عبدالرحمن العليان

قطر والبحث عن الحل للمقاطعة

السبت - 11 يوليو 2020

Sat - 11 Jul 2020

ما زالت قطر تبحث عن حلول لأزمتها الخليجية خارج الإقليم، وما زال يرى مستشاروها من العربان والمتنفعين من وجود الأزمة أن الضغط الإعلامي وشراء الأصوات الإعلامية وتوجيه الشركات الإعلامية والصحفية وشركات العلاقات العامة الخاصة نحو استحداث القصة والخطوط الإعلامية والتقارير المضللة ضد الدول الخليجية والعربية؛ يمكن أن تحقق مكسب المصالحة دون أن تحقق قطر شروط الدول العربية والخليجية في تصحيح مسارها نحو سياق يضمن سيادة وأمن دول الخليج بشكل تكاملي، ويضمن الأمن القومي العربي ويقف ضد مشاريع التدخلات الإقليمية والدولية على التراب العربي.

لم تنفع قطر حتى الآن مسارات المكايدة والمناكفة السياسية والاقتصادية والأمنية التي أصبحت تشكل تهديدا أمنيا على قطر أكثر من جيرانها في حل أزمتها، ولم تجد مناشداتها مع الإدارة الأمريكية المستمرة والحلفاء في الغرب في إنهاء مقاطعة الدول الخليجية والعربية شيئا حتى الآن، ولم تُجد مراوغتها للجهود الصادقة لأمير دولة الكويت حفظه الله لأنها ما زال لديها أمل في العودة لما قبل الأزمة بدون الالتزام بشروط دول الخليج.

تعاملنا بصدق وبشكل شفاف مع قطر خلال مراحل سابقة، ففي عام 2013 - 2014 حدثت أزمة سميت أزمة سحب السفراء، وعدت قطر جميع دول الخليج ومن خلال اتفاقية مكتوبة بتلبية مطالب الدول الخليجية التي وقعت من قيادتها، ومع الأسف عاد السفراء على الأرض ولم تعد النية القطرية في تطبيق ما اتفق عليه وتعهد به قادتها.

تعاملنا بصدق مرات عدة ومن خلال تعهد الشيخ تميم بن حمد أمام قادة ورؤساء وأمراء الخليج في شروط ومبادئ هي لأمن الخليج ووحدة الخليج ورخاء الخليج، وإبعاد كل ما يهدد أمننا واستقرارنا ومكتسباتنا.

كل دول الخليج عمقها واحد وأمنها واحد، وسيادتنا واحدة لأننا نسكن معا في الجوار نفسه ونحمل المبادئ نفسها ونتكلم اللغة نفسها، وبيننا روابط من العلاقات الأسرية والاجتماعية والقبلية التي تجعل العمل الاستراتيجي لدولة قطر ممتدا ومتسقا، ويحمل قوته ومداه من قوة العمل الخليجي والعربي ومشاريعه الموحدة، والتي تجعل أمننا وتنميتنا ضد أي تدخل أو تشتيت من أي طرف خليجي ضد أي دولة.

شروطنا هي التي وقع عليها الشيخ تميم في الكف عن دعم المنظمات الإرهابية والأفراد الذين يشكلون تهديدا أمنيا لدول الخليج، شروطنا أن تكف الدوحة عن دعم بعض الأقليات والأفراد في زعزعة أمن دول الخليج، كالذي حدث في السعودية والبحرين والكويت، حيث توقفت هذه الأحداث بعد المقاطعة! شروطنا أن يكون لدى قطر إعلام غير موجه لاستهداف المنظومة الخليجية والعربية ودعم الدول الإقليمية في مشاريعها في استهداف أمننا وعمقنا العربي، شروطنا أن تكف الدوحة عن دعم معارضي دول الخليج وتجنيسهم ودعم أدواتهم الإعلامية، في مشهد لا يمت بصلة إلى الجوار والروابط بين الخليجي وأخيه الخليجي.

إذا كان هذا كله تدخلا في سيادة قطر فأين هي السيادة اليوم في هذا التماشي مع المشروع الإيراني والتركي؟ والذي من خلال المنطق والمنطق فحسب كان يتوجب أن يكون من خلال العمل في السياق الخليجي والعربي من أجلنا معا كمنظومة توحدها الأرض واللغة والمصير.

أين هي قطر الآن؟ هي مختطفة من العربان وبعض المتنفعين.. والله المستعان.