هدايا تميم لإردوغان بدأت بطائرة وانتهت بمليارات

صحيفة فرنسية تكشف أسرار العلاقات الخاصة جدا بين قطر وتركيا تثبيت مشاعل حرارية إسرائيلية تحت جناحي طائرة الرئيس التركي ضابط تركي ينسق العمل المخابراتي في الدوحة ويشرف على العمليات تعاملات خاصة بين وزارة الدفاع في الدوحة وصهر إردوغان
صحيفة فرنسية تكشف أسرار العلاقات الخاصة جدا بين قطر وتركيا تثبيت مشاعل حرارية إسرائيلية تحت جناحي طائرة الرئيس التركي ضابط تركي ينسق العمل المخابراتي في الدوحة ويشرف على العمليات تعاملات خاصة بين وزارة الدفاع في الدوحة وصهر إردوغان

الاثنين - 06 يوليو 2020

Mon - 06 Jul 2020








لقاء سابق بين إردوغان وتميم بن حمد                              (مكة)
لقاء سابق بين إردوغان وتميم بن حمد (مكة)
لم يتوقف القطريون كثيرا عند خبر إهداء أميرهم تميم بن حمد طائرة بوينج 747 للرئيس التركي المتغطرس رجب طيب إردوغان سعرها مليار دولار، وكانوا يدركون أن المبلغ يبدو تافها جدا مقارنة بالهدايا اللاحقة التي تجاوزت عشرات المليارات.

ملف الهدايا الثمينة التي تذهب من طرف واحد فقط، والعلاقات الحميمة التي تربط قطر وتركيا منذ ثلاث سنوات، تحولا إلى تحقيق موسع ومثير نشرته صحيفة الفيغارو الفرنسية، ونقلت «العربية نت» تفاصيله.

كشف الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو تفاصيل مهمة عن الهدايا المليارية، وذكر في البداية بالهدية القطرية القيمة التي تلقاها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قبل سنوات، والتي كانت عبارة عن طائرة بوينغ 747 قدمت له بسخاء من قبل حليفه أمير قطر، كرمز لتعزيز الشراكة القطرية التركية التي غيرت الموازين في سوريا وليبيا.

وبحسب مصدر سويسري فإن الطائرة التجارية التابعة للخطوط الجوية القطرية، والتي وصلت في 11 ديسمبر 2017 إلى مطار بازل – مولوز الفرنسي السويسري، زادت قيمتها أكثر من الضعف حيث بلغت مليار دولار.

مشاعل إسرائيلية

وبعد بضعة أشهر من هبوط الطائرة في بازل، وصل فريق إلى زيورخ من أجل تسلم مشاعل حرارية مضادة للصواريخ من شركة إلبيت الإسرائيلية، بهدف تثبيتها تحت جناحي طائرة الرئيس التركي، المعروف بمواقفه الحادة من السياسة الإسرائيلية، إلا أنه وبحسب ما أكد جندي فرنسي «ففي مجال الأمن الجوي، إسرائيل لا مفر منها تقريبا، وعندما يتعلق الأمر بحماية قادة العالم لأنفسهم سرعان ما ينسون مبادئهم الرئيسية».

وأكد التقرير أن العلاقات الحميمة بين الدولتين، بدأت منذ عام 2017، وشملت تعزيز التحالف بين الدوحة وأنقرة، وتنسيقا أمنيا ومخابراتيا، ومثل هذا المحور التركي القطري الجديد، الذي يقوم على الدفاع عن «الإسلام السياسي» وتنظيمات الإخوان وغيرها، شرخا في العالم العربي والإسلامي.

جسر جوي

ووفقا لتقرير الصحيفة الفرنسية، هبت قطر لمساعدة حليفتها الكبرى تركيا، بعدما اقتربت عملتها الرسمية (الليرة) من الانهيار عبر إيداع 3 مليارات دولار في البنك المركزي، وعزز الانقلاب الفاشل ضد الرئيس التركي في صيف 2016، تلك العلاقة بين الطرفين. وبعد ذلك بعام، أنشأت أنقرة جسرا جويا مع الدوحة، لتجاوز جيرانها، كما استثمرت قطر مليارات في قطاعي السياحة والمصارف التركية والصناعات التحويلية.

