أرامكو السعودية تستند على إرث 8 عقود من السلامة في مواجهة كورونا

السبت - 27 يونيو 2020

Sat - 27 Jun 2020

منذ بداية تفشي جائحة كورونا المستجد «كوفيد 19»، سارت الخطة الوقائية لأرامكو السعودية في مواجهة الأزمة بخطى واضحة وسلسة على كل الإدارات بما يتناسب مع طبيعة أعمالها، متكئة في ذلك على إرثها الكبير في مجال السلامة والذي يمتد 8 عقود، حيث قررت الشركة وضع العديد من البنود لحماية كوادرها ومرافقها، منها عزل جميع منشآتها التي تقع في مناطق الأعمال لمدة 14 يوما، وإعادة تقييم أعداد الموظفين لتعزيز مبدأ التباعد الاجتماعي، وعدم العودة إلى مقار أعمالهم إلا بعد 7 أيام شريطة إحضار تقرير طبي يؤكد سلامته من فيروس كورونا.

كما استخدمت الكاميرات الحرارية التي تستطيع التقاط حرارة الجسم وتمركزها على مداخل البوابات في المكاتب والمعامل وفي حالة الاشتباه بأي موظف يتم منعه من الدخول، حفاظا على سلامة الآخرين، واستحداث خطة طوارئ في حال الكشف عن أي حالة ورفع مستوى الوعي لدى الموظفين، وإجراء فحوص طبية للموظفين والمقاولين داخل المكاتب باستخدام مقياس يعمل بالأشعة تحت الحمراء.

وألزمت أرامكو المقاولين برفع مستوى الثقافة الصحية لدى كوادرهم بعدة لغات، وإلزامهم باستخدام المعقمات بشكل مكثف، والتوقف عن استخدام المركبات الخاصة والاستفادة من حافلات الشركة التي وفرت بها أجهزة تعقيم عالية الجودة.

وعلقت استخدام طائرات الشركة التي تنقل الموظفين من وإلى جدة وينبع والرياض، في حين تواصل الطائرات نقل الموظفين العاملين في مناطق أعمالها بالمنطقة الشرقية، تحديدا من وإلى الأحساء، الدمام، حرض، خريص، الشيبة، تناقيبب، وتقليل عدد العاملين في الأقسام غير الحرجة، والسماح للموظفين المعرضين لخطر الإصابة أو من لديهم ظروف صحية خاصة والذي يستطيعون العمل عن بعد بهدف تعزيز التباعد الاجتماعي.

وفعلت الشركة خطة «استمرارية العمل» وعمل فرضيات بشكل مستمر، وهي تهدف إلى القدرة على تشغيل مرافق الشركة بأقصى طاقتها في حالة وجود طارئ منع حضور الموظفين، وإلغاء المناسبات في الشركة، والدورات التدريبية، وحصر الاجتماعات بعدد محدود جدا، وفرض الاجتماعات والتواصل عبر التقنية، والحصول على معلومات السفر للموظفين والمقاولين والتوقيع على تعهد الإفصاح عن المعلومات، وتعيين ممرض أو أخصائي فحص الموظفين في كل مرفق للشركة للقضاء على أي حالة محتملة في مرحلة مبكرة، وأثبت تعامل أرامكو السعودية الاحترافي مع أزمة كورونا على أن شعار «السلامة أولا» الذي تتبناه ليس عبارة دعائية عابرة بل نهج تتبعه في مواجهة الأزمة.

وتتمتع أرامكو بتاريخ عريق في مجال السلامة، حيث طورت الشركة سياسات لحماية موظفيها وأصولها للمرة الأولى في أربعينيات القرن الماضي، حين كانت هندسة السلامة الحديثة لا تزال في بداياتها. وخلال سنواتها الأولى، ركزت الشركة على تعزيز مفهوم السلامة الشخصية، وغرس ممارسات العمل الآمنة في قوة عاملة كانت غالبيتها ضعيفة التأهيل ولكن سريعة التطور. وقد تغير ذلك في عام 1940م مع توظيف أول مهندس سلامة، حيث بدأت الشركة على الفور في تطوير ثقافة السلامة التي تعزز أهمية السلوكيات والإجراءات الآمنة.

