عبدالله قاسم العنزي

قاعدة: استخدام القوة بعد السيطرة على المتهم جريمة

الاحد - 07 يونيو 2020

Sun - 07 Jun 2020

إن العالم اليوم يراقب الأحداث التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية بسبب مقتل الشاب جورج فلويد، ورغم اعتقال الشرطي واتهامه بالقتل غير العمد إلا أن مشهد موت فلويد لا يزال يتصدر عناوين الأخبار بسبب التحولات الخطير في الشارع الأمريكي لأن حجم أعمال الشغب لم تكن متوقعه أن تخرج بهذه الصورة.

وبالتأكيد أن أمريكا تعيش تحديا أمنيا خطيرا، ولا سيما أن الأحداث التي تشهدها هي ضد ممارسات بعض أفراد أجهزة الأمن تحديدا واتهام أفرادها بالعنصرية ضد بعض الأقليات.

والذي أود أن أتحدث عنه بهذه المناسبة أنه يصعب مقارنة مجتمع بآخر من حيث الظروف على أي صعيد كان، ولا أستطيع أن أقارن بين المجتمع السعودي والمجتمع الأمريكي - على سبيل المثال - ولا أقارن بين رجل الأمن السعودي ورجل الأمن الأمريكي، فهنالك فرق شاسع وبون كبير تحكمه ضوابط ومبادئ مختلفة تماما عن الأخرى، فرجل الأمن السعودي أو رجل السلطة بوصف عام يتمتع بأخلاقيات عالية وآداب رفيعة من خلال التزامه بالأنظمة والتوجيهات، وقد شاهدها العالم خاصة فيما يقدمه رجل الأمن في خدمة الحجاج، فالصور خير شاهد، وكم من رجل أمن حمل حاجا آسيويا أو أفريقيا على كتفيه حتى يوصله المكان الذي يريد، وغير ذلك من الأعمال الإنسانية التي لا أستطيع حصرها أو تصويرها كمشهد أخلاقي في هذا المقال.

أعود وأقول بأن القبض كموضوع إجرائي من الموضوعات الحساسة التي ناقشتها كل القوانين، لما يتعلق بحقوق وحريات الإنسان التي كفلتها الدساتير والمواثيق الدولية، ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

والشرارة التي سعرت بالهشيم هي طريقة قبض رجل الأمن على الشاب ذي الأصول الأفريقية، لاعتباره أفرط في استخدام القوة، مما أدى إلى موت المتهم، والقاعدة الجنائية التي هي موضوع مقالنا تقول «إن استخدام القوة بعد السيطرة على المتهم جريمة»، بمعنى أنه يحق لرجل السلطة حال تمت مقاومته من المتهم أن يسيطر عليه بالقوة التي تكفل ضبط الموقف، وحال تمت السيطرة على المتهم فإنه لا يجوز إيذاؤه معنويا أو جسديا إطلاقا، لأن القضاء هو الذي يتولى أمره ويطبق عليه القانون.

إن استخدام القوة للقبض على المتهم له ضوابط، فليست القوة غاية يقصدها رجل الأمن ليثبت سلطته، إنما هي وسيلة لتنفيذ إجراء القبض حال كان هنالك موجب نظامي.

ولنكن عقلاء وندرك أن إفلات المجرم من العقاب لا يضير العدالة بقدر ما يضيرها الافتئات على حريات الناس أو الاعتداء عليهم بطريقة خارجة على حدود القانون، وما حدث في أمريكا غير مقبول، ووضع الحكومة الأمريكية في موقف محرج ليس أمام الشعب الأمريكي فحسب، بل أمام العالم بأسره!

شروط استخدام القوة للقبض على المتهم كإجراء أمني:

  • أولا: أن يمتنع المتهم عن تسليم نفسه لرجل السلطة والانقياد معه حال كان هنالك موجب للقبض نظاما.

  • ثانيا: أن تكون القوة هي الطريقة الوحيدة للقبض على المتهم.

  • ثالثا: أن يكون استخدام القوة في حدود تنفيذ إجراء القبض .




expert_55@