برجس حمود البرجس

السيرة الذاتية بين الشهادات والمهارات

الثلاثاء - 30 يونيو 2020

Tue - 30 Jun 2020

بعيدا عن الإقرار التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأمريكي ترمب قبل خمسة أيام، والذي يعطي الأولوية في التوظيف لأصحاب المهارات قبل الشهادات، هذا النهج اتبعه كثير من الشركات العالمية أيضا، مثل قوقل وأبل خلال الفترة الماضية. نتحدث في هذا المقال عن سوق العمل، خاصة سوق العمل السعودي ونتحدث عن أنفسنا.

سبق أن كتبنا أننا سنصطدم بمتغيرات تتماشى مع سوق العمل الحديث، وأولها أن الشهادات ليست كل شيء في السيرة الذاتية ولا لمتطلبات الترقيات والمناصب، إتمام العمل بأفضل وجه هو الأهم، سواء من قبل حملة الشهادات أو أصحاب المهارات مهما كانت شهاداتهم.

الشهادات الجامعية والأكاديمية بأنواعها هي الأساس، ولكن يجب أن تكون مقرونة بشهادات اعتماد مهني ومهارات شخصية وإدارية وقيادية وعملية للترقيات والحصول على المناصب، وكذلك للتقديم على وظائف تنفيذية وأعمال وحتى الوظائف الأولية، طبعا كل وظيفة لها متطلباتها الخاصة.

لأي من الوظائف والترقيات الشهادات والخبرات هي أساس السيرة الذاتية، لكنها ليست ما يميزها، التميز دائما يكون بالمهارات والقدرات وإقناع الجهة المتقدم إليها بالأهلية للوظيفة لإنجاز الأعمال على أفضل وجه وبأعلى جودة وبأعلى كفاءة للإنفاق والتكاليف.

عندما نقرأ البرامج التدريبية الإدارية والقيادية في الجامعات العريقة، نجد أن هناك مهارات على مستوى عال، سواء للخريجين الجدد أو للوظائف المتوسطة، وطبعا للوظائف التنفيذية. كذلك موقع «لينكد إن» أكبر موقع عالمي للوظائف وتطوير الموارد البشرية يتحدث عن التميز بالمهارات والقدرات والبرامج المتعلقة.

عند التقديم على وظيفة مثلا لخريج بكالوريوس تخصص «تسويق»، نجد أن البرامج المتاحة كثيرة، والتي يمكن أن تميزه عند التقديم على وظيفة أو الترقية لوظيفة أفضل، مثل برامج: التسويق الرقمي، التسويق عبر برامج التواصل الاجتماعي، إعلانات قوقل، تحليل البيانات التسويقية عبر قوقل وغيره، تسويق المحتوى، الإعلانات المرئية، استراتيجيات التسويق بأنواعه، أخلاقيات التسويق، جمع وتحليل بيانات السوق والمتسوقين، وغيرها من برامج. هذه البرامج لها مستويات - أولي، متوسط، ومتقدم - وتناسب وضع الشخص المعني بالأمر، فهذه البرامج بأي من مستوياتها تميز الشخص وترفع من قدراته الوظيفية.

هناك عنصران مهمان أيضا في السيرة الذاتية أو تقييم الشخص ورفع الترقيات له والتدرج الوظيفي، العنصر الأول هو البرامج التطويرية للشخص في غير تخصصه، مثل التخصصات الأخرى المتعلقة والمهارات العامة المطلوبة للوظائف مثل التخطيط الاستراتيجي وإدارة التغيير وصناعة القرار وحل المشاكل وإدارة فرق العمل، جميع هذه البرامج مهمة لتميز الشخص الموظف والمتقدم على الوظيفة.

العنصر الآخر وهو مهم جدا ويغفل عنه كثيرون، وهو قدرات الشخص وطموحاته للمساهمة في نجاح العمل وتنفيذ المهام الوظيفية على أفضل وجه. ففي هذا القسم يكتب الشخص عن نفسه معبرا عن شغفه لإنجاز العمل مستوفيا جميع الجوانب المتعلقة، ويوضح قدراته على الإصرار والمثابرة والتركيز والسلوك مع الموظفين الآخرين، ومواجهة التحديات أيضا وتخطي الصعوبات في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة والمتوقعة منه من قبل رؤسائه ومديريه.

في سوق مثل السوق السعودي، تكثر الطلبات على الوظائف المتقدمة - أو فوق المتوسطة - لأسباب عدة منها أن غالبية الطلبة يلتحقون بالجامعات ويوجد موظفون من دول أخرى يقلل أيضا من فرص عمل السعوديين، وكذلك طبيعة الأعمال لا تعتمد على التصنيع بل على الاستيراد، وهذا جعل من نسبة «المحتوى المحلي» ضعيفة، مما ساهم في ضعف الوظائف، وبالتالي العمل على تطوير المهارات والقدرات أمر مهم بجانب الشهادات الأكاديمية.

الاعتماد على المؤهلات والقدرات بجانب الشهادات الأكاديمية للحصول على الوظائف أصبح نهجا جديدا تقريبا في جميع دول العالم.

Barjasbh@