وتجددت الشراكة في 20 مايو الماضي عندما حصلت تركيا، لعدم وجود اتفاق مع الدول الغربية، على مصدر جديد للعملات الأجنبية من قطر، بفضل زيادة التبادلات بين البنوك المركزية في البلدين إلى 15 مليار دولار.

تركي في مخابرات قطر

وأكد التقرير الفرنسي أن هذه الشراكة بين البلدين تمتد إلى مجالات حساسة كالدفاع والاستخبارات والسيطرة على العالم الإسلامي، ولفت إلى أن ضباط المخابرات التركية الخارجية أخذوا مكانهم داخل أجهزة المخابرات القطرية، فقد نقل عن ضابط استخبارات فرنسي على دراية بالخليج، تأكيده قيام ضباط من المخابرات التركية الخارجية بالعمل داخل أجهزة المخابرات القطرية الداخلية والخارجية، والعكس صحيح أيضا، مما يسلط الضوء على تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين. ولفت التقرير إلى أن بعض الدول الأوروبية استفادت من هذا التقارب، خاصة فرنسا التي حصلت على مساعدة من المخابرات التركية في إطلاق سراح الرهائن في سوريا عام 2014، كما استفادت إيطاليا أخيرا من الدعم التركي والاستخبارات القطرية في إطلاق سراح سيلفانا رومانو، التي احتجزت في الصومال من قبل ميليشيات الشباب المرتبطة بالقاعدة، حيث تمتلك أنقرة قاعدة عسكرية في الصومال، وقامت المخابرات التركية بالتواصل مع الخاطفين، في حين قامت الدوحة بدفع الفدية، وفقا للصحافة الإيطالية.

صهر إردوغان

وتتعاون أجهزة التنصت الحكومية التركية والقطرية في سوريا لإدارة الفصائل المتطرفة، المحاصرة في محافظة إدلب التي تريد كل من دمشق وموسكو استعادتها، حيث أوضح التقرير أن أنقرة تحتاج إلى اتصالات القطريين مع المتطرفين لتحقيق هدفها المتمثل في القضاء على الأكثر تطرفا - من المقاتلين الأجانب المرتبطين بالقاعدة - وإعطاء الانطباع للدول الغربية المعنية بالملف السوري بأن بقية الفصائل الأقل تطرفا ستطيعها. ويؤكد التقرير أنه بالإضافة إلى دعمها السياسي والتشغيلي، تستثمر الدوحة بشكل متزايد في الصناعات الدفاعية التركية، فبحسب مجلة Raid تعد وزارة الدفاع القطرية من أوائل عملاء طائرات المراقبة من دون طيار من طراز (Bayraktar TB-2)، وهي من يمول تطوير النموذج القادم للشركة التي يرأسها صهر إردوغان سلجوق بيرقدار، وارتفعت نسبة التمويل القطري لعدد من المشاريع العسكرية، كمشروع شركة BMC التي يملكها إيثيم سانجاك، رجل الأعمال القريب من إردوغان، وأضحت نسبة التمويل 25.1% من قبل عائلة أوزتورك، مقابل 49.9% للقوات القطرية.

عمق استراتيجي

وذكر التقرير أن القاعدة التركية التي تم إنشاؤها في قطر عقب المقاطعة تستضيف ما يقارب 5000 جندي، منهم قوات خاصة ومشاة، ويسمح ميناء قطر العميق لتركيا بالرسو في مياه الخليج، أما الدعم التركي فيزيد من عمق قطر الاستراتيجي، مما يسمح للبلدين بالتدخل في شرق أفريقيا على وجه الخصوص، ففي ليبيا يحارب الدعم الذي تقدمه الدوحة وإسطنبول لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، الدول التي تعارض الفصائل والميليشيات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين.