شاكر أبوطالب

المحتوى الإعلامي هو المستقبل

الاحد - 05 يوليو 2020

Sun - 05 Jul 2020

ممتن لمبادرة وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجدالقصبي بتنظيم لقاء مع نخبة من قادة الرأي والكتاب في الصحافة السعودية، لمناقشة الحالة الإعلامية في المملكة وسبل تطوير الصناعة الإعلامية، والتفكير في مبادرات وبرامج من شأنها الانتقال بالممارسة الإعلامية إلى مستوى أفضل.

وعلى مدار ساعة ونصف الساعة استمع الوزير بكل عناية واهتمام إلى عديد من الآراء والأفكار والملاحظات، وأظهر رغبة قوية في التحرك بالإعلام السعودي إلى الأمام، وأكد بشكل متكرر ترحيبه بالتواصل معه لطرح أي فكرة أو عرض أي مقترح يعود بالنفع على الوطن والبيئة الإعلامية.

هذا اللقاء يقودني إلى الحديث عن ضعف النقد الموجه للإعلام باعتباره خدمة حيوية، وصناعة رافعة للاقتصاد، وأداة مهمة من أدوات القوة الناعمة. وحتى يتطور أداء الإعلام ينبغي العناية بإيجاد حركة نقدية لأداء وسائل الإعلام، من خلال تهيئة الظروف والشروط اللازمة لقيام عمل نقدي واع بأدواته، ومستقل بذاته، ومنضبط في منهجه، يهتم بتحليل البيئة والأداء والخطاب والمنتج، بشكل يسهم في فهم أفضل لمهنة الصحافة والممارسة الإعلامية، ويدعم تطوير أداء العاملين في وسائل الإعلام، ويساعد على تنمية التعرض الواعي لدى الجمهور.

ودون قيام حركة نقدية لوسائل الإعلام، ومراجعة دورية للأداء الإعلامي، فسيستمر الخلل وسنفقد فرص متاحة للتطوير وتحسين الخدمات والمنتجات الإعلامية.

هذه المهمة النقدية يمكن القيام بها من خلال كليات وأقسام الإعلام والاتصال في الجامعات السعودية، وكذلك عبر كراسي الأبحاث الجامعية ومراكز البحوث المتخصصة في مجال الإعلام والاتصال، إلى جانب العمل النقدي المستقل من قبل المتخصصين والمهتمين بالشأن الإعلامي.

وبالعودة إلى لقاء الدكتور ماجد القصبي، فإنه لا يمكن الحديث عن تطوير البيئة الإعلامية دون الحديث عن المحتوى الإعلامي، هذه الصناعة المهمة جدا لامتلاك المستقبل، خاصة مع تنامي الأدوات الإعلامية والتقنيات الحديثة والتطبيقات الالكترونية والمنصات الرقمية والهواتف الذكية، وجميعها في حاجة ماسة وضرورية، بل وجودية، إلى تغذية مستمرة بالمحتوى الإعلامي القادر على الإبقاء على الجمهور، وليس جذبه واستمالته فحسب!

من يمتلك صناعة المحتوى الإعلامي اليوم سيكون له موقع مميز وريادي في رسم المستقبل، والمحتوى الإعلامي بحاجة إلى الاستثمار وبكثافة في التدريب المهني والفني والعملي في مختلف مجالات صناعة المحتوى الإعلامي.

فمع كامل التقدير لكليات وأقسام الإعلام في المملكة، التي تبذل جهود كبيرة لإعداد الطلاب والطالبات وإكسابهم المعارف الإعلامية والاتصالية، ولكن معظم هذه المخرجات الأكاديمية لا تملك أدوات ومهارات صناعة المحتوى الإعلامي، وهذه الثغرة في منظومة الصناعة الإعلامية يمكن سدها بتوفير مرافق تدريبية متخصصة في صناعة المحتوى الإعلامي بكل منتجاته ومضامينه. كما يوفر الاستثمار في التدريب الإعلامي سرعة ومرونة في مواكبة أحدث أساليب وتقنيات صناعة المحتوى الإعلامي.

الوطن بحاجة إلى المبادرة والاستثمار في تنمية المواهب الصحفية والإعلامية لإعداد جيل مهني متخصص في صناعة المحتوى الإعلامي المتعلق بالقطاعات الحيوية في رؤية 2030، ومن ذلك: الطاقة والاقتصاد والثقافة والسياحة والترفيه وغيرها. والاستفادة من مهاراتهم في إبراز الدور السعودي في التجمعات والكيانات العالمية، وأهمها في الوقت الراهن استضافة المملكة لقمة مجموعة العشرين.

shakerabutaleb@