عبدالله محمد الشهراني

نهار نصّار

الأربعاء - 08 يوليو 2020

Wed - 08 Jul 2020

في الحقيقة هناك شخصيات أتردد كثيرا في الكتابة عنها، أرى أنه من الصعب أن تستطيع مساحة المقال أن تنقل للناس إنجازات وتاريخ تلك الشخصيات. وأجد صعوبة أخرى أيضا في اختيار العنوان المناسب للمقال. واليوم نحن أمام مثال لا يمكن لمقال أو حتى عدة مقالات أن تحصر إنجازاته وتاريخه العظيم. حتى العنوان وجدت نفسي حائرا في اختياره، بين طيار الملوك «سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله، سلطان.. رحمة الله عليهم»، أو أصغر طيار في العالم يقود طائرة نفاثة، أو أول قائد طائرة «كابتن» سعودي، أو أصغر طيار في العالم يعبر المحيط الأطلسي بطائرة نفاثة، أو أول طيار سعودي يقوم برحلة بالطائرة حول العالم. وانتهيت أخيرا إلى أنه لا يوجد أفضل من اسم هذا الرجل ليكون عنوانا للمقال.

نعم سبقني كثيرون ممن سطروا كلمات تليق بهذه الشخصية العظيمة، لكني أريد أن أسلط الضوء على نقطة مهمة، وهي أن على هذا الجيل أن ينظر إلى ما قدمه الرواد من تضحيات وما واجهوه من تحديات عظيمة لا تقارن بالأوضاع الحالية بأي شكل من الأشكال، كانت الإنجازات والسمعة الطيبة المحصلة لتلك التضحيات التي ما زلنا نلمس أثرها حتى اليوم. لم يكن أبونواف «الكابتن نهار نصار» مجرد قائد طائرة، بل كان الملهم والقدوة للجيل الذي أشرف عليه عام 1959، هذا ما ذكره الكابتن أحمد مطر والكابتن أحمد سايس وبقية زملائهم الذين كان يشرف على تدريبهم الكابتن نهار نصار.

إن الشركات العظيمة تقدر الوقت ولا تسافر من دولة إلى أخرى إلا لفائدة وأمر في غاية الأهمية، وهذا ما كان يحدث مع الكابتن نهار. كان ممثلو شركتي بوينج الأمريكية ورولز رويس البريطانية يأتون إلى جدة لأخذ رأيه الفني في منتجاتهم.

في حوار صحفي أجرته مجلة «الجمهور الجديد» اللبنانية مع مشرف الصيانة في الخطوط السعودية آثر ليبلان، أراد الصحفي أن ينال من الكابتن نهار، فرد عليه «ليبلان» قائلا «كن على ثقة أن الكابتن نهار يتفوق على كثيرين من الطيارين الأجانب من حيث الخبرة ورباطة الجأش والمهارة والإقدام، وأنا شخصيا عندما أسافر ويكون هو وراء مقود الطائرة، أنام مطمئنا طوال الرحلة». لقد أصبح الكابتن نهار لاحقا هو من يختبر ويقيّم الطيارين الأمريكيين، وقصته مشهورة عندما اضطر إلى اعتبار أحد الطيارين الأمريكيين راسبا بسبب أدائه. كل هذا وغيره لم يحدث لأن نهار أصغر أو أول طيار، بل لأنه تفرّد بميزة أجمع الناس عليها، فبجانب خبرته كطيار كان «قارئا نهما» في كل علوم الطيران، وهذا ولا شك درس مهم للمبتدئين.

يقول «بات ميرفي» في مقالة نشرت في صحيفة «أريزونا ريببليك» عام 1974: أروع ما في أعمال شركة الخطوط السعودية هو أن الغالبية من طياريها السعوديين، الذين تتزايد أعدادهم كل يوم، هم أبناء جيل لم يكن يعرف قيادة السيارة.

إن الجيل الحالي الذي يقود قطاع الطيران أمام إرث عظيم، أسست بنيانه شخصيات عظيمة لم يكن متوفرا لها عُشر ما هو متوفر الآن، وحري به - وأعني الجيل الحالي - أن يكون امتدادا حقيقيا لأسلافه العظام.

ولد في مدينة الخبر عام 1936

إنجازاته

  • أصغر طيار في العالم يقود طائرة نفاثة.

  • أول قائد طائرة »كابتن« سعودي.

  • أصغر طيار في العالم يعبر المحيط الأطلسي بطائرة نفاثة.

  • أول طيار سعودي يجري رحلة بالطائرة حول العالم.

  • لقّب بـ »طيار الملوك«.

  • توفي في مدينة جدة عام 1994


@ALSHAHRANI_1400