العراقية على المنافذ وحصر السلاح بيد الدولة، فستكون الثورة على الدكتاتور خامنئي قاب شهرين أو أدنى.

من جهة أخرى فقد توالت أخيرا الانفجارات والحرائق في المنشآت النووية والعسكرية والصناعية، وحالة التكتم الإيراني وعدم تفسير الأمر تدل على فداحته، وإسرائيل أو أي دولة أو جهة معتبرة لم تتبنَ تلك التفجيرات، مما جعل الأمر بالغ التعقيد، لكن حديث خامنئي شخصيا عن خلافات بين السلطات الثلاث أخيرا يومئ إلى اتجاه آخر، ويوجه النظر إلى الداخل الإيراني، فلا يستبعد أن تكون تلك الانفجارات بفعل خلافات القادة الإيرانيين، وضيقهم بسياسة (القنبلة النووية) التي جرت بلادهم وشعبهم إلى ويلات الجوع والمرض والتخلف والنبذ العالمي، وكل ذلك لم تلتفت إليه أطماع الملالي، ورغبتهم الشديدة في النفوذ والسيطرة على المنطقة.

@ahmad_helali