هبة الراشد

استثمروا كورونا واحذروا الأوبئة

الاثنين - 08 يونيو 2020

Mon - 08 Jun 2020

جاءت جائحة كورونا لتعطل دينامكية الاقتصاد العالمي، وترتب أولويات المجتمعات في مختلف الدول، دون النظر إلى فارق بين أتباع الديانات ولا المستويات العلمية والاقتصادية والثقافية، لكن لن ينتهي مرورها المحفوف بالمخاطر إلا بعد أن تمنح الفرص للبعض وتضع المعوقات والعراقيل للبعض الآخر، لكني هنا أقول للجميع: استثمروا جائحة كورونا واقتنصوا ما جاء معها من الفرص، وفي الوقت نفسه احذروا الأوبئة والأمراض على اختلافها، وليكن شعاركم الدائم بين قوسين «الوقاية خير من العلاج».

وتعالوا نفتش معا عن بعض الآثار الإيجابية التي جاءت مع جائحة كورونا، والتي من أهمها أنها أسهمت في تصحيح مسار العلاقات الأسرية، وجعلت بعض من لا يعرف بيته أمام حالة إجبارية للتعرف على البيت، فصارت البيوت بيوتا لا منازل، وكما يقول الإنجليز هناك فرق بين البيت والمنزل.

قبل أزمة كورونا كان هاجس استقبال الضيوف هو المسيطر عند الشروع في بناء المنازل، وبعد تجربة الحجر فإن الهاجس الذي سيفكر به كل من سيشرع في بناء بيت بعد هذه الأزمة هو الوفاء بمتطلبات الأسرة بدلا من الحرص على صالات استقبال الضيوف.

وساهمت فترة الحجر المنزلي في إعادة ترتيب الأفكار المشوشة لدى الكثير من الناس، كما أعادت ترتيب الأولويات، ومنحت فرصا وافرة في مجال التدريب وتطوير المهارات المهنية، وازدهر قطاع منصات التعليم والتدريب الالكتروني، فضلا عن أن الجائحة ساهمت بشكل واضح في إقبال كبار السن على التعامل مع التكنولوجيا ورفعت مستوى مهاراتهم التقنية.

وأظهر الرجل مهارة جاء بها من خارج صندوق التوقعات السائدة، بخلاف الصورة النمطية المتعارف عليها سابقا، وأقصد بذلك مهارة الطبخ والتفنن في إعداد وتقديم الأطباق بصفتها مفاجآت غير معتادة، وذلك ضمن العديد من مظاهر ما يعرف بمصطلح الفعاليات المنزلية التي قربت الآباء من الأبناء والأزواج من الزوجات، وأعادت القرب بين أفراد الأسرة.

اليوم بعد هذه التجربة لا بد أن كل ذي بصيرة سيحافظ على المكتسبات التي لم يكن له أن يحصل عليها قبل الجائحة، وسيتخلص من الأخطاء التي دأب عليها دون أن التنبه إلى مخاطرها، والتي منها حالات التباعد الأسري، والأنماط الاستهلاكية الخاطئة، على أن يستمر الحذر من كل مسببات الأمراض والأوبئة، واستشعار أهمية تطوير الذات واستثمار البيت في بناء أسرة مترابطة.

@HebahAlRashed