انتقادات سياري.. تكشف عن خلاف عسكري في إيران

الخميس - 11 يونيو 2020

Thu - 11 Jun 2020








حبيب الله سياري
حبيب الله سياري
كشفت تصريحات المساعد المنسق للجيش الإيراني وقائد القوات البحرية سابقا، الأدميرال حبيب الله سياري، ضد الحرس الثوري، النقاب عن خلافات عميقة داخل المؤسسات العسكرية في إيران، وحالة غليان وغضب قد تسفر عن انقلاب عسكري محتمل.

ووجه سياري، في لقاء مع وكالة إرنا الرسمية، انتقادات لانخراط الحرس الثوري الإيراني بشكل واسع في المجال السياسي والاقتصادي، مشددا على وجوب عدم اقتحام القوات المسلحة للحياة السياسية.. وفقا لقناة (الحرة) الأمريكية، حيث انتقد تجاهل دور الجيش الإيراني في حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق، خاصة في البرامج الوثائقية المتعلقة بهذا الشأن.

ورغم أن وكالة إرنا سارعت بحذف اللقاء، إلا أن مقاطع فيديو لحديثه انتشرت سريعا على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، ونقلت (الحرة) عن موقع (راديو فردا) تأكيد المحلل السياسي مراد ويسي على أن أسباب غضب الجيش الإيراني تجاه الحرس الثوري، يأتي في مقدمتها حضور الحرس الثوري الإيراني في مجلس الشورى بقوة، علاوة على انتقادات الحرس لدور الجيش في الحرب العراقية الايرانية ضمن الأفلام الوثائقية التي يعرضها التلفزيون الإيراني الرسمي.

ويذكر ويسي سببا ثالثا يتمثل في حصة الحرس الثوري من الميزانية العامة للدولة، والتي تتعدى ميزانية الجيش بنسبة 60 % في ميزانية العام الحالي، إضافة للميزانية الإضافية غير المعلنة، حيث تم تخصيص 200 مليون يورو لفيلق القدس بعد مقتل قاسم سليماني، بهدف المواجهة مع الولايات المتحدة، وأشار إلى سبب رابع، وهو الوجود الكثيف للحرس الثوري في أجهزة استخبارات الدولة مقارنة بوجود الجيش.

وحاول ويسي الإجابة عن سؤال ما إذا كان لدى الجيش الإيراني النوايا للانقلاب على الدولة يوما ما، وقال إنه رغم وجود حالة من عدم الرضا تجاه النظام، فإن الجيش لا يزال تابعا للنظام الإيراني.

وأضاف أن الكثير من قادة الجيش قد انضموا إلى المؤسسة العسكرية بعد الثورة، وقد مرت قيادات الجيش العليا على العديد من الاختبارات التي تضمن ولاءهم للنظام وقياداته، ومن أبرز القادة العسكريين المواليين للنظام، هو رئيس أركان الجيش الإيراني الحالي، عبدالرحيم موسوي، والذي لا ينفك عن الدفاع عن سياسات النظام الداخلية والخارجية في العلن، بل قال إنه ود لو كان قائدا بالباسيج إذا لم يكن ملتحقا بالجيش.

ولم يتسبعد ويسي أن يتحرك الجيش في حالة اندلاع حركة شعبية ضخمة ضد النظام، فالجيش الإيراني لم يوضع في مواجهة المتظاهرين من قبل خلال الاحتجاجات الكبرى السابقة، إذ كلف الحرس الثوري بمهمة قمع الاحتجاجات، فيما اقتصر دور الجيش على حماية مؤسسات الدولة.

وفي ختام مقاله، طرح ويسي سؤالا ترك إجابته للأحداث مستقبلا، وهو ما إذا كان سيتحرك الجيش في حال اندلاع مظاهرات شعبية ضخمة بالتزامن مع معارك داخلية على السلطة بعد وفاة المرشد الحالي علي خامنئي.