السعودية: تركيا تهدد الأمن العربي

المستشار النمساوي للأوروبيين: لا تسمحوا لإردوغان بابتزازكم
المستشار النمساوي للأوروبيين: لا تسمحوا لإردوغان بابتزازكم

الاحد - 05 يناير 2020

Sun - 05 Jan 2020

فيما تزايد الغضب العالمي على التدخل التركي في ليبيا، أعربت المملكة العربية السعودية عن رفضها وإدانتها للتصعيد التركي الأخير في الشأن الليبي، ونددت المملكة بموافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، واعتبرت ذلك انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الصادرة بشأن ليبيا، وتقويضا للجهود الأممية الرامية لحل الأزمة الليبية ومخالفة للموقف العربي الذي تبناه مجلس جامعة الدول العربية قبل أيام.

وأكدت المملكة في بيان أن «التصعيد التركي يشكل تهديدا للأمن والاستقرار في ليبيا وتهديدا للأمن العربي والأمن الإقليمي، كونه تدخلا في الشأن الداخلي لدولة عربية في مخالفة سافرة للمبادئ والمواثيق الدولية».

لم نطلب قوات

من جهته، كشف محمد القبلاوي المتحدث باسم الخارجية الليبية بحكومة «الوفاق» عن أن الحكومة لم تطلب إرسال قوات تركية إلى ليبيا، حتى الآن.

وأضاف القبلاوي، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس، أن ما طلبه الجانب الليبي من تركيا هو إنهاء كافة الإجراءات الإدارية والقانونية، حتى إذا طلبت الحكومة في طرابلس المساندة لا تكون هناك أي عوائق، وأشار إلى أنه حال التصعيد في طرابلس على غرار ما حدث بالأمس من قصف للكلية العسكرية، ستطلب حكومة الوفاق المساندة. وأضاف القبلاوي أنهم لا يهتمون بتصويت البرلمان الليبي ولا ينظرون إليه، مؤكدا أن وزارة الخارجية في حكومة الوفاق وجهت البعثة الليبية في نيويورك لطلب جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن عمليات التصعيد.

ابتزاز إردوغان

وفي الإطار نفسه، دعا المستشار النمساوي زباستيان كورتس إلى اتباع نهج أكثر صرامة في مواجهة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فيما يتعلق بسياسة اللجوء.

وقال كورتس لصحيفة «بيلد» الألمانية في عددها المقرر أن يصدر اليوم «صفقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي لا تعمل بما يكفي، واليونان تستحق دعمنا الكامل».

وأكد المستشار النمساوي أنه يجب ألا تسمح أوروبا لإردوغان بابتزازها، وقال «في بلده (تركيا) يتم اضطهاد أي مختلفين في الرأي على المستوى السياسي، ويتم حبس صحفيين بصورة متكررة، وتركيا تحاول استخدام اللاجئين والمهاجرين كسلاح».

الضغط على تركيا

وردا على سؤال عما إذا كانت هناك حاجة لفرض عقوبات على تركيا، أجاب كورتس «هناك دائما الكثير من السبل، واحد منها أن يعمل من خلال التعاون، والآخر من خلال الضغط. الاتحاد الأوروبي لديه الكثير من الإمكانات، للضغط على إردوغان. ويتعين علينا التفكير فيها أيضا».

وبحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، جاء العام الماضي أكثر من 73 ألف مهاجر من تركيا إلى اليونان بشكل غير شرعي، ويزيد هذا العدد مقارنة بعام 2018، بإجمالي حوالي 23 ألف شخص.

وكان إردوغان حذر أخيرا من احتمال زيادة عدد اللاجئين الذين يتوجهون إلى أوروبا على نحو يضاهي ما كان عليه الحال في عام 2015 بسبب تجدد المعارك في سوريا، لافتا إلى أن اليونان ستتأثر بشدة جراء ذلك، وهدد بشكل متكرر بفتح الطريق إلى أوروبا للاجئين الموجودين في بلده ليقوض الرئيس التركي اتفاقية اللاجئين بين بروكسل وأنقرة التي تم إبرامها في 2016، والتي تنص على السماح بإعادة كل مهاجر وصل إلى الجزر اليونانية بشكل غير مشروع إلى تركيا مجددا، كما أنه من شأن السلطات التركية منع المهاجرين من العبور إلى اليونان بالقوارب.