أمل السليم

قيادة القادة

الاثنين - 06 يوليو 2020

Mon - 06 Jul 2020

شغل منصب القيادة قد يتطلع له البعض فقط لممارسة السلطة، حيث يشبعون رغبتهم بالسيطرة وإصدار الأوامر على المرؤوسين، فتجدهم يعيشون في أبراجهم ويختزلون معنى القيادة في إصدار قرار فردي وتوقيع لامع.

هذا النوع من السلوك القيادي قد يرسم لك هيبة مصطنعة لكن ينزع الثقة من الفريق، لكن ما هي الثقة المقصودة؟ ذكر لنا جاك ويلش عن الثقة أنه (بوسعي أن أعطيك تعريف المعجم لتلك الكلمة، لكنك لن تعرفها إلا حينما تشعر بها)، الثقة تكتسب من ممارسات القائد اليومية التي تتضمن الشفافية والمصداقية والالتزام بالوعود وتحفيز الآخرين واحترامهم والعمل على تحقيق أهدافهم، هنا تولد الثقة.

كل معاني القيادة من إلهام وتأثير لن تتحقق إلا بوجود الثقة، وإذا فقدت أصبح قائد منصب والقيادة بالنسبة له وظيفة على مكتب فاخر، لذلك احرص كقائد أولا على بناء الثقة وحافظ عليها بينك وبين فريقك لأنها لو هدمت لن تعود.

الفريق لا يحتاج إلى كلام معسول حتى يعطيك الثقة، يحتاج أن يرى نتائج وأفعالا تترجم معنى الثقة، فهناك من يأتي بأكفأ موظفين ويستقطبهم بوعود واهية، وعند العمل يجدون ممارسات أبعد ما تكون عن معنى التمكين والتفويض والمشاركة الذي يعزز لديهم مفهوم الثقة.

الثقة ليست أن أصدق كلامك وأعزز لقرارك وأصفق بحرارة لكل كلماتك فحسب، تأكد أنت كمسؤول كلفت بمكانك ليس لتتباهى، وإنما لتخدم الآخرين فخدمتهم هي أساس عملك، وهي من نصبك في موقعك القيادي، وهذا أساس القيادة الخادمة التي تؤكد أنك وضعت لخدمة الناس، فأول من يجب أن يرى خيرك هم فريقك فهم سندك وداعمك لأي نجاح، صغيرا كان أو كبيرا تعلم أن تطعمهم المعاني السامية كن كريما معهم لا تبخل، فلا ثقة لبخيل لأنه ضنين بعلمه وعمله وكلامه فلا أمان معه.

بناء الفريق وصناعة القادة من مهام القادة العظماء، فالفريق الذي يملك أكفأ اللاعبين هو الذي يفوز عادة لكن لا يكون ذلك إلا بالاستمرارية والمداومة على تطوير أداء الفريق.

لو نظرنا حولنا نجد أن أغلب البرامج التدريبية في بعض الشركات والمؤسسات لا تعطي نتائج مساوية لتكلفة البرامج، هذا ما ذكر في مقال بمجلة هارفارد «THE GREAT TRAINING ROBBERY»، يجب أن يقف القائد على جودة تلك البرامج ومخرجاتها، وليس تحقيق ساعات تطوير لإدراج ذلك في ملف التقييم السنوي فحسب.

يجب أن يكون تطوير الموظفين حدثا يوميا، فاليوم الوظيفي مليء بالخبرات والممارسات التي تثري الموظف، ودورك كقائد أن تبتكر طرقا تحفيزية وخططا مدروسة لتطوير الموظفين بشكل مستدام، وهذا من أهم الطرق لبناء الثقة بالقائد القادر الذي يمنحه الموظفون من التطوير والتمكين القيادي، فهو ليس منافسا لهم وثقته بنفسه وبفريقه عالية لذلك كان من أولوياته تطوير الموظفين. دائما أكرر ما يقوله ماكسويل بأن القيادة هي تأهيل مزيد من القادة، وذلك لا يكون إلا لقائد القادة الحقيقي.

أخيرا هناك نصائح لنجاح قيادة القادة أهمها:

1. اعترف بنقاط قوة فريقك وامنحهم الأمان وفرصة القيادة، فاعترافك بحاجتك لقدراتهم هي أول خطوة.

2. امنحهم المسؤوليات التي تفوضها لهم بشكل تدريجي.

3. تفويض السلطة وليس المسؤولية فحسب.

4. كن قدوة وتحمل مسؤولية تطويرهم كقائد.

5. امنحهم الاحترام والتقدير لإنجازاتهم حتى يصبحوا أكثر ثقة بقدراتهم.

SleemAmal@