الصحفيون يتحدون 11 مهددا صحيا في ميدان كورونا

الخميس - 11 يونيو 2020

Thu - 11 Jun 2020

من جبهات الحروب والكوارث الطبيعية إلى الخطوط الأمامية في الأزمات الصحية، يحتدم العمل الصحفي لنشر الوعي والتصدي للإشاعات ومساندة الجهات المسؤولة، لنقل أحدث معلومات فيروس كورونا، وهو الأمر الذي يضحي من أجله الصحفيون تحت تهديد مخاطر صحية جسدية ونفسية وسلوكية.

وأكد استشاري طب النفس الإكلينيكي الدكتور ماطر الفريدي لـ»مكة» أن تزايد التوتر والصعوبات نتيجة للتجارب غير المعتادة في أزمة كورونا تجعل من الصحفيين فريسة سهلة للضغوط النفسية الخطرة التي تتضح أعراضها فورا، موضحا أنها تختلف في حدتها بين صحفي وآخر طبقا للشخصية وطريقة التفكير وطبيعة العمل الميداني، إضافة إلى تباين عامل التغذية وممارسة الرياضة وساعات النوم.

ضبابية المعلومات

من جهته قال الإعلامي عمار الهندي - مراسل قناة العربية والحدث، وأول صحفي عربي يقترب مسافة صفر لفيروس كورونا تحت سقف حجرة العزل- «إجراء مقابلة مباشرة مع مصاب كورونا والاقتراب منه كان يعني حينها «الهلاك» وسط ضبابية المعلومات في بداية الأزمة، وعدم تسجيل أي حالات شفاء بعد».

ووصف اللحظات التي سبقت دخوله مع فريق التصوير لحجرة العزل بالمرعبة والجميلة في الوقت ذاته، وأضاف «هي لحظات لا تنسى، مرعبة لأنني كنت أفكر في كيفية الخروج أنا والفريق كما دخلنا دون أن تنتقل إلينا العدوى ودون أن نتسبب بعدها في أذية أحد، وجميلة لأننا حققنا هدف الرسالة الإعلامية، و أجبنا على تساؤل مهم يدور في أذهان ملايين المشاهدين؛ كيف يبدو شكل مريض كورونا وهل يختلف عن بقية البشر؟».

ووجه الهندي رسالة لكل من لديه رغبة بأن يكون جنديا في جيش الإعلام العالمي قائلا «لا تقترب من مهنة الإعلام إن كنت لا تجيد المخاطرة، ولا أحد يجيدها بنسبة 100%، كما أن الإعلام عقد وقعته أنت والمشاهد، هو ينتظر معلومة وصورة وأنت عليك أن توفرها له مهما كانت المخاطر».

سلامة الصحفيين

بدورها، حكت المصورة الأمريكية لولا قوميز تجربتها الصعبة في تغطية كورونا التي تسببت في معاناتها صحيا، «كنت أغطي وباء كورونا في الميدان نظرا لعملي كمصورة، حتى بدأت أشعر بأعراض الفيروس فحاولت إجراء الفحص لـ 5 مرات بسبب عدم إتاحة الفحوصات آنذاك، وكان ضيق التنفس والسعال والألم هو أسوء جزء من تجربتي»، مشددة على ضرورة اهتمام غرف الأخبار في جميع أنحاء العالم بسلامة الصحفيين.

من جانبه أوضح مدير هيئة الصحفيين السعوديين بالأحساء، عادل الذكر الله، أن الهيئة ومن خلال المركز الرئيس وفروعها اضطلعت في البداية بتذكير الإعلاميين بحقوقهم وواجباتهم، كما نفذت عددا من البرامج التدريبية واللقاءات الافتراضية وأنتجت عددا من المواد المرئية التي تدعم النواحي النفسية والتثقيفية والتوعوية للعاملين في الخطوط الأمامية.

وأشاد بدور الإعلام الوطني والإنساني الجلي في الجائحة متماشيا مع المراحل الثلاث بداية من التوعية والتعريف بكل ما يتعلق بالفيروس إلى إبراز جهود جميع الجهات ثم تهيئة الشارع للعودة إلى الحياة بحذر، الأمر الذي جعل إعلامنا شريك نجاح لجميع القطاعات باستعداده الدائم وحضوره في الموعد.

المؤثرات الصحية والنفسية على الصحفيين:

  • الخوف من خطر الإصابة بالفيروس نتيجة للتعرض المتكرر في الأعمال الميدانية

  • الخوف من نقل العدوى لعوائلهم وزملائهم

  • عدم ثبات ساعات العمل بسبب ظروف الجائحة المتغيرة

  • القلق من احتمالية انخفاض أجورهم المادية، نتيجة لتداعيات الجائحة الاقتصادية

  • تضاعف ضغوط العمل في تغطية مستجدات كورونا ومتابعة تسارعها

  • اختلاف نمط الحياة المهنية والشخصية

  • القلق من تأثر علاقاتهم بالأهل والزملاء نتيجة للانشغال الدائم في ظل الأزمة

  • المتابعة المكثفة والمفصلة لأخبار كورونا محليا وعالميا وما يعكسه من آثار نفسية

  • الإجهاد في العمل الصحفي تحت أشعة الشمس وفي البيئات المكشوفة والملوثة

  • يزداد القلق من التداعيات الاقتصادية لدى الصحفيين العائلين للأسر

  • التعرض لضغط عاطفي شديد نتيجة لانعزالهم عن أهلهم




أعراض تجاوز التوتر والقلق عن الحد الطبيعي بحسب الفريدي:


  • الغضب الشديد لأسباب تافهة

  • الانفعال السريع

  • صعوبة التركيز

  • الأرق

  • الحلم بكوابيس أثناء النوم

  • النوم أكثر من الساعات الطبيعية

  • الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم

  • فقدان الشهية

  • تناول الطعام بكميات كبيرة

  • تناول الطعام بشراهة وسرعة

  • التغير المتسارع في وزن الجسم

  • تقلبات المزاج المفاجئة




طرق لتخفيف القلق والتوتر بحسب الفريدي:


  • وضع أهداف معقولة لتحقيقها ضمن فترة زمنية محددة

  • التحدث إلى شخص موثوق

  • تفريغ مشاعر القلق بالكتابة

  • تخصيص وقت للتأمل والتخيل الإيجابي

  • تنظيم برنامج متوازن ومناسب للحياة اليومية

  • ممارسة الرياضة

  • أداء تمارين التنفس العميق

  • تناول غذاء صحي ومتوازن