كيف زيف الإخوان الدين وسمموا العقول بالأكاذيب؟

أحلوا قتل المتظاهرين الذين يقفون في وجه طغيانهم ويخالفون رأيهم كريمة: شككوا في تراثنا وثقافتنا وارتكبوا أم الجرائم جمعة: فكر الإخوان أبعد الكثير من الشباب عن الدين علام: الإلحاد زاد في العالم بسبب أفكارهم الشيطانية
أحلوا قتل المتظاهرين الذين يقفون في وجه طغيانهم ويخالفون رأيهم كريمة: شككوا في تراثنا وثقافتنا وارتكبوا أم الجرائم جمعة: فكر الإخوان أبعد الكثير من الشباب عن الدين علام: الإلحاد زاد في العالم بسبب أفكارهم الشيطانية

الثلاثاء - 30 يونيو 2020

Tue - 30 Jun 2020

أجمع علماء دين ومفكرون على أن منهج جماعة الإخوان الإرهابية يقوم على نشر الأكاذيب والأفكار المتطرفة، وأكدوا أنهم يستخدمون الدين ذريعة للوصول إلى السلطة وتحقيق مآرب تنظيمهم العالمي الذي يعمل على نشر الفوضى والخراب بين الشعوب.

ورصدت صحيفة «أخبار اليوم» المصرية رأي عدد من العلماء في تقرير كشف عن استخدام الجماعة الإرهابية نظام «دس السم في العسل»، لتشوه الحقائق مرة وتزيفها تارة أخرى والتلاعب بعقول الشباب، واستغلال حاجة الفئات المهمشة.

وقال القرير إنهم سعوا خلال فترة ظهورهم في مصر وعدد من الدول العربية على التستر خلف قناع الدين، بهدف تحقيق مصالحهم وتكفير من يخالفهم في الرأي، وقاموا في بعض الأحيان بتغيير ما يدعو الدين إليه، الأمر الذي تتسبب في إلحاد كثير ممن صدقوا أكاذيبهم.

أحلوا القتل

وذكر التقرير واحدة من بين أبرز الفتاوى التي أثارت شكوك بعض من تأثروا بالجماعة الإرهابية، عندما خرج مفتيهم، عبدالرحمن البر، ليبيح قتل المتظاهرين والخارجين على حكمهم على اعتبار أنهم «بلطجية» قائلا في فتواه «يجب دفع الاعتداء بالقوة اللازمة لدفعه دون زيادة، فإذا أمكن دفع الصائل أو البلطجي مثلا بالصياح والاستغاثة لم يكن له أن يدفعه باليد، وإن كان في موضع لا يلحقه الغوث دفعه باليد، فإن لم يندفع باليد دفعه بالعصا، فإن لم يندفع بالعصا دفعه بالسلاح، فإن لم يندفع إلا بإتلاف عضو دفعه بإتلاف عضو، فإن لم يندفع إلا بالقتل دفعه بالقتل، ويكون دم المعتدي في هذه الحالة هدرا».

وقال التقرير «عندما سقطت الأقنعة وظهر الوجه الحقيقي للإرهابية، وبعد إيمان البعض بأن الإخوان هم الدين، انهارت كل معتقداتهم ما دفعهم لترك الدين كرها في الجماعة الإرهابية، لأنهم صدقوهم وساروا خلفهم وفوجئوا بأنهم رمز للدمار والخراب وسفك الدماء، وهذا ليس بدين».

زيادة الإلحاد

وقال الدكتور شوقي علام، مفتى مصر، إن نسبة الإلحاد زادت في مصر بالفعل، وخصوصا عقب العام الذي سيطرت فيها جماعة الإخوان على الحكم، بسبب تشويههم للدين باستخدامهم شعارات مثل «الإسلام هو الحل»، وتشويش أفكار الشباب.

وأوضح أن إعادة الملحدين إلى المنظومة مرة ثانية يحتاج إلى جهد كبير، وهو ما تقوم به دار الإفتاء الآن من أجل معالجة التشوهات الفكرية التي طالت الشباب المصري عقب حكم جماعة الإخوان، كما تقف ضد الفتاوى التي يصدرها عناصر جماعة الإخوان الموجودين في قطر وتركيا، وتوضيح صحيح الدين الإسلامي الذي يدعو إلى البناء وليس الهدم والحفاظ على الروح الإنسانية وليس قتلها.

فكر إرهابي

ورأى وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، أن فكر الجماعات الإخوانية الإرهابية ركز على السمع والطاعة والولاء بشكل أعمى، وتفسير أحاديث الخلافة والتمكين تفسيرا وفق الهوى وتوظيفها أيديولوجيا، واعتماد هذه الجماعات على الشكل دون الجوهر.

وأشار الوزير في تصريح سابق له إلى أن هذه الأمور دفعت بالكثير من الشباب للبعد عن الدين بسبب آراء هذه الجماعات الإرهابية، ورأى الدكتور مختار جمعة أن سبل الرد عليهم والتصدي لآرائهم يكمن في تجديد الخطاب الديني والاهتمام بالخطبة والتركيز فيها على سماحة الدين، بالإضافة إلى إعلانه عن كتاب «الفهم المقاصدي للسنة النبوية» للتصدي لما تروجه هذه الجماعات.

أم الجرائم

وقال أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة، إن جريمة الإلحاد هي أم الجرائم؛ لأنها تنكر وجود الخالق العظيم، ولا تعترف بوجود الله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر والقدر بخيره وشره، حلوه ومره، وهذه الجريمة النكراء كانت موجودة في الماضي، فالله سبحانه وتعالى أخبر عن «الدهريين» في القرآن الكريم، الذين قالوا «ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر»، وهؤلاء يرتبطون بالحياة المادية فقط في الواقع المعاش، ولا يؤمنون.

وأضاف كريمة في تقرير (أخبار اليوم) أن الإلحاد موضوع، وإن تبدلت وتغيرت الأحوال والبواعث، حيث إن الحياة المادية، والاضطرابات النفسية والظروف الاجتماعية، جعلت البعض يشككون في العدالة الإلهية، وفي الأقدار الربانية، وبالتالي تهجموا على الدين.

يشككون في التراث

وقال إن انتشار الإلحاد مرتبط ارتباطا وثيقا بالجماعات المتطرفة، موضحا أن هؤلاء هم الذين يشكون في الدين والتراث والواقع المعاش، لكن من الظواهر المؤسفة أن شيوخ الجماعات المنسوبة إلى الدين كان ولا يزال لها الوزر الأكبر في هذا الجريمة.

وأضاف أن شيوخ السلفية والإخوان تحدثوا عن الزهد والأخلاقيات والورع، بينما تبنوا أفكار التكفير وإقصاء المخالف،وكذلك الانغماس في الحياة الدنيا، وهذا ما يؤكد أن الأفعال تناقض الأقوال، والله نهي عن ذلك.

وأشار إلى أن الشباب قاسوا ذلك بحديث شيوخ الإخوان، لعدم الخبرة والعلم بأنهم مجرد «أصحاب مصالح»، متابعا: عندما تأكدوا من تناقض أفعال الإخوان وأقوالهم، تملكهم الشك، وانقلبوا إلى الشك في الدين أو الانقلاب عليه أو الانفلات منه، ومن هنا جاء الإلحاد.

وتابع: الإلحاد منسوب للإسلام ظلما بسبب تلك الجماعات، وخاصة الإخوان الذين استغلوا الدين لحكم مصر، لقضاء مصالحهم الخاصة، واقتناء العقارات وتضخم الأرصدة المادية وحياة البذخ وشبكات التجارة والبيزنس، وكل هذا جعل الشباب يفقدون الثقة فيهم، وللأسف فقدوا الثقة في الدين.