استكشاف ثراء إرث العلا عبر العالم الافتراضي

الاثنين - 08 يونيو 2020

Mon - 08 Jun 2020

سخرت الهيئة الملكية لمحافظة العلا التقنيات الرقمية لتوفير جولات في العالم الافتراضي للسياح في مختلف أنحاء العالم عبر الإنترنت، لاستكشاف تلك الأماكن، والاستمتاع بمشاهدة ثراء إرث العلا، خلال فترة وجودهم في المنازل، وذلك عبر المعارض الرقمية التي تستخدم التقنية ثلاثية الأبعاد.

ويأتي ذلك في إطار جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا، لإتاحة الأماكن الأثرية، والتعرف على التاريخ العريق للعلا، ومع الظروف الحالية التي تفرضها جائحة «كورونا» في العالم، إذ أطلقت الهيئة في ديسمبر 2018 برنامجا للمسح الأثري والتراثي في العلا بالتعاون مع «مؤسسة فن جميل» لتعلم كيفية استخدام أحدث تقنيات المسح الأثري، التي تسمح بإعادة إنشاء نسخ رقمية دقيقة ونماذج ثلاثية الأبعاد لتفاصيل التراث الصغيرة غير المنقولة مثل النقوش، وكذلك المعالم والمباني الكبيرة، من أجل بناء نماذج من المواقع التاريخية غير المفتوحة للزوار، والحفاظ على تراث العلا.

تجربة افتراضية

وبعد انتهاء عملية النسخ تأتي خطوة توفير تجربة افتراضية عبر موقع الكتروني لـ»المتحف الحي» باستخدام العدسات الرقمية ومقاطع الفيديو 360، حيث سيتمكن المتصفحون عبر الإنترنت في كل أنحاء العالم من الاطلاع والاستمتاع بجولة في العالم الافتراضي لاستكشاف الأماكن الأثرية والتعرف على التاريخ العريق لمحافظة العلا، وذلك عبر المعارض الرقمية التي تستخدم تقنية ثلاثية الأبعاد. وهذا ما تعمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا على تحقيقه في الفترة المقبلة.

وفي عام 2018، استفاد من التدريب 15 شابا وفتاة من أبناء العلا، حيث أتيحت لهم الفرصة لاكتساب مهارات رقمية جديدة في مجال المسح التصويري.

وفي المرحلة الثانية من برنامج التدريب التي عقدت في عام 2019، استفاد الشابان عبدالرحيم صقير، وجوهرة البلوي في أسبوعين من تدريب مكثف في إسبانيا لاكتساب أهم المهارات التي تمكنهم من استخدام أحدث تقنيات القرن الواحد والعشرين في توثيق التراث، وهو المسح التصويري.

كما استفادا من تجربة فريدة ومثيرة للغاية، حيث تعلما أحدث أساليب المسح التصويري، وكيفية استخدام البرامج المخصصة لهذه التقنية الرائعة، وهذا ما أثار شغفهما في الاستمرار والتوسع في المجال من خلال تطبيق ما تعلموه في أرض الواقع، ومشاركة تجربتهم مع أبناء وبنات العلا، بالإضافة إلى المهارات التي اكتسبوها في المسح التصويري، وذلك من خلال تقديم برامج ودورات تعليمية لتوعيتهم بكيفية استخدام هذه التقنية بالطريقة الصحيحة.

ونوهت رئيسة قطاع التراث والآثار بالهيئة الملكية لمحافظة العلا ريبيكا فوت بمجهودات الهيئة في الكشف عن التراث الثقافي الاستثنائي والمحافظة عليه وحمايته والاحتفال به مع العالم، عبر برامج المسح الأثري ليصبح تراث العلا متاحا عالميا، بتسليط الضوء على ثقافات وممالك العلا القديمة وأهميتها من خلال التبادل الثقافي الذي حدث على مدى آلاف السنين.

نمو الاقتصاد التراثي

وستسهم هذه المبادرة في التنمية الاجتماعية ونمو الاقتصاد التراثي في العلا، حيث إنه من ضمن أهداف الهيئة إنشاء مركز للتميز في المنطقة لتدريب أبناء العلا ومساعدتهم لاكتساب الخبرة وتوظيفها في مجتمعهم لتنمية المعرفة وخلق فرص واعدة، بهدف تطوير ساكني العلا والارتقاء بجودة حياتهم، وتحقيق الازدهار في منطقتهم، من خلال تنمية المجتمع الذي هو أساس الازدهار وبداية التقدم، وهو ما تحرص الهيئة الملكية لمحافظة العلا على القيام به، تماشيا مع أهدافها الاستراتيجية الـ12 المعلن عنها في ميثاق العلا والتي تضع مواطني ومقيمي العلا ضمن أهم المشاريع التطويرية في المحافظة.

التجديد والتنمية

وتركز الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وهي الجهة الحكومية التي تأسست بموجب مرسوم ملكي في يوليو 2017، في أولوياتها على حماية وإعادة تنشيط محافظة العلا، المدينة التي تقع على بعد 1100 كلم من الرياض، في الشمال الغربي للمملكة، وتتضمن مساحتها الشاسعة التي تغطي 23،301 كيلو م2، واديا من الواحات الخضراء، وجبالا شاهقة من الحجر الرملي، ومواقع ثقافية قديمة تعود إلى الحضارتين اللحيانية والنبطية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد. وتعد العلا من أول مواقع المملكة المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

ومن مهام الهيئة الملكية لمحافظة العلا كذلك تنفيذ عملية التجديد والتنمية المستدامة في المنطقة.