جزء من الثقافة

أصبحت السلامة جزءا لا يتجزأ من ثقافة أرامكو السعودية، وإحدى قيمها الخمس الأساسية التي توجه كل أعمالها وقراراتها، فيتحلى بها موظفوها في مكاتبهم ومرافق أعمالهم وعلى الطرقات وفي منازلهم، حتى باتت جزءا من أسلوب حياتهم. كما أن السلامة تمثل أولوية قصوى للشركة، تمكنها من تلبية احتياجات العالم لإمدادات الطاقة بموثوقية، وتحقيق التزامها تجاه موظفيها ومقاوليها وأسرهم والمجتمع بأكمله.

السلامة من الأعلى

لطالما آمنت الشركة بأن قيادتها هي المحرك الرئيس لبناء ثقافة سلامة قوية، حيث يقوم «مجلس الصحة والسلامة والأمن والبيئة» بإدارة استراتيجية السلامة والصحة المهنية في الشركة، وتقديم المشورة لجميع مستويات الإدارة، بينما تقوم إدارة منع الخسائر بوضع سياسة السلامة للشركة ومتابعة أدائها في مختلف مؤشرات السلامة.

كل موظف مسؤول

في قطاع يتمحور حول الالتزام بالسلامة، تولي أرامكو السعودية اهتماما خاصا للمسؤولية الشخصية تجاه السلامة. وفي حين تستمر الشركة في تبسيط العمليات وتحسين تقنيات السلامة، فهي تتبع أيضا نهجا واعيا للمحافظة على «التواصل البشري» الذي يعزز القناعة بأن السلامة هي في نهاية المطاف اختيار شخصي.

وفي حين أسست الشركة نظام إدارة السلامة لإدارة المخاطر بشكل منهجي، وهيأت مسؤولية توفير مكان عمل آمن، فإن مسؤولية الالتزام بقواعد السلامة ومتطلباتها لا تزال مسؤولية شخصية تقع على عاتق كل موظف ومقاول. وقد أدركت أرامكو السعودية أن نجاح أي شركة يكمن في نجاح موظفيها، لذلك تبنت هذا النظام منذ فترة طويلة. فبينما تساعد الأنظمة في توفير بيئة عمل آمنة، فإن تحميل كل موظف المسؤولية هو ما يؤسس ثقافة سلامة فعالة، ولذلك منحت الشركة منذ وقت طويل كل فرد الصلاحية لإيقاف أي عمل أو سلوك غير آمن يشهده في أي وقت.

سلامة الجميع

يعمل عشرات الآلاف من المقاولين في مواقع عمل أرامكو السعودية المختلفة، وفي الوقت الذي قد ينظر فيه نظراء الشركة أن هذه الفئة من القوى العاملة هي فئة منفصلة، تعتقد أرامكو السعودية أنه من أجل تحقيق أهدافها للسلامة، فإنه من الضروري اتخاذ نهج يشمل كل القوى العاملة. وتماشيا مع ذلك، يعترف بالمقاولين على أنهم جزء من قوة الشركة العاملة، ويلزمهم الامتثال بنفس معايير السلامة العالمية المتوقعة من جميع الموظفين.

ولا تزال سلامة المقاول محط تركيز رئيس للشركة، حيث تسلط استراتيجية الشركة الضوء على وضع إجراءات مستدامة لتحسين مستوى سلامة المقاول. وتتكون هذه الاستراتيجية من أربعة عناصر رئيسة: دعم المقاولين والتواصل معهم بشكل مستمر، وإجراء تقييمات صارمة للسلامة، واستخدام مقاييس معتمدة لقياس أداء سلامة مشاريع الإنشاء، وتقييم الشركات المقاولة عند اختيار المقاولين لضمان كفاءاتهم في السلامة.

