منى سالم باخشوين

(نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم)

الأحد - 03 يوليو 2016

Sun - 03 Jul 2016

لا نحتاج إلى كثير من فلسفة الأمور حين نفكر في محور الإسلام، فهو أن يكون لك قلب يعي تماما أن الدين هو الخير والمحبة والسلام، وهو ليس مجرد أفعال وأقوال، إن لم يكن ذلك من قلب صافٍ موصول بالله ولا تشوبه شوائب تشوهه، تبدأ بالكره أو الأنانية أو الأذى أو الاحتقار أو تخالف الفطرة السليمة التي نولد عليها جميعا.

ليس منطقيا أن نشك الآن في كل معتقداتنا، ولا أن نعيد النظر في انتمائنا الديني وإن كان صحيحا أم به بعض الأمور التي عفا عليها الزمن.

ديننا «صالح» لكل زمان، إذن العيب ليس فيه إذا ما صدر منا ما يشوهه أو ما يخرب علينا حياتنا، أليس هو نفس الدين الذي نتبعه منذ أن بدأ؟ ما يستجد هو آراؤنا التي نزج بها في الدين وعقول بعضنا بعضا والهدف منها إما غير واضح أو هدف بعيد المدى لا خير يرجى منه، أو جهل يبدو وكأنه علم أو سياسات معينة تبقى وتؤثر أو تنتهي ولا تأثير يذكر.

إنما الذي يدعوني للتساؤل هو لماذا ونحن في هذا العصر من التطور المعرفي ما زلنا نتخبط فيما يصلح لنا وما لا يصلح؟ ديننا واضح جلي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فكيف لا نعرف الآن ما يصح وما لا يصح؟ وإن استجدت أمور لم تكن في بداية ظهور الدين، فلم لا يجتهد علماؤنا ويحسموا الأمر؟ وبعلمائنا أقصد العالم الدارس للدين وللحياة، الواسع الأفق الخالي من ترسبات قد تفسد عليه تفكيره وحكمه، وليس كل من أراد الاجتهاد اجتهد وأفتى.

مشاكلنا التي نواجهها ليس السبب فيها الدين، وإنما فهمنا وتطبيقنا وعاداتنا التي نحيا بها ومناهجنا التي ندرسها وكيف ندرسها ورغباتنا وتوجهاتنا السياسية وتقاعسنا عن البحث وعدم درايتنا بطرقه السليمة.

عندما نواجه مشكلة في مجتمعنا تتكرر، فليس معنى ذلك أنها نتجت عن سبب واحد فقط، فقد تكون نتيجة عدة أسباب، أين خبراؤنا عن معرفة سبب المشكلة وتحليل ذلك والإتيان بالحلول؟ ما فائدة كل ما نقدمه من دعم للعلم والعلماء إذا لم يستطيعوا فهم مشاكلنا التي تهدد أمننا وراحتنا، وإذا لم يجدوا لها حلا وتركوها تتفاقم وتركونا نتخبط في التخمين والتنظير؟

إن كانت هناك مشكلة تجعلنا نخرج عن إطار مجتمعنا المسالم ونقتل ونتهم بعضنا ونفقد رغبتنا في التعايش مع الاختلاف، وأن يقف علماؤنا مكتوفي الأيدي أمام ذلك ولا يقدموا حلولا، فلن يتغير ما نحن فيه ونشتكي منه إلا للأسوأ.

الحلول لا تأتي من فراغ، ومعالجة الداء لا تحدث بالتمني وكثرة الشكوى، مشكلة كمشكلة تطرف البعض وقتله لأسرته كيف نتركها بدون أن يحللها عالم ويقدم حلولا ونستمع إليه ونحترم ما يقول ونقيمه ونبدأ بالتنفيذ إذا ما كان ممكنا؟



[email protected]