تحالف إردوغان والإخوان.. مؤامرات ودسائس وفوضى

موقع عالمي يفضح تدخل الرئيس التركي لتغطية تظاهرات مصر بطريقة منحازة
موقع عالمي يفضح تدخل الرئيس التركي لتغطية تظاهرات مصر بطريقة منحازة

السبت - 27 يونيو 2020

Sat - 27 Jun 2020

يوما وراء الآخر تتكشف تفاصيل الخيانة والعمالة لجماعة الإخوان الإرهابية، وتظهر تفاصيل المؤامرات والدسائس، والتي يمارسها تنظيمها الدولي ضد الأمن العربي، لصناعة الفوضى والدمار في المجتمعات المسالمة.

ومثلما فضحت تسريبات الناشط القطري خالد الهيل المؤامرة التي حاول حاكم المطيري، أحد أذرعتهم بالخليج، تنفيذها بالتعاون مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، كشف موقع «نورديك مونيتور» الإخباري مجموعة من المحادثات الهاتفية السرية للتعاون الشيطاني بين الجماعة والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال التظاهرات التي شهدها الشارع المصري قبل سنوات، والغضب الذي اعتراه بسبب تغطية الإعلام التركي الخاص الموضوعي.

وأكد الموقع السويدي أن التسجيلات تم الكشف عنها أخيرا في إطار تحقيق جنائي بشأن شبكة للجريمة المنظمة في تركيا عام 2013، أظهرت أن إردوغان حاول السيطرة على سرد الوقائع الحقيقية التي حصلت غداة المظاهرات الشعبية التي طالبت بتنحية الإخواني محمد مرسي.

شبكة الجريمة

وأفاد الموقع بأن إردوغان الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء في يوليو 2013، تدخل شخصيا في تغطية شبكة تلفزيونية تركية خاصة للأحداث في مصر، وأمر مديرها بتشغيل محتوى وبرامج مواتية لمؤيدي الإخواني محمد مرسي، وفقا لـ(المرصد المصري).

وأظهرت نسخة المحادثة الهاتفية، التي تم التنصت عليها كجزء من تحقيق جنائي في قضية الفساد وشبكة الجريمة المنظمة في تركيا عام 2013، أن الرئيس التركي حاول السيطرة على السرد الإعلامي للوقائع في مصر.

وذكرت الوثائق أن إردوغان زرع أحد الموالين له في منفذ إعلامي خاص، وأمر آنذاك بالتقليل من شأن الاحتجاجات المناهضة لمرسي في ميدان التحرير في القاهرة، مع التركيز على تظاهرات جماعة الإخوان الإرهابية في ميدان رابعة، مجددا طلبه بتغطية تتماشى مع أهواء شبكة الجزيرة القطرية، التي تتبع خط سياسة تحريرية مؤيدة للإخوان المسلمين.

صفقة شيطانية

ووفقا للوثائق التي تم الكشف عنها، وفي 3 يوليو، وتحديدا عند الساعة 22:13، اتصل إردوغان بـ»محمد فاتح ساراتش»، كبير مديري مجموعة «Ciner Media» التركية الإعلامية، حيث اشتكى إردوغان من تغطية إحدى قنوات المجموعة، «Habertürk» للأحداث في مصر، وانتقد تصريحات الضيف الذي تمت دعوته إلى برنامج نقاش حول تطورات الأحداث، وطلب منه استخدام قناة الجزيرة كمصدر ونموذج لكيفية إدارة الحوارات التلفزيونية المتعلقة بالشأن المصري، وقال ساراتش إنه سيهتم بمطالب إردوغان على الفور.

وتؤكد المعلومات أن ساراتش هو عضو تركي بتنظيم الإخوان العالمي، وتم إحضاره لمجموعة «Ciner Media Group» التركية في 26 ديسمبر 2012، كنائب لرئيس مجلس إدارة المجموعة، وذلك بعد إبرام صفقة سرية شيطانية بين المالك «Turgay Ciner» وإردوغان، بهدف تسخير السياسة الإعلامية والتحريرية لقنوات المجموعة والصحف ومحطات الإذاعة والمواقع الالكترونية التابعة لها؛ لمصلحة رئيس الوزراء التركي آنذاك وحكومته، في مقابل أن يحصل «Turgay Ciner» على مزايا ومصالح في قطاعات التعدين والطاقة وعلى مناقصات الحكومة التركية.

قهر وألم

قال إردوغان وفقا للتسريبات «لماذا لا تتوجهون لميدان رابعة وتنقلون الصورة والحدث من هناك ومن المسجد والشوارع المحيطة؟»، ورد ساراتش معتذرا «سيدي، تم قطع البث، إنهم لا يبثون». غضب إردوغان من الرد وتذمر من ميدان التحرير في القاهرة، حيث كان الملايين من المصريين يحتفلون بإزالة مرسي، وهو ما مثل المزيد من القهر والألم للرئيس التركي.