التثقيف بالسلامة

أصبح التثقيف أساسا في رفع مستوى المعرفة والوعي بالسلامة، ليس فقط لدى الموظفين والمقاولين، ولكن أيضا لدى أفراد المجتمعات المحلية. فمنذ إصدار الشركة أول مواد تعليمية للسلامة في عام 1941م، وحتى إطلاق قواعد السلامة الرئيسة بلغات متعددة (وهي مجموعة معينة من السلوكيات في العمل تهدف إلى منع حوادث السلامة) تسعى أرامكو السعودية باستمرار إلى إيجاد طرق جديدة ومبتكرة لتعليم القوى العاملة فيها. وقد أثبت هذا النهج نجاحه بالاستمرار في تحسين أداء السلامة في المجالات الرئيسة حتى تميزت الشركة بأداء أفضل بكثير من المتوسط السائد بين أقرانها في الصناعة.

يظل التثقيف حجر الأساس لتبني الموظفين سلوكيات آمنة، سواء داخل العمل أو خارجه. فتقدم الشركة مجموعة واسعة من برامج التدريب في السلامة والتي تشمل المهارات الرئيسة، مثل اختبار الغازات السامة في الجو، وإجراءات الصيانة للعمليات النفطية والكهربائية، والتعرف على المخاطر، بالإضافة إلى مواضيع السلامة غير الصناعية مثل الوقاية من الحرائق المنزلية والسلامة المرورية.

الإحساس بالانتماء

في أرامكو السعودية، هناك اعتقاد راسخ بأن السلامة لا تقتصر على مكان العمل، ويتضح ذلك في توليها زمام القيادة في عدد من المبادرات المجتمعية. إذ المتوقع من الشركة أن تؤدي دورها في ضمان سلامة المجتمعات المحلية، مثل قيامها بحملات السلامة من الحريق، وزيادة الوعي بالإصابات الرياضية.

وكجزء من اهتمام الشركة بالمسؤولية الاجتماعية، وتماشيا مع التغييرات الأخيرة في قوانين القيادة للجنسين، أنشأت أرامكو السعودية مدرسة رائدة لتعليم السياقة للنساء في الأحساء، وتواصل العمل عن كثب عبر برنامج السلامة المرورية للقيام بدورها في تحسين السلامة على طرق المملكة.

وتكرس الشركة ما تملكه من وسائل تواصل متعددة، كمحطة الراديو الخاصة بها، ومطبوعاتها الدورية ومنصاتها الإلكترونية لزيادة التوعية بأساسيات السلامة عبر جميع شرائح المجتمع.

أبرز إجراءات أرامكو لحماية كوادرها ومرافقها:

  • عزل جميع منشآتها التي تقع في مناطق الأعمال لمدة 14 يوما

  • إعادة تقييم أعداد الموظفين لتعزيز مبدأ التباعد الاجتماعي

  • عدم العودة لمقار أعمالهم إلا بعد 7 أيام شريطة إحضار تقرير طبي يؤكد سلامته من كورونا

  • استخدام الكاميرات الحرارية على مداخل البوابات في المكاتب والمعامل

  • استحداث خطة طوارئ في حال الكشف عن أي حالة ورفع مستوى الوعي لدى الموظفين

  • إجراء فحوص طبية للموظفين والمقاولين داخل المكاتب باستخدام مقياس بالأشعة تحت الحمراء

  • إلزام المقاولين برفع مستوى الثقافة الصحية لدى كوادرهم بعدة لغات

  • إلزام كوادر المقاولين باستخدام المعقمات بشكل مكثف

  • التوقف عن استخدام المركبات الخاصة والاستفادة من حافلات الشركة

  • تعليق استخدام طائرات الشركة التي تنقل الموظفين من وإلى جدة وينبع والرياض

  • تقليل عدد العاملين في الأقسام غير الحرجة

  • السماح للموظفين المعرضين لخطر الإصابة أو لديهم ظروف صحية خاصة بالعمل عن بعد

  • تفعيل خطة «استمرارية العمل» وعمل فرضيات بشكل مستمر

  • إلغاء المناسبات في الشركة والدورات التدريبية

  • حصر الاجتماعات بعدد محدود جدا وفرض الاجتماعات والتواصل عبر التقنية

  • الحصول على معلومات السفر للموظفين والمقاولين والتوقيع على تعهد الإفصاح عن المعلومات

  • تعيين ممرض أو أخصائي فحص الموظفين في كل مرفق لمواجهة أي حالة محتملة مبكرا