مشعل أباالودع

أمريكا والديمقراطية والفوضى

السبت - 06 يونيو 2020

Sat - 06 Jun 2020

تشتعل المظاهرات والاحتجاجات في 40 ولاية أمريكية بعد مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد على يد الشرطة، وهو ما أثار الغضب الذي يتابعه العالم هذه الأيام في أكبر دولة الولايات المتحدة التي توصف بأم الديمقراطية في العالم، لكن ماذا فعلت الديمقراطية في الولايات المتحدة؟ وإلى يتجه المشهد الأمريكي؟

بلا شك أن ما يحدث اليوم في الولايات المتحدة نتيجة الديمقراطية التي كانت تتخذها الإدارت الأمريكية السابقة حجة للهجوم على الدول العربية وإسقاط أنظمتها، واليوم تعاني أمريكا من هذه الديمقراطية التي أدت إلى الفوضى، وعمليات النهب، والسلب التي تشهدها الولايات الأمريكية، والتي حدثت في العالم العربي إبان ثورات الخراب العربي التي كانت برعاية نظام الملالي بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما.

مقتل مواطن أمريكي على يد الشرطة جريمة بلا شك، ولا أحد يختلف على أن الشرطي الذي قتل جورج فلويد مذنب، ويستحق المحاكمة لأنها جريمة. لكن لا أحد يرضى بالفوضى، وعمليات السرقة والتخريب للاقتصاد التي تحدث في أكثر من ولاية أمريكية رغم تعهد الرئيس الأمريكي ترمب بمحاكمة الشرطي، وتحقيق العدالة.

الديمقراطية سلاح ذو حدين ولها أنياب، وغالبا تؤدي إلى الفوضى لأن هيبة الدولة تسقط مع خروج البلطجية والفوضويين والمجرمين تحت مظلة الديمقراطية، وهذا ما أدركته الولايات المتحدة اليوم التي ساندت الإرهابيين، والفوضويين في العالم العربي، وكانوا دائما يستقون بمساندة الإدارت الأمريكية لهم، ويرفضون تطبيق القانون، وهيبة الدولة لأنهم لا يريدون دولة، ويريدون أن تظل الفوضى، وهم ليسوا من أنصار تقدم الدول ورفاهية شعوبها لأنهم يؤمنون بديمقراطية الفوضى الخلاقة.

المشهد الأمريكي في حالة اضطراب غير مسبوقة، والرئيس الأمريكي ترمب يواجه مجموعة من الفوضويين بالإضافة إلى خصومه من الديمقراطيين الذين لا يريدون أن يكمل الرئيس ترمب لولاية ثانية، ويريدون العودة إلى الحكم لدعم أنصارهم في الشرق الأوسط نظام الملالي، وإردوغان، والإخوان الإرهابية، ونظام الحمدين، ويقود مشهد الفوضى اليوم في الولايات المتحدة عراب ثورات الخراب العربي أوباما الذي يحرض على نظام الحكم في الولايات المتحدة، ويقود حملة من الأكاذيب لتشويه إدارة الرئيس ترمب الرجل الذي حقق خلال ولايته الأولى كثيرا من الإنجازات للشعب الأمريكي بعد ما فشل أوباما داخليا، وخارجيا أيضا، وترك نظام الملالي ينهش في الأراضي العربية، ويقتل أبناء العرب.

ترمب يؤمن بالديمقراطية في وجود هيبة الدولة وفرض سيادتها بالقوانين والدستور الذي يكفل الحريات والمساواة بين الجميع بينما خصومه الديمقراطيين أمثال أوباما وإلهان عمر ورشيدة طليب يؤمنون بالفوضى الخلاقة التي تهدم الدول والتي طبقوها أولا على الشرق الأوسط، واليوم يطبقونها بنفس الطريقة في الولايات المتحدة لخدمة أهدافهم الخبيثة التي تسعى إلى إزاحة الرئيس ترمب عن البيت الأبيض.