رد إردوغان «لا، أنت تواصل عرض ميدان التحرير، فأنت دائما تعرض شوارع التحرير».

وعندما قال ساراتش إنه لا يستطيع التواصل مع الناس في ميدان رابعة، أمره رئيس الوزراء التركي باستخدام لقطات من الجزيرة. وسخر في المكالمة الهاتفية من جموع المصريين الذين احتفوا في ميدان التحرير بعزل مرسي وبالحكومة الموقتة والجيش المصري.

وعلى الفور قامت محطة «Habertürk» بتقسيم الشاشة، كما لو كانت تظهر كل المسيرات ولكنها وضعت احتفالات التحرير عن طريق الخطأ في كليهما، مما أحبط إردوغان أكثر. وزعم ساراتش «الآن الجانب الأيسر من الشاشة هو ميدان رابعة»، لكنه اعترض على هذا التأكيد على الفور، قائلا «هذا ليس ميدان رابعة.. ألا ترى، إنهم يطلقون الألعاب النارية هناك في التحرير. فكر في الأمر.. هل يتم استخدام الألعاب النارية في ساحة رابعة من قبل جماعة الإخوان المسلمين؟»، وقال ساراتش إنه سيعتبر طلبات إردوغان أوامر وستنفذها القناة على الفور.

أي نوع هؤلاء؟

وكشفت المحادثة عن تفاصيل أخرى، حيث ظهر اسم الدكتور أشرف عبدالغفار، أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين المصرية وقتها، قال ساراتش لإردوغان «أنا على اتصال بالدكتور أشرف على الفور ... سيدي، سوف أحصل على معلومات فقط من د.أشرف وأتصل به. وسأعتبر هذا أمرا من أوامرك».

في هذه الحلقة النقاشية، ولفترة من الوقت، دار الحديث حول ضيف الحلقة، أحمد أراكجا، أستاذ اللاهوت الذي تحدث عن المشاعر القوية المناهضة لمرسي في القضاء المصري ووسائل الإعلام والسياسة والمجتمع. على الرغم من أنه كان يدافع عن جماعة الإخوان الإرهابية، كان الضيف يحاول أيضا إعطاء صورة عادلة نسبيا للمشهد السياسي والاجتماعي المصري، وهو ما أغضب إردوغان الذي قال لساراتش «انظر، هل استمعت إلى ما قاله أراكجا؟».

وتابع «أي نوع من الناس هؤلاء؟ عيب عليك!»، وقال ساراتش، الذي شعر برعب من غضب رئيس الوزراء، إنه لا يفهم لماذا تحدث الضيف بهذه الطريقة «قمت باستضافته على التلفزيون معتقدا أنه رجلنا». وقال ساراتش في اعتذار، مؤكدا إنه سيطلب على الفور د.أشرف من الإخوان المسلمين في القاهرة لتصحيح هذا الخطأ.

عمليات فساد

وشدد موقع «نورديك مونيتور» السويدي على أن تدخلات إردوغان في السياسات التحريرية للقنوات الخاصة، تكشف مدى ارتباطه بالتنظيم الدولي للإخوان، واستثماره في الجماعة الإرهابية ومدى إحباطه من ثورة الشعب المصري ضدهم، كما يؤكد كيف أن إردوغان وإسلامييه السياسيين كانوا مدفوعين بالتعصب الأيديولوجي على حساب مصالح الأمن القومي التركي.

المثير للدعشة أن ساراتش، الذي تحدث إليه إردوغان، بالإضافة إلى عدد من الأشخاص الآخرين، بمن فيهم بلال نجل إردوغان، مشتبه بهم في التحقيق بعملية فساد، وكانوا موضوع أوامر اعتقال صادرة في 25 ديسمبر 2013 من قبل النيابة العامة.

ومع ذلك، تدخل إردوغان، ومنع تنفيذ أوامر الاعتقال بشكل غير قانوني عن طريق إصدار أمر إلى الشرطة بتجاهل أوامر المدعي العام، ولاحقا تم إبعاد المدعين العامين ورؤساء الشرطة الذين شاركوا في التحقيق.

أرقام مفزعة للإخوان في مصر

1589 عنصرا تحفظت عليهم الشرطة من القادة الخطرين والداعمين.

118 شركة متنوعة قبض على مسؤوليها بسبب نشاطاتها الإرهابية.

1133 جمعية أهلية تعمل بالسر لدعم نشاطات الجماعة أغلقت.

69 مستشفى يمتلكها قادة التنظيم الإرهابي أغلقت.

104 مدارس تابعة للجماعة جرى إغلاقها.

33 موقعا الكترونيا وقناة فضائية أغلقت لتورطها في دعم الإخوان.